الفصل الثاني

54.8K 1.1K 39
                                    

الفصل الثانـي
فريسـة للمـاضي
ــــــــــــــــ

أعلن عن اجتمـاع هام والتموا جميعًا لمناقشـة انشاء فرع ثاني حديــث كليًا كالآخر ، ومن بين الحضور بالتأكيـد ماجد ، الذي يرمقه حسام بين الحين والآخر بانزعــاج ، غير راغبًا في شراكة أخري تجمعهم سويًا ، خاصةً عمل زوجته بالشركة وحتمًا مقابلته لها في ظروف مـا ، وانتبه لحديث زين وهو يقترح بعض الأفكار لضمان مشروع سليم و شراكة أجنبية تعينه علي التطور فيما بعد .ثم تشدق ماجد بنبرة دارسة متفهمة :
- انا اعرف شركة أجنبية اتعاملت معاها قبل كدة ..وبيتهيألي هينفعونا كتير في مشروعنا ..خصوصًا انه عايز خبرة أجنبيــة فاهمة شغلهـا كويس .
نظر له زين مبديًا اعجابه بفـكرته ووافقه :
- عندك حق ..ياريت تكلمها وبسرعة ، علشان مشروعنا
رد ماجد بعملية : إطمن وسيبلي الموضوع ده .
اوما زين برأسه وهتف بجدية محدثًا الموظفين :
- تقدروا تمشوا ، الإجتماع إنتهي .
نهض الجميع ودلفوا للخارج ، ولم يتبق سوا ماجد وحسام ، فنظر حسام لماجد ، ويقتله فضوله لمعرفة علاقته بتلك الفتاة التي ادعي فيما سبق انها خطيبته وحدثه بتردد :
- مقولتش يا ماجد ، هتجوز إمتي ان شاء الله .
نظر له ماجد باستغراب ورد بلا مبالاة :
- عادي ، ممكن اتجوز في أي وقت ، انا اللي مش حابب دلوقتي
حسام بانزعاج : وليه مش حابب ، متتجوز
حدق ماجد فيه بتعجب ، وانتبه حسام لنبرته ، وتنحنح قائلاً بهدوء زائف :
- انا قصدي يعني ليه متأخر كده ، دا حتي الجواز حلو قوي ، ثم تابع محدثا زين :
- مش كدة يا زين ، مش الجواز حلو .
زين باستنكار : دا انت من شوية كنت بتلعن في الجواز .
حدجه حسام بغيظ ، بينما كتم ماجد ضحكته ،فتحدث حسام بتوتر وهو يبرر موقفه :
- دا بس علشان بدور علي خدامة ، متعرفش خدامة يا ماجد....
_______________________

جلست علي الأرضية تلاعب ابنتها الصغيرة التي لم تستطيع الجلوس بمفردها بعد ، وحولها العابها الصغيرة التي تناسب عمرها ، تقدم منها زوجها ودنا منهما قائلاً بابتسامة محببة :
- حبايبي بيعملوا ايه .
لم تجب سلمي بينما هللت ابنته فرحه بوجوده ، وابتسم لها وقام بحملها في احضانه مقبلاً جبينها وحدثها وهو يداعب أنفها بأنفه :
- نور الصغيرة حبيبة بابا عامله ايه .
ضحكت له الطفلة وقبل هو وجنتها بحنان أبوي ، ثم وجه بصره لزوجته العابسة واستأنف بنبرة هادئة معارضًا ضيقها من التخلص من ابنهما :
- لسه زعلانة يا سلمي ، انتي بجد عايزة تنزليه .
حركت رأسها بنفي ونظرت له قائلة بهيئة كالحة :
- انا مش هنزله ، ابتسم معتز بارتياح ، فاستأنفت حديثها بجدية ذات معني :
- بس انا عاوزة أشتغل يا معتز ، انا مش متعودة علي قعدتي دي من غير فايدة ، انا كان ليا مكتبي والسنتر بتاعي .
ضم شفتاه وتجهمت تعابيره ، وسألها بحذر :
- هتشتغلي فين يا سلمي .
سلمي باستنكار: يعني ايه فين ، انت تجبلي سنتر خاص بيا.
حدق فيها معتز مضطربًا لما تفوهت به ، فرغم عيشته الراقية التي يوفرها لها ، لا يملك ما تطلبه منه ، سلطت سلمي بصرها عليه منتظرة رده ، وعندما تأخر استطردت ناظرة إليه :
- ايه يا معتز ، قولت ايه .
ازدرد ريقه ورد بتأني :
- طيب يا حبيبتي  ، أعتلت السعادة وجهها ، وتابع هو بتروي :
- شدي حيلك في الحمل واللي انتي عوزاه هعمله .
اقتربت منه مُقبلة شفتيه بحب ، ورغم سعادته لذلك ، ظل ذلك الأمر هو الغصة التي غارت بداخله لتهيج اعضاءه مضطربًا مما سيحدث ان لم يوفر لها مطلبها..........
______________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang