أتاراكسيا

افتراضَات ركيكَة

𓆩𔓘𓆪

ماذَا تَفعل مارِي هنَا؟ لَم يسبِق لَها أَن وطَأت هذَا المنزِل..

هِي حالمَا انتبَهت لِي نهَضت مِن علَى الدَّرج تُطالعنِي وَ كأنَّها لَم ترنِي منذُ تركِي لمنزلِها.

بينمَا خطوتُ نحوَها وَ الحِيرَة تتملَّكنِي.

"هَل فَاجَأتكِ بِقدُومِي؟ مِن ملامحكِ كمَا لَو أنَّكِ رأيتِي مَسخًا"

"حسنًا.. لَم أتوقَّع أَن أراكِ هنَا إطلاقًا، وَ ربمَا قدومكِ لهنَا وَ قطعُ كلِّ هذِه المَسافَة ليسَ سِوى لِشيءٍ مُهمٍ، أليسَ كذلِك يَا مارِي؟"

أومَأتْ لِي لنجلِس بمحاذاةِ بعضنَا البَعض عَلى الدَّرج.

مَّا السَّبب الذِي دعاهَا للقدُوم لهنَا؟ هَل يُعقلُ أنَّ لِيو أخبرَها بلقاءِنا اليَوم؟

لكِن مارِي ألتقِي بِها بينَ فينةٍ وَ أخرَى، بالتأكِيد هناكَ سببٌ آخَر دَفعها للقُدوم.

كمَا أنَّها تبدُو متردِّدَة، لَا تَكفُّ عَن خلعِ سوارِها الأزرَق عَن معصمِها وَ إدخالِها فِيه فِي كلِّ مَرة. ربمَا تحتاجُ لدفعَة كَي تُخبرنِي، لكنَّها ابتَسمَتْ لِي تسألنِي عَن الجدَّة

"كَيف حالُها؟ هَل استطعتِي فعلَ شَيءٍ لَها؟"

"قريبًا سأغدُو غريبَة بالنسبةِ لَها، لكنَّها تبتسمُ كثيرًا، أوشِك عَلى تحقيقِ جمِيع رغباتِها التِي خَطَّتها فِي الوَرقة، حينَها سيكونُ دورِي قَد انتهَى"

هزَّت برأسِها وَ نظرُها مُصوبٌ عَلى المشاتِل الموجُودةِ حولنَا. هَل يُعقل أنَّ شيئًا مَّا قَد حدَث فِي المنزِل؟

أَم أنَّ لِيو قَد وشَى بِي لَها كَي تأخذَ بحقِّه منِّي؟

"أتعلمِين.. أحيانًا أجدكِ غريبَة الأطوَار"

تمتمَتْ عَلى مسمعِي لأعقدَ حاجِباي مِن كلامِها.

هَل حتَّى مارِي تجدنِي غريبَة؟ ليسَ وَ كأنَّها المَرة الأولَى التِي يقولُ لِي فيهَا أحدُهم هذَا الكَلام..

أنَا هكذَا فِي نظرِ الجمِيع..

لكِنني لاحَظت شفتَيها المُلطَّخة بِالحمرَة تبتَسم وسطَ شرودِها نابِسة

"منذُ أَن عرفتُكِ وَ كلُّ مَا تفعلِينَه هُو مُساعدَة النَّاس، حتَّى لَو كانُوا غربَاء عنكِ. يدكِ دومًا مبسوطَة لَهم، لَم أركِ يومًا تدفعِين أحدًا وَ تتركينَه وراءكِ، وَ كأنكِ هبطتِي مِن السَّمَاء لتُوحِّدي العَالم، حِينها كُل مَا أتوصَّل إلَيه هُو سؤالٌ واحِد. مَن أنتِ يَا أورورَا؟"

لَم أتصوَّر سماعَ كلامٍ كهذَا منهَا.. إِذ وجدتُ نفسِي أتلمَّس قلادتِي المتدلِّية عَلى صدرِي وَ نظرِي اختطفَه الفَراغ.