صفرَان

36.4K 2.1K 6.3K
                                    


𓆩𔓘𓆪

"وَ مِن ثمَّ قالَ: لَا تجرُؤ علَى الإقترابِ مِن زوجتِي مجددًا" 

دحرجتُ مقلتَاي أحاوِل الحفاظَ علَى إطباقِ شفتَاي وَ هِي تضعُ يديهَا علَى وجنتيهَا فِي إنتحَاب

"كانَ عليكَ رؤيتهمَا يَا ليُو! هَل تظنَّانِني لَا أعلَم مقصدَه بإلباسكِ ذلكَ الرِّداء؟ أنَا أكثَر مَن تجيدُ ترجمةَ لغةَ الجِنس الخَشن، لقَد أرادَ حجبهَا عَن كمِّ الرِّجال فِي المنزِل هنَاك، لَم يُرد أن تكونَ زوجتُه تفّاحة مُتجرِّدة مِن القشُور وهِي فاكهتهُ وحدَه" 

"إليانَا هَل خُلقتِ لتكونِي غطاءَ أمِّي؟ وَ لكِن ربمَا تحليلكِ صائِب، آيدِن لَم يَكن يحِب إبقاءَ حلوَاه مكشوفَة، إنَّما يَحجُبها بالغِلاف كَي لَا تتلوَّث، ولَا يشاركهَا لأحَد"

كلاهمَا قَد وجَّها نحوِي نظراتٍ مغلّفة بالخُبث وَ الدّنائة، لأشيحَ بوجهِي أنفثُ علَى غرتِي التِي تتساقطُ علَى عينَاي أعرِبُ عَن إنزعاجِي

"توقفَا عَن هرائكمَا هذَا! أجبرنِي علَى ارتداءِه لكَي يغيظنِي بجعلِي أبدُو طفلةً بكّاءة أمامَه، ثمَّ أنَا لَم أحاسبكِ بَعد علَى غدركِ بِي وَ أنتِ تحبسيننِي مَعه فِي المخزَن!" 

"أمارِي قامَت بمهمتهَا إذًا، رغمَ أنّها بدَت كأرنبٍ صغِير مرتجِف عندمَا أخبرتُها أن تُحضر آيدِن لهنَاك، وَ لكنّها تواطَأت معنَا فِي النِّهاية. لَا تتظاهرِي بأنّ مَا حدَث لَم يُعجبك، ركلَة واحدَة مِن رجلكِ الحديدِي وَ كانَ سيخرُّ البَاب علَى الأَرض، لكنّه فضّل أن يعلقَ مَعك"

تبسَّمَت فِي حالمِية وَ هِي تصدرُ أصواتَها الغريبَة تِلك مُكملَة

"سافِير لَا يُهمِّه أينَ يكونُ مستقرُّه، أنتِ هِي بقعتهُ المستقرّة" 

"إليانَا أنتِ تعجبيننِي يَا فتَاة! خذِي هذَا، وَ هذِه الحلوَى أيضًا" 

طالعتهمَا بلسانٍ مُلجم وَ همَا يضربانِ كفيهمَا معًا، لأكتِّف ساعدَاي أحاوِل تمالكَ نفسِي. 

آيدِن.. 

لقَد كانَ مختلفًا البارحَة وَ كأننِي كنتُ أتعامَل مَع شخصٍ آخَر. 

بضعةُ ملاعِق مِن وقاحتِه وَ دنَائتِه، وَ وعَاء كبِير مِن سوداويتِه تِلك، وَ أطنانٌ مِن الجُنون وَ فقدانِ السيطرَة. 

لكِن مِن بينهِم.. 

كَانت هنَاك ملعقَة صغِيرة مِن 

مِن.. 

لَا أستطِيع قولهَا!

كمَا أنّه يستمرُّ بإدهاشِي بمدَى حِنكته وَ دهاءِه!

هُو لَم ينسَ أمرَ كذبتِه تِلك، بَل رأيتُه يتوجّه بنَا نحوَ متجرٍ لبيعِ الأحذيَة كَي لَا نُثير شكَّ أمِّي. 

أتاراكسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن