أتاراكسيا

القشّة الأخِيرة

𓆩𔓘𓆪

دفاتِر الماضِي؟ 

أيشيرُ بحدِيثه لماضِيه هُو أَم لآيدِن بالتَّحديد؟ 

بالتفكِير بالأَمر، كُلَّا مِن آروهِي وَ السيدُ داميَان يتحدَثان عَن آيدِن فقَط، يوجِّهان المِنظَار نحوَه لأرَى وجهَه فقَط دونًا عَن أخِيه. 

كلُّ مَا أعرِفه أنَّ نيفيَا قَد طرَدت هايدِن مِن داخلِ قلبِها، وَ لَا أعلَم إِن كانَ هذَا نقطةٌ لصالحِه أَم لَا..

فهِي قَد فضَّلت آيدِن علَيه وَ مَع هذَا آيدِن ليسَ أفضلَ مِنه، وَ كأنَّه كانَ يتلَّقى كامِل الأشوَاك عَن هايدِن ليكونَ مليئًا بالثُّقوب وَ الفجوَات.. 

آيدِن كانَ مجرَّد دميَة بينَ يدَي والدَته، وَ هِي كانَت سخِية بغرزِ الدَّبابِيس فِيه فِي كلِّ مَرّة دونَ أَن تأبَه لمدَى الألمِ الذِي يشعُر بِه..

هززتُ برأسِي أطردُه مِن بينِ طيّات عقلِي، لَا أريدُ التفكِير بِه، علَي كنسُ آثارِه مِن داخِل رأسِي. 

كمَا أننِي لَا أشعُر بالرَّاحة مِن تواجدِي هنَا..

أيُّ خاطِفٍ يحتجزُ رهينتَه داخِل حُجرةٍ فاخرَة كهذِه! 

مائدَة تضمُّ أطباقًا مِن أصنافٍ مختلفَة، تلكَ الشُّموع العطرَة التِي تحمِل رائحَة الرَّبيع، كمَا أننِي شِبه مُقيَّدة..

لكِن مَا يحقنُ جرعةً مُضاعفَة مِن الأدرينالِين فِي داخلِي هُو ابتسامَة هايدِن الهادِئة، هَل هُو فِي مزاجٍ سعيدٍ أَم ماذَا؟ 

"ألَن تأكلِي؟ سأفكُّ قيدَك حالًا"

"لماذَا تظُن بأننِي سأدخِل لفمِي شيئًا مِن تحتِ رأسكَ أنت؟ مَن يدرِي ماذَا دَسستَ فِي الأطبَاق وَ الشَّراب!" 

ضحكَة خافتَة قَد فرَّت مِنه يكمِل إرتشافَ آخرَ قطراتِ كأسِه، ليرخِي جسدَه علَى الكرسِي يطالِع منتصفَ عينَاي

"يروقوننِي أولائكَ اليقظِين وَ الحذرينَ طوالَ الوَقت، التَّلاعب بِهم وَ إيقاعِهم فِي الفَخ أكثَر متعَة مِن اصطيادِ حفنَة مِن السَّاذجِين" 

"انظُر، أنَا ليسَ لدَي الوَقت لأقومَ بتسليتِك وَ انتشالِك مِن وحدتِك، اذهَب وَ اختطِف فتاةً أخرَى تتمتَّع بقوةٍ صَبر أكبَر وَ اعتقنِي" 

هُو أخرجَ عودَ سيجارَة مِن جيبِ سترتِه، وَ حالمَا أشعلَ القدّاحة سارعَ بإطفاءِها يطالعنِي وَ كأنّه أدركَ شيئًا مهمًا 

"آيدِن سيشعلُ قدّاحته بِي إذَا مَا أعدتُّكِ لَه وَ أنتِ مُصابَة بالرَّبو، سأكتفِي بهذِه إذًا" 

أهُو جَاد؟ 

طالعتُه فِي غيرِ تصدِيق وَ هُو يدخِل حلوَى المصّاص لفمِه، لأطلِق تنهيدَة خافتَة أحدِّق نحوَ الأرجَاء.