ستُّون دقيقَة

10.4K 989 747
                                    


𓆩𔓘𓆪


عقدتُ حاجِباي لصوتِ فرقعةِ أصابِع يأتِي مِن مكانٍ مَّا مِن حولِي، رغمَ أنَّني فِي كَنف الظَّلام، غيرَ أننِي أستطِيع التمييزَ أنَّ ذلكَ الصَّوت يأتِي مِن يمينِي.

تلكَ الأصابِع تُصدر لحنًا خافتًا وَ مريبًا.. مثلَ صوتِ تحركِ عقاربِ الساعَة.

لكِن تلكَ الرائحَة عميقةِ الأثَر قَد جلَست وَ هيمنَت علَى الأرجَاء.

أشعرُ بثقلٍ يستلقِي فوقَ جفنَاي، وكأننِي بقيتُ داخِل شرنقَة لوقتٍ طوِيل حتّى تجمّدت الدِّماء فِي أطرافِي.

وَ حالمَا فتحتُ ستارَ حدقتَاي، طرفتُهما حتّى تتضِح الصُّور لِي ويزولَ الغشَاء الضّبابي، لأدِير وجهِي نحوَ اليمِين فألمَحه جالسًا علَى أحدِ المقاعدِ بقربِي. يتكِئ بمرفقِه علَى ذراعِ الأريكَة، بينمَا ذقنَه يرتَاح علَى ظهرِ يدِه.

هذَا آخِر وجهٍ أردتُ رؤيتَه بمجردِ أن أستفِيق!

مَا المعنَى مِن حركةِ آيدِن وَ هُو يفرقِع بأصابِعه مصدرًا ذلكَ اللحنَ المُريب للسَّمع؟

حَيث تبسَّم نحوِي لأجزمَ أنَّه ثملٌ فِي هذهِ اللحظَة لَا مَحال!

لماذَا يبتسمُ وَ كأنهُ قَد تعاطَى كيسًا كاملًا مِن المخدراتِ للتَّو؟

حدقتَيه استمرَّت بالإبحَار بينَ ثنايَا وجهِي، بينمَا طالعتُ الأرجَاء فِي توجُّس لأدركَ أننِي فِي المشفَى.

وَ لستُ مُختطفَة مِن قبلِ آيدِن وَ مقيدَة علَى السرِير كَي يمررَ منشارًا يسبحُ بِه علَى جسدِي..

"سمُو الأمِيرة تكرَّمت واستيقظَت، كدتُ أقتلُ نفسِي مِن الضجَر وَ أنتِ تهلوسينَ باسمِ ذلكَ الباريستَا، لكِن الآن لَن أشعُر بالمللِ أبدًا طالمَا فتحتِ عَينيك"

م مهلًا!

هَل كنتُ أهلوِس باسمِ رِين؟

هَل آيدِن سمعنِي؟

قضمتُ شفتَاي لأستديرَ للجهةِ للأخرَى أعيرهُ ظهرِي.

لماذَا هُو هنَا مِن بينِ الجمِيع؟

أينَ البقيَّة؟

"حساسيَة مِن الكحُول؟"

طرفتُ بعينَاي لنبرتِه الغريبَة تِلك، حيثُ استشعرتُ ابتسامتَه وَ هُو يسألنِي، لكننِي رفعتُ الغطَاء حتَّى رأسِي متجاهلةً إيّاه.

"مثيرٌ للإهتِمام، فتاتِي لدَيها حساسيَة مِن إحدَى الخطَايا التِي تستهوينِي أنَا، مُؤسِف. مَا عادَت توجدُ طريقَة لأسكُب نبيذًا يلائمُ إحمرارَ شعرِك علَى وجهِك كمَا كنتُ أتخيَّل"

أسيستمِر بسردِ أفكارِه العقيمَة تِلك لِي؟

هَل تناولَ مِن تلكَ الكعكَة وَ فقدَ بقايَا العقلِ الذِي لدَيه؟!

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن