مَن يستغِل مَن

9.2K 989 1.2K
                                    

𓆩𔓘𓆪


أقلِّب الطَّعام بخفَّة، وَ حدقتَاي شاردَة فِي مكعباتِ البطاطَا التِي تطفُو فِي وعاءِ الحَساء.

لَم يَكن لدَي رغبَة فِي مشاركتِهم طعامَ العَشاء، لكننِي لَم أرِد أَن يظنَّ آيدِن بأنَّه قَد نالَ منِّي.

لَم أوجِّه لَه نظرَة واحدَة..

حتَّى عندمَا عدتُ للغرفَة لأحضِر صابونًا آخَر، لأنَّه وَ بطريقةٍ مَّا علبةُ غسولِ شعرِي الذِي وجدتُّه فِي حمامِي هنَاك قَد تمَّ رميُه فِي السَّلة. آيدِن سألنِي بكلِّ بساطَة عَن سببِ تجاهلِي لَه!

خفاشُه الذِي أطلقَه علَي هذهِ المرَّة قَد غرزَ أنيابَه بِي..

أظُن أننِي قَد جنيتُ علَى نفسِي بالفِعل عندمَا قررتُ البقَاء مَعه..

أفقتُ مِن شرودِي حالمَا سُحب طبقُ الخُضر المسلوقَة مِن أمامِي، ليتمَّ استبدالُه بطبقٍ مِن كراتِ اللَّحم الحارَّة. وَ حالمَا رفعتُ رأسِي انتبهتُ لآنسِل الجالسِ بجانبِ آيدِن أمامِي، يبتسمُ لِي ابتسامتَه الخافتَة تِلك

"حسنًا لَقد رقَّ قلبِي عليكِ، أظُن أنَّ آثارَ المُبيد قَد زالَ تمامًا، يمكنكِ تناولُ مَا تشاءينَ الآن، لكِن بقدَر. لَا تكونِي نسخةَ لِيو الأنثويَّة!"

"عذرًا! أنَا لستُ مضربًا للأفعَال والعاداتِ المُنفِّرة للتذكيرِ فقَط!"

تجاهلنَا لِيو لأبتسمَ نحوَ آنسِل فِي غيرِ تصدِيق

"أخيرًا! كدتُ أتحوَّل إلَى نباتِية لَو استمريتُ علَى هذَا الوَضع لأسبوعٍ آخَر"

"لكنَّها ليسَت بمشكلَة بالنسبةِ لأمِّي، مرَّت فترَة لَم تُدخُل لمعدتِها سوَى الورقياتِ وَ السلطَات! وَ انتهَى بِها الأَمر تتقيَّأ فِي سيارةِ أبِي أثنَاء لحاقِه بمجرمٍ هارِب"

أصدرتُ ضحكَة خافتَة وَ مرتبكَة مِن نظراتِ دافينَا الحارقَة نحونَا، حَيث سحبَت طبقَ اللحومِ مِن أمامِ لِيو وسطَ صراخِه بأنهَا تنهبُ رزقَه.

"بالمناسبَة، هَل أنتِ متفرغَّة غدًا؟"

توقفتُ عَن مضغِ اللقمَة أطالِع آنسِل فِي استغرَاب، لأومِئ لَه فتتسعُ ابتسامتَه نحوِي

"هَل آخذكِ معِي للمشفَى؟ يمكنكِ جلبُ دفترِ ملاحظتكِ معِي، لأننِي سأطلعكِ علَى أشياءَ كثيرَة بالتأكِيد تجهلينهَا"

اتَّسعت حدقتَاي لأسعُل واضعةً يدِي علَى فمِّي، وَ قَد أسرَعت مارِي بتقديمِ كأسِ ماءٍ لِي بينمَا دافينَا تطبطِب علَى ظهرِي

"آنسِل! هَل أنتَ جَاد؟ سأدخُل المشفَى الذِي تعمَل بِه؟ أكبَر مشفَى فِي هذهِ المدينَة!"

"ألَم أعدكِ بهذَا؟ ستكونِين كمتدربَة، لذَا ارفعِي رأسِي وَ أنَا أعرضكِ لزملائِي هنَاك"

أتاراكسياWhere stories live. Discover now