وَعد برائحَة الزنبَق (١)

57.9K 3.2K 20.9K
                                    


𓆩𔓘𓆪

كانَ صدَى صُراخي بتلكَ الكلمَات التِي تدفّقت مِن جوفِي يُسدِّد صفعاتٍ مُتتاليّة لوجنتَاي مُرتفعتا الحرارَة.

إذ نزَلت الصّاعقة علَي مُزلزلَة كامِل أطرافِي حالَ إدراكِي بمَا قلتُه فِي لحظةِ غيابِ الوَعي عنِّي، غيرَ أنّ مَا جعلَ الأمرَ يسوءُ فِي نظرِي أكثَر هُو رؤيتِي لعينَي آيدِن الجاحظتَان نحوِي دونَ أن تطرفَا.

يُطالعني بنظراتٍ ممزوجَة بينَ عدمِ التّصديق والصّدمة، الإستنكَار والإندهَاش، وكأنّه سمعَ ولَم يسمَع..

ورغمَ شعورِي بجسدِي يحترِق مِن السُّخونة إلّا أننِي لَم أزِح حدقتَاي عَنه لشعورِي بالإرتِباك مِن تحدِيقه المُطوّل بِي دونَ أن يتحرّك أي جزءٍ مِنه.

إمّا أنّه هُو مَن توقّف عَن العمَل، أو أنّ كلّ شيءٍ مِن حولِه توقّف عَن الحَراك والدَّوران فَجأة..

كمَا أننِي بوضعٍ مُزرٍ كونَ مزيدٍ مِن الدُّموع هطَلت علَى خدّاي لشعورِي بالإنزعَاج والغضبِ مِن نفسِي، أو ربمَا الحَرج والرّغبة بالإختِفاء..

لَم أكُن أريدُ لإعترافِي أن يكونَ بتلكَ الهمجِية والعشوائِية.. وفِي مكانٍ مجهولٍ كهذَا وكلانَا ينزِف ويكادُ يرتمِي علَى الأرض.

ث ثمَّ إلَى متَى سيستمِر بالتّحدِيق بِي بحدقتَيه البارزتَان؟ هُو حتّى لَم يأبَه لضربِ أحدِهم للجُزء العلوِي مِن ظهرِه واستمرّ بالنّظر إلَي فِي ذهُول وكأنّه لَم يعُد يشعرُ بإجتماعهِم حولَه.

عدتُ للإرتمَاء علَى الأرض أسدِل جفنَاي بقوّة وخفقاتِي تُجابه تسارعَ أنفاسِي.

تظاهرِي بأنّه أغشِي علَيك.

تظاهرِي بأنّه أغشِي علَيك!

لَم يعُد بمقدورِي النُّهوض وفتحُ عينَاي حتّى لشعورِي بتثاقلِ أطرافِي وتباطِئ نبضِي، غيرَ أنّ عقلِي يرفضُ إطفائِي وكأنّه يُلبِّي رغبتِي بالبقاءِ مُحيطَة بمَا يجرِي لقلقِي الجَسيم علَيه..

لكِن سماعِي لصوتِ صافرَات الشُّرطة وهِي تقتَرب قَد جعلنِي أسمَح لأعضاءِ جسدِي بالتوقُّف عَن العمَل واحدًا تلوَ الآخَر حتّى إرتخَت يدِي مِن فوقِ إصابتِي علَى الأرض.

مَا يُهمني هُو أنّ آيدِن لَم يرتمِي علَى الأرض هُو الآخَر، وأنّه سيكونُ بخَير الآن حالمَا تقتحِم الشُّرطة المكَان.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

أتاراكسياWhere stories live. Discover now