الفصـل الســـابع عشر
فريســة للمـاضــي
ــــــــــــــــــــــــفي صباح اليوم التالي في سيارة زيــن .....
ادارت رأسها بين الحين والأخير متمعنه النظر في ملامحه الغير مفهومة ، واستنبطت بحسها ربما ضيقه بسبب نومها ليله أمس وتركه بمفرده ، فكرت قليلاً في مصالحته ، ونظرت اليه قائله :
- كل دا علشان سيبتك أمبارح ، اعمل ايه ، انا كنت عاوزه انام .
صمتت لتتابع مؤشرات وجهه الغامضه إلي الآن واستطردت بتعجب :
- زين حبيبي ،انا بكلمك علي فكره ،مش معقول تكون زعلان مني علشان نمت وسيبتك أمبارح ، فيه ايه يا زين ؟!!..
رد زين متنهدًا بقوة لعدم فهم ما يزعجه حتي الآن ورد باقتضاب:
- مافيش يا نور ، انا بس متضايق من حاجة كدة .
نور متسائلة بفضول :
- حاجه ايه ؟ ، لازم تقولي إيه اللي مزعلك ..
زين بنبرة هادئة رغم ضيقه الداخلي :
- ما فيش يا نور ، دا بس المشروع واخد تفكيري ومشغول بيه .
نور باستنكار :
- بس كده ، دا حتي المشروع كويس ، والوفد الأجنبي باين عليه بيفهم في الشغل دا كويس .
زين بامتعاض لم يستطع إخفاءه :
- وعرفتي بقي منين انهم كويسين ، ليكون من مايكل اللي أتعرفتي عليه .
حدقت فيه نور متتبعه تشنج تعبيراته التي توحي بغِيره قادمة ، وابتسمت تلقائيًا لتفهمها سبب تغيره من امر لم يعني لها شيئًا من الأساس ، واردات تَدْلِيسه وأردفت بمكر :
- وانت بقي غيران علشان هو كلمني ، هو دا بقي اللي مضايقك .
زين بثبات زائف :
- مبقاش غير دا وأغِير منه ، كنت شوفته علشان أغِير ، انا راجل ومحبش مراتي تتكلم مع اي واحد .
نور ببراءة مصطنعة :
- بس انا ماليش دعوة ، هو اللي شافني واقفه وجه كلمني وقال ان انا حلوة .
اوقف زين سيارته بحركة متعصبة ، وشهقت نور من تغيره علي حين غرة ، بينما هتف باهتياج :
- نور متجننيش ، ازاي تقولي قدامي انه معجب بيكي ، وازاي تسمحيلوا أصلاً انه يكلمك كده .
نور بتوتر ونبرة حزينة :
- اسفه يا زين ، انا فاكره الموضوع عادي و...
قاطعها بنفاذ صبر مشيرًا بيده :
- لا يا نور مش عادي ، ومن هنا ورايح مش عايزك تتكلمي مع اي حد ، وخصوصًا اجانب ، لان تفكيرهم مش زينا .
نور مومأة رأسها بطاعة :
- حاضر يا زين ، بس متزعلش مني ، انا مقصدش اضايقك .
تنهد بقوة وهو يقول بجدية :
- خلاص يا نور ، الموضوع دا مش هتكلم فيه تاني .
اومأت برأسها ، ثم ادار هو سيارته مستكملاً طريقه ........
_______________________افاق من نومه وهبط الدرج وهو يفرك رأسه محاولاً الإفاقه قليلاً ، استمر مالك في هبوط الدرج ناظرًا لردهه الفيلا التي لم تنتهي حتي الآن ، رمق بعض الأدوات المسنوده بجانب الحائط وتأفف وهو يمرر بصره عليها ، امتعض وجهه متذكرًا ما حدث بينهما ورغبتها بعدم المجئ مرة ثانية ، أثني ثغره متذمرًا مما فعله معها دون إرادة منه ، فربما إفتقاده لدفء والدته دفعه للإقتراب منها وفهمها للأمر بمعني آخر ، تنهد مالك بقوة وهو يتقدم نحو شرفة الحديقة الخلفية ، ولكن طرقات الباب أستوقفته ، فاستدار بجسده ناظرا للباب الذي ولج منه البواب ومعه شاب ما ، حدق فيهم بعدم فهم بينما هتف البواب :
- صباح الخير يا مالك بيه ، استانف وهو يشير للشاب :
- الأستاذ ده بيسأل علي حضرتك وبيقول انه المهندس الجديد .
تجمدت انظار مالك عليه وحاول كتم غيظه فقد نفذت ما رغبت به دون الرجوع إليه في مسألة تخصه ، فاقترب الشاب منه قائلاً بابتسامة مصطنعة :
- صباح الخير يا فندم ، انا كريم مهندس الديكور اللي مستر باهر بعتني .
مالك وهو يرمقه بضيق ممزوج بالعبوس من رأسه لأخمص قدميه، هتف بجمود :
- امشي أطلع بره .
كريم محدقًا فيه بصدمة : نعم !..
مالك بنبرة منفعلة :
- مسمعتش ، بقولك أمشي اطلع بره ، وبلغ اللي مشغلك اني هاجيله بنفسي .
كريم مومئًا رأسه بامتثال : حاضر يا فندم .
ثم دلف للخارج وهو يزفز بضيق ، فتأفف مالك وأمر البواب بعصبية :
- وانت كمان ، روح امسحلي عربيتي علشان خارج .
البواب بانصياع وهو يهز رأسه عدة مرات :
- امرك يا مالك بيه ..
اسرع البواب للخارج ، فصر مالك علي أسنانه وهتف بتوعد :
- اوكيه يا ست ساره ، هنشوف مين الي هيمشي كلامه علي التاني ، وابقي اتصرفي علي مزاجك.......
_____________________
YOU ARE READING
((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن
Romanceالمقـــدمة عادت ظنون المـاضي تطـــاردها . وساعدت غرمائهم في التفريق بينهما . وتذبذبت علاقتها به، واحتار هو في أمرها . وتملكت من تفكيرها فطغى حبه الصادق عليها . .....فهل سترضخ لهــا؟ ..... فريســة للماضي الجزء الثاني (صغيـرة ولكـن ...)؛ مايو2018 لل...