الفصل السادس

42.6K 956 27
                                    

الفصــل السادس
فريسـة للماضـي
ــــــــــــــــــ

ظلت مستلقية علي الفراش رغم إفاقتها من نومها ، أستندت سلمي برأسها علي صدره مبديه تقاعسها عن النهوض ، وبدأت تستنشق رائحة ما وهي تحرك رأسها يمينًا ويسارًا باحثة عن مصدرها ، شعر بها معتز وهي تتنمل برأسها ، فتح عينيه وتأمل ما تفعله ، عبس بوجهه وظن انها تتَنَشَّق رائحته ، فضيق عينيه نحوها وحدثها بغتةً :
- ريحتي وحشه ولا أيه .
فزعت سلمي وخبطته بقوه علي صدره وعنفته قائله :
- اخص عليك يا معتز فزعتني .
معتز بضحك وهو يضمها اليه :
- أسف يا حبيبتي ، اصلك عماله تشميني اعمل ايه .
قالت سلمي بامتعاض : ومين قالك اني بشمك أنت .
سال معتز بعدم فهم : اومال كنتي بتشمي ايه ؟.
زمت شفتيها للجانب وتنهدت بقوة ، وادارت رأسها قليلاً للناحية الاخري قائله بخجل زائف :
- نفسي في بطيخ .
انتصب معتز في نومته ونظر لها بلهفة وشغف بائن ورد :
- بجد يا حبيبتي ، يعني انتي بتتوحمي علي بطيخ .
ردت سلمي باستنكار : مالك ملهوف كده ليه ، انا اول مره أتوحم .
معتز بفرحة عارمة : بس دا بطيخ يا حبيبتي مش أي حاجه .
سلمي بتعجب : ليه ! ، تفرق بطيخ ولا غيره .
معتز موضحًا : انا ماما كانت بتقول انها اتوحمت علي بطيخ لما كانت حامل فيا .
سلمي بعدم فهم : برضه ايه دخل دا بده .
رد معتز غامزًا بعينه :
۔ يعني هتجيبي ولد يا روحي ..وهيكون نسخه مني ان شاء الله .
نظرت له شزرًا ، وتعجب منها فاستأنف باستنكار :
- انتي مش فرحانة ولا ايه .
ردت بغيظ :
- علشان اقولك انك بتفرق بين الولد والبنت بتقولي لأ .
معتز بنفي : لا يا حبيبتي والله ، انا بس عايز يبقي عندنا من الإتنين .
اشاحت بوجهها بعدم إقتناع ، فاستأنف وهو يدير رأسها نحوه ويداعب انفها بيده :
- زعلتي مني ، وحياتك عندي انا مش بفرق بينهم ، وهبقي مبسوط قوي لو جات بنت .
مطت شفتيها للأمام متقبلة اعتذاره ، فابتسم هو لها بحب ، واردفت هي بابتسامة محببة :
- يلا علشان تفطر وتروح شغلك .
قال معتز بحب : انا لو عليا افضل طول عمري جمبك............
______________________

ترجلوا من السيارة ووقفت هي معه امام الشركة ضاممة ذراعيها حول صدرها ونظرت له بتجهم وهتفت بضيق :
- ممكن أعرف ايه اللي مضايق سيادتك اني جيت النهاردة الشركة ، ما انا مكتبي هنا ، ولما كنت حامل كنت بشتغل عادى ، ايه اللي أتغير عايزه أعرف .
تأفف حسام بقوة ورد بامتعاض :
- انا عارف لازمته ايه الشغل ده ، وانك لازم تيجي النهاردة بالذات يعني .
هتفت مريم باستغراب :
۔ يعني ايه النهارده بالذات ، هو فيه حاجة النهاردة في الشركة .
رد حسام بتذمر :
۔ ما فيش  ، تابع في نفسه بغيظ :
- في الزفت ماجد النهاردة ، يارب تروح عليه نومه .
اشارت له بيدها قائله :
- يلا ندخل ، هنقف برة كده .
زفر بقوه وشرع في الدخول ولكنه انتبه لسياره زين قادمه فهتف :
- زين وصل .
استدارت مريم لتراه ، وتفاجأت بنور هي الاخري معه ، فابتسمت عفويًا وتقدمت منهم وحدثتهم بفرحة جلية :
- وانا اقول الشركة منوره النهاردة كده ليه .
ابتسمت لها نور وهي تترجل من السيارة ،وتوجهت لها مريم واحتضنتها وتابعت :
- وحشتيني يا نانو ، ليه مش بتيجي عندي .
حسام وهو ينظر لزين بخبث :
- انت مالك حلو النهارده كده ليه .
هتف زين بانزعاج : أمشي من قدامي أحسنلك .
هتفت مريم بضيق :
۔ يا تري بتقوله ايه يا بني آدم انت ؟
رد حسام وهو يشيح بيده :
۔ دايمًا كده جايه عليه ..انا داخل وسايبكم
ثم ولج للداخل ونظرت له مريم بتأفف ثم ادارت رأسها وحدثت زين بعتاب :
- كده يا زين ، دي برضه خدامة تجبها .
رد زين باستنكار :
۔ معقول مش عجباكي ، دا حلوه قوي ، دا انا مختارها بنفسي .
قالت نور وهي تحدجه بغيظ : ويا تري عجبتك بقي .
رد زين بتلعثم :
۔ لا..يا.يا حبيبتي ..مش قصدي ، تابع موجهًا حديثه لأخته :
- شكلي كده هخش في مشاكل من وراكوا .
قالت مريم بانزعاج :
۔ كده يا زين ، طيب شوفلي واحدة تانية.
تأفف زين وسحب نور خلفه وولج بها داخل الشركة ، وسارت مريم خلفهم وهي ما زالت تستجديه.........
_____________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Where stories live. Discover now