الفصل الحادي والعشرون

33.9K 828 30
                                    

الفصـل الحادي والعشـرون
فريســة للمـاضـي
ـــــــــــــــــــــــــــ

صُدم معتز من الإمضاء المطبوع والخاص بزوجته ، تمعن في الاوراق جيدًا وادرك انها تخص ذلك المركز الرياضي المشتركة فيه مع جارتهم علي حد علمه ، وادرك بحسه انها معدات كما هو مدون عليها ، ولذلك صدح موجهًا حديثه للعساكر المكلفة بالتفتيش :
- خلاص ..وقفوا تفتيش ، افتح يا ابني خليهم يعدوا .
انصاع العساكر لكلامه وهموا بترك ما بيدهم ، وعن السائق وصاحبه لم تختلف احوالهم عن بعضهما ، فقد اعتلت الفرحة قلوبهم التي قل خفقانها بمجرد سماع تلك الكلمات التي تخللت لمسامعهم ؛ هبط العساكر من فوق الشاحنة تاركين ما بيدهم ، ولكن نباح الكلاب البوليسية المدربة جعلتهم يتعجبوا منها ، ولذلك اضطروا لسحبها بقوة ولم تنصاع الكلاب لهم حيث حسها المدرب علي ذلك يمنعها من الإبتعاد ؛ جاهدوا علي ابعادها بقوة وفشلوا ، حتي تدخل كرم ومعتز وتوجهوا صوبهم ، وقال معتز بعدم فهم :
- ايه اللي بيحصل ده ، مش قادرين علي الكلاب .
عسكري ما وهو يجر بقوة أحدهم :
- يا باشا الكلاب زي ما يكون حاسه بحاجة في البضاعة دي .
معتز مستفهماً باقتضاب:
- يعني ايه الكلام ده ؟.
العسكري موضحاً بجدية:
- يعني مش بيهزروا يا فندم  ، أكيد البضاعة دي فيها حاجة .
أزدرد السائق ومن معه ريقهم بتوتر داخلي قاتل ، فقد ظنوا مرور الأمر بسلام ، ولكن تلك الكلاب منعت فرحتهم التي ظنوها بدأت ، وعن كرم ومعتز المرابطين خلف الشاحنة ، هتف معتز بنبرة حادة وهو يشير بيده :
- سيبهم انت وهو ، خلينـا نشوف ايه اللي هما شاكين فيه .
أماء العسكري برأسه وأشار لزملاءه باكمال تفتيش تلك البضاعة جيداً، وتوغلت الكلاب للداخل مهرولين وهم يشتمون في تلك الكراتين المغلفة ، ثم بدأوا في نَبْشها بقوة باسنانهم الحادة ، نظر لهم معتز وكرم بتعجب ملحوظ من احتواءها علي شيئًا ما ممنوع ، فكما يعلم معتز انها شحنة تخص زوجته ، وبالطبع لم تحتوي علي شيئاً ما سيئ يجعل تلك الكلاب تنبح بعنف محاولة الكشف عن ما هو موضوع بداخلها يجعلها تتصارع في الكشف عنها
شحذ معتز انظاره عليهم متأهبًا عدم عثورهم علي شئ ، كون هذا الأمر خاص بزوجته ،وستصبح حتمًا موضع اتهام امام الجميع ، دنا كرم منه قائلاً باستفهام:
- تفتكر هيكون فيه ايه في الكراتين دي يا معتز ، الكلاب دي مدربه ، ومتعملش كده غير لما يكون فيه حاجة بجد .
رد معتز بتمني وهو يرمقها بأعينه الزائغة :
- ان شاء الله مش هيبقي فيها حاجة .
كرم وهو يدير رأسه نحوه ، قال بتعجب:
- ليه يا معتز ! .
رد معتز باعضاء مضطربة وقلب تتصارع دقاته :
- الشحنة دي تخص السنتر اللي مراتي مشتركة فيه ، والورق بتاعها مراتي هي اللي ماضيه عليه .
كرم مدهوشًا مما تفوه به للتو:
- تبقي مصيبة لو طلع فيها حاجة .
هتف معتز محركًا رأسه بقلة حيلة:
- تبقي كارثة مش مصيبة بس ، انا مش مطمن .
قطع حديثهم احد العساكر يهتف وهو ممسك بكيس من المواد المخدره وسلاح ما :
- لقينا دول يا حضرة الظابط .
حدق فيه معتز مصدوما ومرر بصره علي ما بيده غير مصدقًا ، قال معتز بصوت خفيض وملامح خائفة مصدومة :
- يا نهار أسود.......
________________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Where stories live. Discover now