الفصل الحادي عشر

39.5K 961 34
                                    

الفصــل الحادي عشر
فريســة للماضــي
ــــــــــــــــــــــ

جاب جميع الأماكن بداخل المستشفی بحثًا عنه ولم يجد له أثرًا ، ايقن زين هروبه منه ، ولكنه توعد بالإنتقام منه وبما فعله مع زوجته ، نظر زين أمامه مهتاجًا وبأعين حاده يلمع بهـا بريق الإنتقام ، ضغط بقوة علي قبضه يده لعدم رؤيته له رغم انه كان امامه قبل قليل ، حرك زين رأسه حزنًا علي ما حدث لها وأنتابه شعور متأجج في تمنيه طفله منها ، وعكس القدر أمانيه في إختطافه دون حتي معرفته به ، ثم استدار عائدًا اليها ، وجد حسام يتقدم منه ويهتف بأنفاس متسارعة :
- انت روحت فين يا زين ، اوعي تعملوا حاجه .
رد زين بنبرة قاسية :
-  هرب ، بس هيروح مني فين ، موته علي إيدي ، وهدفعه تمن انه حتي يفكر يقرب من مراتي بالشكل ده
حسام محاولاً إقناعه ، نظرا لحالته السيئة التي توحي بفعله لكارثة سوف تنقلب نتائجها الوبلة علي الجميع ، وحتمًا ستؤذي من حوله :
- روق كده يا زين ، نور الحمد لله كويسه ، وهو مقربش منها و....
قاطعه زين باحتجاج ضروس :
- ايه اللي بتقوله دا يا حسام ، دا كان عاوز يغتصبها ، ويا عالم هي قومته ازاي علشان يحصلها دا كله ، استأنف زين بنبرة حزينة :
- وضيعلي ابني قبل ما أشوفه او حتي أعرف بيه ، كان نفسي في ولد وهي تجبهولي ، كل دا وعايزني افضل ساكت ، والحيوان دا كان بيتكلم معانا عادي ، وفكرته عقل وهو بيفكر ازاي يقرب من مراتي ، حتي مش عامل حساب للقرابه اللي بينا .
صمت زين وترك دموعه التي زرفت علي وجهه تتحدث عن مدی حزنه العميق لحياتهم التي تنقلب دون سابق إنظار لتهدئه الأوضاع او التهيٶ لها .
نظر له حسام بوجه حزين ، مدركًا معاناته بفقده لطفله وايضًا ما حدث لزوجته المريضة ، خاصةً من فعل ذلك اقرب ما لهم ، ثم وضع كلتا يديه علي كتفيه وربت عليهم وحدثه بهدوء ظاهري :
- تعالی يا زين نطمن عليها ، وانت أكيد لما هتشوفها هتهدي ، الدكتور طمّنا الحمد لله ، تابع بتعقل :
- والمرة دي البيبي راح ، فيكوا تجيبوا غيره ان شاء الله ، هي مش اول واحدة تجهض يا زين .
نظر له زين بأعين محتقنة قاتمة ، ثم هم بالتوجه معه متمنيًا رؤيتها لتهون عليه قليلاً ، ورغم بؤسه حمد الله علي وجودها أمامه ..........
_______________________

جلس في الظالم يبكي بحرقة لإنقلاب الأمور إلی العكس ، جزع مالك تفاقم إصابتها كونه ترك أو بالأحری هرب من المستشفي دون إطمئنانه عليها ، انتحب بشدة قلقًا عليها وفزع من رؤيه دماءها التي ما زالت تكسو يديه وأصبغت ملابسه ، لم يفسر لنفسه هروبه حتي الآن ، هل جزع انتقامه منه ، او لم يرد ان تري امامها من كان سببًا في إجهاض طفلها ، بل خشي نظراتها المحتكرة له ، أطبق علي صدره كومة من النار حامله لبعض المصائب القادمة ، وأضحي مبغوضًا في نظر الجميع وخاصةً من أحبها ، أرتاع مالك داخليًا مجرد رؤيه الآخرين من حوله وهو يتطلعون عليه بنظرات دونية بعد ما كان ينتويه من سفاهة وبذائه معها .
ظلت دموعه منهمرة لا تتوقف متذكرًا لما حدث ، نظر أمامه بارتجاف جسدي وأجفلت عيناه غير قادرًا علي تأمل ما حوله ، شعر بأنه يريد ترك العالم قليلاً ، وتمني ان يكون حلمًا ، لذلك استسلم لتخيلاته وأغمض عينيه رويدًا منهمكًا من كثرة التفكير .
_______________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Where stories live. Discover now