الفصــل الأول
فـريسة للمـاضي
ـــــــــــــــــــوقفت امام المرآة متعمدة التأخـير عليه حتى ألهبت حواسه للتطلع عليها برغبة ،ونجحت في ذلك عندما حدق فيها متيمنًا لقربها منه ، خاصةً بروز بعض حبات العرق علي جبينه متلهفًا لأخذ مبتغـاه في اشباع رغباته التي تأججت بداخلـه بفعل حركاتها الجريئـة امامه ، ثم وضعت هي أحمر الشفاة بكثره علي شفتيها لزيادة شوقه في التهامهما ، لم يتحمل زين كثرة تدللها عليه خاصةً حبه لها ورغبته الدائمة فيها وحدثها من بين انفاسه ورغبته الطاغية علي تعبيرات وجهه :
- نور تعالي بقي ، كل اللي بتعمليه ده ملوش لازمة ، والأحمر ده هيتمسح دلوقتي .
ضحكت بخفة ثم نهضت من امام المرآة متعمدة التدلل في مشيتها وهي تقترب منه ، فابتلع ريقه وانتفض قلبه من اقترابها ، لم يشيح زين بصره من عليها ولم يخفي امامها نظراته المتلهفة عليها مما جعلها تتدلل اكثر بذلك الثوب الشبه عاري والمظهر لمفاتنها الانثوية التي تثير الرجل ، صعدت نور علي الفراش من ناحيته متعمدة المرور من فوقه ، ولم يتواني زين في جذبها اليه وهمس لها برغبة جلية :
- كل ده ليه ، انا بحبك وعلي طول عاوزك
اقتربت من وجهه قائلة بنبرة متمايعة :
- بتحبني قوي كده ، انا لازم ادوخك زي ما عملت معايا .
هتف زين من بين انفاسه :
- اعملي اللي انتي عوزاه ، بس انا عايزك دلوقتي .
لم يلبث حتي استقي من شفتيها لتهدئة مشاعره المتعطشة لها ، واضعًا يديه عليها تواق للمزيد منها كمن يراها اول مرة ، ولم تعارض لهفته الجامحة فيها والتي تشعرها بمدي سيطرة حبها عليه ، بدا عليه التهدأه قليلاً بعدما انتهت مشاعره من الإرتواء من حبه لها ، وابتعد عنها قليلاً قائلاً بنبرة شبه هادئة :
- بحبك قوي .
ابتسمت نور وهي تتطلع عليه وردت بأنفاس متقطعة :
- انا أكتر ..
استلقي علي ظهره لتهدئة أنفاسه ، واستدارت نحوه ووضعت رأسها علي صدره وتابعت بحب :
- انت حبيبي ، ومش هسمح لأي حد يبعدنا عن بعض تاني .... _________________________
في الصبـاح ......خرجت من المرحاض ممسكة بتلك المنشفة الصغيرة تجفف بها فمها بعدما افرغت ما في معدتها ، وضعت سلمي يدها علي رأسها من دوران سيطر عليها وارتمت علي الأريكة غير قادرة علي الوقوف ، شعر بها معتز وتفهم ما تمر به ، خاصةً انه بالأمر الطبيعي ، ونهض من علي الفراش متجهًا اليها ، دنا منها محاوطًا إياها بذراعيه قائلاً بقلق :
- سلمي يا حبيبتي ، انتي كويسة .
نظرت له بأعين مجفلة مرهقة وقررت مفاتحته في ذلك الأمر ، خاصةً انه ليس بالهين ليتقبله وتوجست من ردة فعله ولكنها أعتزمت إخباره وردت بصوت ضعيف :
- معتز ، البيبي ده انا مش عوزاه
تجمدت انظار معتز عليها مصدومًا وحرك رأسه معارضًا قرارها الغير صائب في تخلصها من ابنه ، وأحتقن وجهه وقست انظاره عليها ونهض قائـلاً بانفعال :
- انتي اتجننتي يا سلمي ، عايزه تقتلي ابني ، جالك قلب تقوليها .
انكمشت سلمي في نفسها غير قادرة علي مناقشة تلك المسألة خاصةً وعكتها الصحية ، وبررت مقصدها بـ :
- معتز انت مش فاهمني ، حدق فيها منتظرًا تبريرها الوخيم الغير مرضي له ايا كان ، واستطردت موضحة :
- معتز انا عاوزه اشتغل ، مش متعوده اقعد كدة ، وانت عارف قد ايه بحب شغلي .
ابتسم بتهكم ورد عليها بنبرته القوية وفكره الرجولي البحت :
- شغلك هو جوزك وبيتك يا هانم ..
نظرت له مستنكره حديثه وضغطت علي نفسها ووقفت امامه منزعجة من طريقة تفكيره وهتفت بغير رضي :
- قصدك ايه يا معتز ، انت اتجوزتني علشان اقعد في البيت زي الخدامين ، وميبقاش ليا اي قيمة وقتها قدامك .
معتز بعدم اقتناع ونظرات ساخرة :
- هو انتي لما تخلي بالك من بيتك وجوزك وبنتك تبقي خدامة يا سلمي ، استأنف بحيرة :
- انا مش عارف ناقصك ايه علشان عاوزه تشتغلي ، ايه طلبتيه واتأخرت فيه ، انا فاهم كنتي عايشة ازاي وبحاول اعمل علشانك المستحيل ، وكل ده علشان بحبك ..
ضغطت سلمي علي شفتيها مسيطرة علي حدة الإعياء نتيجة حملها في شهرها الأول والتي تقاسي المرأه آلامه وتنهدت بضعف قائله :
- انا مش قاسية يا معتز ، دا ابني وانا خايفه اظلمه وانا مش جاهزة استقبله والبخ نفسي وبنتي لسه صغيرة مكملتش خمس شهور ، لازم تحس برغبتي .
ضجر معتز من الحديث الغير هادف معها ورد بنفاذ صبر :
- انا رايح شغلي ، واتمني تفكري كويس .
ثم توجه للمرحاض وتتبعته نادمة علي تصرفها الأهوج في فتح مسألة حساسة كتلك ، ولكنها لن تمحي فكره عملها فطالما عشقته...
______________________
YOU ARE READING
((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن
Romanceالمقـــدمة عادت ظنون المـاضي تطـــاردها . وساعدت غرمائهم في التفريق بينهما . وتذبذبت علاقتها به، واحتار هو في أمرها . وتملكت من تفكيرها فطغى حبه الصادق عليها . .....فهل سترضخ لهــا؟ ..... فريســة للماضي الجزء الثاني (صغيـرة ولكـن ...)؛ مايو2018 لل...