الفصـل الثانـي عشر
فريسـة للماضـي
ــــــــــــــــــظل هذا الرجل بهيئته المريبة دائب أمام مسكنهم ويتطلع بطرف عينيه علي الحارس السكني المرابط طوال الوقت أمام المبني ، وحاول مستميتًا عثوره علي سبيل آخر ليصل إلي سيارتهم ولكنه لم يجده ، تجهمت ملامحه يريد أنهاء مهمته التي طالت كثيرًا ، ثم وجه بصره تجاه مدخل العماره وجدهم أمامه ويدلفون سويًا ، أنتصب في وقفته وادعي انشغاله بهاتفه لعدم إثاره الشكوك حوله ، تقدمت ثريا وفايز من السيارة وركض السائق تجاههم ليتولي القيادة ، أستقلوها وتهيئوا للإنطلاق .
جلست ثريا وملامح الحزن تكسو وجهها ، ثم نظر لها فايز وهم قائلاً بهدوء ظاهري :
- أن شاء الله خير يا ثريا ....أكيد زين عاقل ومش هيقدر يأذيه
ثريا بأسي جلي ونبرة متمنية :
- يارب يا فايز ، مالك دا طيب قوي ، انا أمه وعرفاه كويس
ثم أجهشت في البكاء المرير وضمها فايز من كتفها مهونًا عليها ، ثم حدث السائق :
- يلا ، أطلع بينا علي فيلا المدام القديمة .
رآهم الرجل وصر علي أسنانه وأخرج سبة صفيقة وهرع لسيارته منطلقا خلفهم ليكمل مهمته اليوم حتمًا......
_______________________صف سيارته في مكانها المعتاد ، ثم وجه بصره لها وأبتسم بعذوبه وهو يتطلع عليها ، ابتسمت له نور بوهن ، واردف هو :
- وصلنا يا حبيبتي ، من هنا ورايح انا بس اللي هخلي بالي منك .
نور بنبرة متعبة :
- ربنا ما يحرمني منك يا حبيبي ، أحسن اني جيت هنا ، هبقي مرتاحه أكتر .
وضع يده علي رأسها وغمز بعينه :
- يلا علشان هشيلك يا حياتي .
ابتسمت نور وترجل هو من السيارة متجهًا اليها ، تتبعته نور وحدقت فيه بحب بائن ، فتح زين الباب ودنا من السيارة ليتمكن من حملها بين ذراعيه ، رفعها زين وأغلق الباب بقدمه وهم بصعود العوامة ، ولكن صوت والده استوقفه بتعجب :
- ايه يا ابني ! ...ماشي كده ومش شايف ان أحنا معاك .
زين بعدم فهم : ايوه يا بابا يعني عاوز ايه .
فاضل بتهكم وهو يرمقه بغيظ :
- قليل الذوق ، بدل ما تقولنا تعالوا أتفضلوا ولا أشربوا حاجه .
زين بتأفف : تعالي يا بابا أشرب حاجه .
فاضل بسخط من حديثه :
- مش عايز ، بس خلي بالك من مراتك كويس ، وانا هبعت عزيزه .
زين بجدية : لو أحتجتها يا بابا هقول .
ثم أستدار صاعدًا بها للعوامة ، دفنت نور وجهها في عنقه كاتمة ضحكتها ، بينما تتبعهم فاضل بامتعاض وهتف :
- شوفي الواد مامسكش فينا ندخل .
فاطمه بابتسامة مكتومة :
- عادي يا فاضل ، تلاقيه مشغول بمراته وكده .
فاضل بغيظ : برضو، دا انا أبوه وعمري ما جيت هنا........أتجه بها لغرفتهم وظلت نور كاتمة لضحكتها ، وتعجب منها زين قائلاً :
- عايزه تضحكي ولا ايه !.
اطلقت نور لضحكتها العنان وردت من بينها :
- بضحك علي أنكل ، أصله عمره ما جه عندنا ، وانت مقولتلوش يدخل .
زين بلا مبالاة : انا فاضيله ، المهم انتي يا عمري .
نور بضحك : ضحكتني قوي مع اني كنت زعلانه .
زين مقبلاً ثغرها : ربنا يفرحك علي طول يا حبيبتي .
ثم دنا من الفراش ووضعها بحذر واستطرد :
- هعملك حاجه تاكليها ، وبعدين هجيبلك هدوم وهغيرلك .
نور بابتسامة ممتنة :
- ميرسي يا حبيبي ، انا مش عايزه أتعبك، كنت.....
قاطعها زين بحدة :
- إيه تتعبيني دي ، انا جوزك ، ومسؤل عنك ، ومحدش هيعملك اللي انتي عوزاه غيري .
حدقت فيه نور بامتنان ، ورفعت ذراعيها مطوقه عنقه ، وأيقن انها تريد تقبيله ، فدنا منها واضعا قبله مغرمة بها ، وتعمق سويًا فيها بقدر الإشتياق المخزون بداخلهم........
______________________
YOU ARE READING
((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن
Romanceالمقـــدمة عادت ظنون المـاضي تطـــاردها . وساعدت غرمائهم في التفريق بينهما . وتذبذبت علاقتها به، واحتار هو في أمرها . وتملكت من تفكيرها فطغى حبه الصادق عليها . .....فهل سترضخ لهــا؟ ..... فريســة للماضي الجزء الثاني (صغيـرة ولكـن ...)؛ مايو2018 لل...