الفصل العشرون

34.9K 888 16
                                    

الفصـل العشــرون
فريسة للمـاضـي
ـــــــــــــــــــ

في مخفر الشرطة وصل كل من وليد ومالك بعدما تم استدعائهم لأمر هام يخص حادثة الوفاة بوالديهم ، لم يبخل الإثنان في الاسراع لمعرفة مستجدات الموضوع الذي طال البحث فيه ، ولجوا داخل مكتب الضابط المكلف بالمهمة وجلسوا قبالتة منتظرين ان يتفوه بما توصل إليه ، الضابط بعملية جادة :
- احنا وصلتلنا أخبار اعتقد انها ليها علاقة كبيره بوفاة ثريا هانم وفايز بيه ، بدا عليهم الإنصات التام ليكمل الضابط موضحًا وهو ينظر لمالك:
- اللي نفذ لتدبير الحادثة دي واحدة اسمها هايدي ، ودي اللي سبق واتحكم عليها بالإعدام في قتل والد حضرتك .
تغيرت تعابير مالك للتجهم وهو يتذكر تلك السيدة التي لم يعلم مصيرها بعد وفاة والده ، هتف مالك بغضب :
- ودي كانت لسه عايشة ، ازاي تقتل بابا ومتخدش إعدام .
وليد متدخلاً لعلمه المسبق بمستجدات ذلك الموضوع ، وليد مهدئا إياه:
- اهدي يا مالك ، اللي عرفته ان الست دي بيقولوا كانت اتجننت ودخلت مستشفي المجانين ، استأنف بحيرة موجهًا حديثه للضابط :
- ودي دخلها ايه بالحادثة ،المفروض انها في المستشفي و....
قاطعه الضابط موضحاً حديثه وهو يحرك رأسه:
- للأسف هربت ، وهو دا اللي وصلنا للخيط اننا نربط واقعة هروبها بالحادثة ، وانها بالفعل هربت قبل الحادثة ، وكمان في ممرضة أتقتلت ، والأرجح انها اللي تخلصت منها ، لانها تم العثور عليها في يوم اكتشاف هروبها من المصحة النفسية .
مالك وهو يهتف باهتياج ونظرات غاضبة :
- وازاي متخدوش بالكوا اذا كانت مجنونة ولا لأ ، مش المفروض دا شغلكوا ، وكمان بسهولة هربت عادي كدة ، فين الحراسة ، دي قاتلة .
الضابط بجدية مفهمًا إياه ومبرراً موقفه:
- اللي توصلت ليه انها كانت عاملة خارصة ، ودا السبب في انهم ميعرفوش يفسروا حالتها ، واكتفوا بحبسها في المصحة ، وبالنسبة لموضوع هروبها ، فاحتمال كبير ان الممرضة اللي اتقتلت دي هي اللي ساعدتها علي الهروب ، واكيد حاولت تتخلص منها لسبب ما مجهول .
اهتاج مالك وهو جالس يكاد يطيح بما حوله من هيئته المتشنجة ، واردف وليد مستفهمًا بضيق مكتوم :
- وايه العمل دلوقتي ، عرفتوا هي فين ولا لسه؟.
الضابط نافيًا:
- احنا لسه منعرفش هي فين ، او مين اللي هربها ، ودا لأن اكتشافنا لهروبها وربطه بالحادثة كان خد وقت مننا .
مالك متسائلاً بعصبية واضحة:
- وهتعملوا ايه دلوقتي ؟ ، ولا هتسيبوها تفلت بعملتها ، دي قتلت أبويا وأمي.
الضابط بتفهم وهو قاطب بين حاجبيه:
- احنا مراقبين المداخل كويس ، واسمها وصورة ليها في كل دورية ، متقلقش انت بس ، احنا عارفين شغلنا وان شاء الله هتتمسك قريب.
نكس مالك رأسه حزينًا علي والديه ، تامله وليد قائلاً:
- ان شاء الله هتتمسك يا مالك ، وهتتعاقب علي اللي عملته ده.
مالك مُحركًا رأسه بحزن وبعدم رضي رد عليه:
- وهيفيد بإيه موتها حتي ، خلاص ،كل حاجة راحت .
أغمض عينيه مستسلمًا لحزنه وكاتمًا لدموعه التي ملئت عينيه ، وتنهد وليد بقوه مدركًا معاناته كما ان الامر يهمه هو الآخر ...
______________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Where stories live. Discover now