الفصل الثالث

47.7K 1K 39
                                    

الفصـل الثـالــث
فريســة للماضـي
ــــــــــــــــــــ

تعالت أصوات بكاؤها وهي تشتكي لأخيها من حالـة ابنها السيئة وافعاله الجهولة ، ونبرته الجديدة في الحديث معها ، وخشيت ارتكابه لشيئًا ما مُستهجن خاصةً بعد اعترافه بعدم تخليه عن حبه لأبنة خاله ، فتفهم فاضل موقفها وحدثها بنبرة هادئة رغم ثورة انزعاجه المشتعلة بداخله :
- أنا هكلمه يا ثريا ، وهخليه يجي عندي وأشوف هو بيفكر في ايه .
ثريا بنحيب ونبرة مهزوزة :
- ابني هيضيع مني ، اتغير قوي يا فاضل ، انت لو شوفت بيتكلم ازاي هتخاف منه .
فاضل متنهدًا بضيق :
- اهدي يا ثريا ، انا هبعتله وأخليه يجي عندي ، وهفهمه كل حاجة  ، تابع بقلة حيلة :
- أنا لو بإيدي كنت خليته يفضل عندي ، بس انتي عارفه ان سارة هنا ، وفاطمة مكنتش موافقة علي قعاده هنا اكتر من كدة ، معرفش ليه اتغيرت
ثريا بتفهم :
- عارفه يا فاضل ، وانت ملكش ذنب في كل ده ، انا اللي غلطانة لما اتجوزت واهملت ابني ومحستش بيه .
حزن فاضل علي حالة أخته وهدأها :
- خلاص يا ثريا ، انتي مش اول واحدة تتجوزي ، وانا بنفسي هشوف مالك وهتكلم معاه ، متعيطيش بس يا حبيبتي ، انا مش عايز أشوفك زعلانة....
ولجت فاطمة حاملة بيدها صينية صغيرة عليها فنجانين من القهوة ، وتقدمت من فاضل الذي طالعها بابتسامة عذبه واشار لها بأن تجلس ، ثم أكمل حديثه مع أخته ليختمه بــ :
- خلي بالك من نفسك يا ثريا ،ومش عايزك تشيلي هم حاجة وأنا موجود. أنهي إتصاله ووجه بصره لزوجته الجالسة في مقابيله وحدثها :
- ربنا ما يحرمني منك يا حبيبتي .
فاطمه بابتسامة ودودة :
- ربنا يخليك ليا ، تابعت مستفهمـة :
- هي ثريا مالها .
رد فاضل بحيرة :
- الواد مالك متغير قوي ، وثريا ندمانة انها أتجوزت وسبته لوحدو .
هتفت فاطمة بتعقل :
- وليه ميقعدش مع مامته ، علي الأقل فايز بيه راجل محترم قوي ، كفاية اللي بيعمله علشانهم .
فاضل زاممًا شفتيه :
- انا هكلمه وأخليه يجي ، لازم أتكلم معاه ، ثم شرد في حديث أخته بأنه مازال يكن لنور بعض الحب ولم يتناساه قط ، ثم تابع بضيق :
- وأشوف الواد ده بيفكر في ايه ......
_________________________

انحنت الفتاة بجسدها لتضع الطعام أمامهم ، وسلطت مريم بصرها عليها متفرسة ملابسها الفاضحة والكاشفة عن مفاتنها ، ثم وجهت بصرها لزوجها ولمحته يختلس لها النظرات ، ولكن إضطرارها للموافقة علي عملها جاء بمدي معاناتها في الفترة المـاضية خاصةً انها لم تنعم بنومـة هنيئة ، كتم حسام ضحكتـه مدركًا أنزعاجها من الخادمة ، ولكنه شعر بأريحية لغيرتها عليـه ، وتعمد أختلاسه للنظرات للفتاة ليهيج بداخلها الغِيرة الأنثونية التي يتمني ان تمنحها له زوجته ، ثم حملت الفتاة الولد واردفت بعملية وهي تنظر لمريم :
- انا هروح افطر الولد يا مدام .
اومأت مريم برأسها ، وتتبعتها وهي تتغنج في خطواتها بطريقة مثيرة،ثم بادرت بالنظر لزوجها وهتفت بامتعاض :
- عجباك سيادتك ، عينك ما اتشالتش من عليها .
حسام بضيق زائف :
- ايه الكلام اللي بتقوليه ده يا مريم ، انا هبص للخدامة .
مريم بوجه غاضب :
- ما انتو الرجالة كدة ، ميهمكوش خدامة ولا زبالة ، اي حاجة تشبطوا فيها .
القي شوكته امامه ونهض قائلاً باحتجاج زائف :
- مسمحلكيش تقارنيني بالرجالة دول ، وعلشان ترتاحي انا سيبهالك وماشي.
ثم سار للخارج راسمًا هيئه منزعجة ، وما ان أغلق الباب خلفه حتي انفجر ضاحكًا وصفق كالأطفال فرحًا وهتف :
- حلاوتك يا زينو يا مظبطني .
______________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن