شظايَا أرجوانِية

11.1K 871 1.9K
                                    

𓆩𔓘𓆪

رِين؟
هَل.. حقًا هُو يقفُ أمامِي بكاملِ أطرافِه أم أنّه مُجرّد سَراب صنَعه عقلِي لمدَى عطشِي لرؤيتِه منذُ وقتٍ طوِيل؟

هُو لَا يُخرج حرفًا واحدًا ليجعلنِي أصدِّق كونَه قَد عادَ إلَي.
إنّما مُتخشِّبٌ هُو الآخَر، يُطالعنِي بعينٍ واحدَة وَ الأخرَى..

مَحجوبَة عنِّي بِرُقعةِ عينٍ سَوداء، حيثُ جحظَت حدقتَاي حالمَا أفَقت مِن لحظةِ إندهاشِي.

م مَا الذِي أصابَه؟

لماذَا يحجبُ عينَه اليُسرى بتلكَ الرُّقعة؟ كمَا أنّ ذِراعه اليُمنى مُغلَّفة بجبيرةٍ كَبيرة تلتفُّ حولَ عنقِه.

سارعتُ بتقليصِ المَسافةِ رغبَة بتفقدِ عينِه وَ لسانِي عاجِز عَن الحرَاك، لكنّه باغتنِي بالإبتِعاد عنِّي دونَ إزاحَة عينِه عَن وجهِي.

يُحدِّق نحوِي بعينٍ واحدَة لَم تُقصِّر بالإفصاحِ عَن مشاعِر كثيرَة بمفردِها دونَ اللُّجوء لعونِ شقيقتِها..

"رِين مَا بهَا عينُك؟ بَل لماذَا ذراعُك فِي هذهِ الحَال؟ مَ مَا الذِي حدَث معَك؟"
نبستُ فِي تهدُّج أحاوِل كبحَ الإرتِباك الذِي يعترينِي إثرَ تحدِيقه المُستمر نحوِي، تحديقاتِه الخائِرة تِلك..
وَ كأنّه لَا يرغَب بالنّظر إلَي وَ فِي الوقتِ آنِه هُو لَيس لَه سِوى جَعل حدقتِه تتحدّث عوضًا عَن لسانِه.

إِذ لمحتُ قبضتَه التِي اشتدَّت حتّى فرّق بينَ شفتَيه نابسًا بصوتٍ ركيكٍ للغايّة..
"آسِف.."

"رِين مَا الذِي يَح.."

"آسفٌ للغايّة.. مَا الذِي فعلُوه بِك؟"

ر رِين..
مَا كانَ علَيه أن يُوجِّه هذَا السُّؤال لِي وَ يدَاي مُكبَّلتان..
أن ينظُر لِي وَ عينُه قَد اغرَورقَت فِي خذلانٍ واضِح دونَ أن يستطِيع إشاحتهَا عنِّي، لكِن مَا حقنَ فِي داخلِي مشاعِر الإختنَاق أكثَر هُو نبرتُه المُهتزّة..

حَيث وجدتُ شفتَاي ترتجِفان حتّى شعرتُ بسيلٍ مِن الدُّموع تتدفَّق مِن مدمعَاي، إننِي أبكِي كطفلَة جَاءت إلَيه لتشكُو مِن أشخاصٍ كُثر..

وَ كأننِي تعرَّضت للضَّرب مِن أطفالِ الحَي وَ أريدُه أن يقتصَّ لِي منهُم..
لَا أعلَم ممّا أبكِي أنَا تحديدًا حتّى..

الكثيرُ مِن الأشيَاء قَد حصلَت معِي فِي غيابِه، و رؤيتِي لآخِر مَن تبقّى يقفُ أمامِي يجعلنِي أبكِي كالحمقَاء فِي غيرِ تصدِيق..
رغبتُ بالتوقُّف وَ إبتلاعِ تلكَ الكُرّة الشّائكَة التِي تجمّعت فِي حلقِي وَ لكننِي.. لَا أستطِيع.

أتاراكسياWhere stories live. Discover now