أتاراكسيا

خطّة بَاء ٢

𓆩𔓘𓆪

أطبقتُ غلافَي الدّفتر لشعورِي بوجودِ روحِ نيفيَا تجلِس بجانبِي، ورغمَ وضعِي لَه داخِل الدُّرج مغلقةً إيّاه، إلّا أنّ صدَى صرخةِ آيدِن لَا تزالُ تخترِق أذنَاي..

أصبحتُ أكابِد لقرَاءة مَا بقِي منهَا، ولكننِي أخرجُ منهَا وطاقتِي مهدُورة..

مخاطبةُ نيفيَا لِي وهِي تمنّت للحظَة أن نتبادَل الأماكِن كانَت المِفتاح الذِي فتحَ صنبورَ مَدمعَاي..

لكننِي لَم أكُن بخَير عندَ الصفحَة الأولَى، وخرجتُ مِن آخِر صفحَة توقفتُ عندهَا وأنَا لستُ بخيرٍ إطلاقًا..

ولَم أملِك فُرصة لإطلاقِ سَراحِ بناتِ مُقلتَاي أفِيض مِن غَمِّي وطرقُ بابِي أعادنِي إلَى الصفحَة حيثُ طرقاتُ نيفيَا الضّعيفة علَى بابِه هُو..

لكننِي تحامَلت وقَد أسرَرتُ فِي نفسِي مشاعرِي التِي أنهكتهَا وأنَا أقرَأ دونَ انقطَاع أتوجَّه لفتحِ البَاب فتقابلنِي آروهِي مُنبَسطَة الأسارِير وربمَا حالِي تسبَّبَ باضمِحلالِ ابتسامتهَا تنبِس فِي قلقٍ جَسيم

"أورورَا هَل أنتِ بخَير؟ لونكِ مخطُوف وجفونكِ مُحمَرَّة، أحدَث شيءٌ مَا معَك؟"

نفيتُ برأسِي أحاوِل رفعَ طَرَفي شفتَاي للأعلَى ولَا تزالُ الصرخَة تَدوِي فِي داخلِي وتَأبى الانخمَاد
"أنَا بخَير لَا تقلقِي، ولكنّها أعراضُ زُكامي، إن شربتُ الزنجبِيل سأكونُ أفضَل. أنتِ جئتِ لتقولِي شيئًا أليسَ كذلِك؟"

"أجَل، بخصوصِ أخِي. أخبرنِي الطّبيب أنّه يمكنُه الخُروج اليَوم كَي يبتعدَ عَن أجواءِ المشفَى ويَشَمَّ الهواءَ خارجًا، وقَد جلبتُه معِي إلَى هنَا وتركتُه يرتَاح فِي غرفَة بجانبِ خاصتكِ القديمَة كَي أكونَ قريبةً مِنه"

"هذَا جيدٌ للغايَة! أي أنّه أصبحَ فِي مأمنٍ هنَا ولَم يعُد هناكَ مَا يثيرُ القلقَ نحوَه"
أومَأت تستعِيد ابتسامتهَا المُنشرحة لأمسِك بكلتَي يديهَا ومعنوياتِي بدَأت ترتفعُ قليلًا
"ولَا تشغلِي بالكِ بشأنِه، أنَا سأهتَم بشقيقِك كمَا يجِب"

"أنتِ تهتمِّين بِه؟ ولكنكِ لستِ مُكلّفة بذلِك"

"أعلَم ولكننِي أرِيد. أفتقدُ شعورَ الاعتنَاء بمرِيض كممرِّضة وأن أسعَى لراحتِه حتّى يتحسَّن بسببِي، كمَا أنكِ لَن تستطِيعِي المُوازنة بينَ تدبيرِ شؤونِ المنزِل ورعايتِه، هنَا يأتِي دورِي"

هِي طَرفت بعينَيها لتمسكَ بمئزرهَا مشيحَة ببصرهَا عنِّي
"ولكنّه شَاب"