فتَاة الخرِيف

18K 1.6K 4.4K
                                    


𓆩𔓘𓆪

مُقلتاي تنقُشانِ سقفَ الغرفَة منذُ ساعَات حتّى صنعتَا لِي منحوتَة مُشوّهة تعكِس أفكارَ رأسِي الفوضويّة.
لَم يكُن للنُّعاس مَجال أن يُداعب عينَاي كَي ترتخيَا إثرَ أرقِي الذِي استمرَّ بالوسوسَة بجانبِ أذنِي طوالَ اللّيل.

هذَا قرارِي بالكامِل ولَم يُجبرني أحَد علَى ذلِك، لَم يعُد هناكَ داعٍ للبقاءِ فِيه طالمَا أنّنا سنُغادر انجلترَا ونذهبُ إلَى سكُوتلاند

أنتِ تعلمِين جيدًا أنّ بقاءنَا هنَا يعنِي المجازفَة يَا إليانَا، الخَطر يُحيطكمَا مِن كلِّ الجِهات وأنَا لستُ أمَّا بنصفِ عَقل لأتهَاون

منذُ أن اقتحمَت عائلةُ هارِيس حياتهَا وهِي تتعرّض للمشكلَات والأذَى!

أطلقتُ زفيرًا كثيفًا كانَ يُثقل صدرِي وكلماتُ أمِّي أقسَمت ألّا تتوقّف عَن الحَوم فوقِي، لأتقلَّب علَى جانبِي اخفِي رأسِي أسفلَ الوسادَة هربًا مِن كمِّ تلكَ الأفكَار التِي تعصفُ بِي.

أيُعقل أننِي سمَحت لعاطفتِي بصياغةِ الكلمَات التِي خرجَت منِّي ليلةَ أمس وأنَا أعارِض فكرةَ أمِّي؟
هَل قرَار الرّحيل هُو الخَيار الأكثرُ حِكمة وعقلانيّة لموقفنَا نَحن؟

ولكِن.. هاردِن لَم يظهَر لنَا ولَا لمرّة وكأنّه مُجرد وَهم.
كمَا أنّه لَن يجرُؤ علَى مَساس أورورَا بسُوء وهِي تقفُ خلفَ درعِ آيدِن أليسَ كذلِك؟

بسببِ ذلكَ الهايدِن لَم تعُد أمِّي ترَى آيدِن بهذَا المنظُور، أصبَحت تتصوَّره علَى أنّه نسخَة مِن طيفِ ماضِي أورورَا وسيكونُ مِن الجُنون جعلهَا تحتمِي مِن شخصٍ يُتاجر بالنِّساء عندَ مريضٍ نفسِي عقلُه لَا يعملُ مثلنَا نَحن.

أستطِيع تفهُّم أمِّي..
ولكِن كَيف لنَا أن نشرحَ لهَا معادلةَ شقيقَي هارِيس العويصَة؟
كَيف لِي أن أصارحهَا بأنّ داميَان والدُ زوجِها هُو مَن حاولَ خنقهَا وليسَ آيدِن كمَا افترضَت هِي؟
ستفقدُ صوابهَا حتمًا ولَن تستمتعَ لأيِّ أحَد..

فِي كلتَا الحالتَين أمِّي لَن تقبلَ بإبقاءِ أورورَا بينهُم.

أنَا لستُ متعلِّقة بآيدِن! أنَا أحِبه

أورورَا..
لَم أتصوّر أن تُفصحَ عَن مشاعرهَا لنفسهَا قبلنَا بهذهِ السُّرعة، ظَننت أنّ الأمر سيستغرقُ وقتًا أطوَل حتّى تتصالحَ مَع ذاتهَا وتُدرك أنّ آيدِن قَد تَعشعشَ بداخلهَا.

عقلهَا خائفٌ ولَا يُريد الخوضَ فِي الحُب، بينمَا الآن أجِدها قَد أخرجَت تلكَ الجُملة مِن باطنهَا بهذهِ السلاسَة؟

أتاراكسياDonde viven las historias. Descúbrelo ahora