وتَد بلورَة

9.6K 964 1K
                                    

𓆩𔓘𓆪


منذُ أَن عدنَا للمنزِل وَ طاقَة كئيبَة تنتقلُ لِي مِنه.. 

هُو شارِد لدرجَة أنَّه كادَ يصطدمُ بآنسِل أثنَاء سيرِه للدَّرج، وَ كأنَّه لَا يرَى أَو يسمَع مَا يجرِي حولَه! 

دافينَا ظنَّت أنَّنا تشاجرنَا أَو حدَث معنَا شيءٌ مَّا، لكِن ملامِح مارِي القلقَة لَم تفتنِي، وَ كأنهَا تعرِف شيئًا أنَا لَا أعرِفه. 

آيدِن.. 

للأَسف هُو يتأرجحُ علَى وترِي الحَساس، فضولِي!

ماذَا قصدَ بكلماتِه التِي دارَت وَ نحنُ فِي السيارَة؟ 

ربمَا أنَا لَم أختَر أَن أكونَ القاتِل أَو الضحِية، إنمَا السِّلاح

تقلبتُ علَى الجِهة الأخرَى ليكونَ الستَار مقابلًا لِي. 

أستطِيع سماعَ أنفاسِه الخافتَة لكنِني لستُ متأكدَة إِن كانَ نائمًا أَم لَا.. 

مَا الذِي يدعُو المَرء للنظرِ للجمِيع علَى أنَّهم أعداءُه؟ بأنَّه علَيه أَن يتحصَّن دومًا منهُم وَ يراقِب جمِيع تحركاتِهم؟ 

لكِن مهلًا!

كلامُه اليَوم ألَا يشبِه كلامَه فِي تلكَ المرَة؟ 

الصِّفر بدايَة كلَّ شَيء وَ نهايَة كلَّ شَيء، هُو مُحايِد لَا يميلُ للموجِب أَو السالِب

وَأنَا حيادِي، لَا أميلُ لأحدِ الجانِبين إنمَا فِي المنتصَف

لهذَا السِّبب هُو إختارَ أَن يكونَ سلاحًا.. 

آيدِن لَم يُرد أَن ينصِت لكلامِ القاتِل وَ يغدُو مِثله، لَم يُرد أَن يكونَ فِي القُطب السالِب، وَ فِي نفسِ الوَقت لَم يُرد أَن يكونَ مثيرًا للشفقَة كالضحِية وَ يكونَ فِي القطبِ الموجِب..

هُو فقَط أرادَ أَن يكونَ محايدًا، لكِنه فِي النهايَة أدَاة للقتلِ وَ الألَم. 

أداةُ مَن؟ مَن الذِي يُحرك آيدِن؟ 

القاتِل نفسُه؟ 

أَم آيدِن ذاتُه؟ 

"هَل نمتِي؟" 

صوتُه الخافِت قطَع سلسلةَ أفكارِي، لأزيحَ خصلاتِ شعرِي للخَلف أجارِيه فِي صوتِه المنخفِض

"لَا ليسَ بَعد، هَل هُو الأرقُ مجدَدًا؟" 

"نَعم، يبدُو أنهَا قَد انتقلَت لكِ أيضًا. لستُ آسِف"

دحرجتُ مقلتَاي لسخريتِه، علَى الأقَل خرجَ مِن قوقعةِ صمتِه. 

"هَل فكرتِي باللُّغز؟" 

"لماذَا أنتَ متشوقٌ لمعرفتِه؟ أتحِب الألغَاز إِلى هذَا الحَد يَا حفيدَ دُويل؟" 

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن