الفصل الثاني والثلاثون (الأخير الجزء الأول)

35.2K 899 14
                                    

الفصـــل الثانـي والثلاثــون (الأخير الجزء الأول)..
فريســـة للمـاضــي
ـــــــــــــــــــــــــــــ

بعــد مرور شهــور قليلـة .....

انتهت من علبة الشوكولاتة التي جلبها لها قبل قليل ، وضعتها نور بعدما تناولت ما بداخلها علي الكومود بجانبها ، اشتهت ان تتناول شىء آخر فهي ما زالت جائعة ، زفرت بقوة وهي تحدق بساعة الحائط فقد شارفت علي الرابعة صباحًا ، زمت شفتيها للجانب وهي تنظر إليه فقد كان نائم ويبدو عليه الإرهاق فقد عذبته معها طوال حملها بطلباتها الكثيرة ، تنهدت نور بهدوء وهي تحدق به ودفعها شعورها بالجوع لإيقاظه ، دنت نور من وجهه وهمست منادية عليه برقة:
- زين حبيبي.. أصحي يا بيبي .
لم يفتح عينيه ولكنها لاحظت ملامحه المنزعجة والعابسة ، تفهمت أنه يريد النوم بشدة ولكنها ظلت تهز فيه كي يفيق ، وأخيرًا أفاق زين من نومه وهو يتأفف بقوة لمعرفته بما تريده ، فقد أرهقته في الفترة الماضية بطلبات بعضها تكون مستحيلة جعلته غير قادرًا علي التحمُل ، اعتدل زين ورد عليها علي مضض يريد النوم:
- عاوزة إيه يا حبيبتي ، انا مش جبتلك الشوكولاتة اللي انتي قولتي عليها ، فيه ايه تاني .
ردت بنبرة متأسفة ممزوج بالدلال :
- أسفة يا حبيبي ، أصلي جعانة لسه .
زفر بقوة وابتسم بتصنع وهو يسألها بسخرية :
- وعايزة تاكلي ايه يا حبيبي ؟ .
ردت ببراءة مصطنعة :
- دا مش أنا اللي عايزة آكل ، وضعت يدها علي بطنها الكبيرة وتابعت :
- دا ابنك اللي جعان ، هو أنا كنت باكل كتير قوي كدة يعني .
زيف ابتسامة وهو يسألها بغيظ داخلي :
- وابني نفسه في ايه بقي ؟.
ردت مُدعية الطيبة :
- عاوز فراولة ، هاتلي فراولة يا زينو .
كلحت تعابيره وهو يهتف باستنكار :
- بس دا مش وقت فراولة خالص ، تابع بحنق :
- وفراولة ايه اللي عاوزة تاكليها ، علي فكرة الوحم بيبقي في الشهور الأولي ، وسيادتك تعباني معاكي علي الفاضي .
نكست رأسها بعبوس وهي ترد بنبرة حزينة :
- كدة يا زينو ، بتستخسر فيا الأكل ، خلاص مش عاوزة .
تأفف زين من نفسه وقال بحب وهو يملس علي شعرها :
- خلاص يا حبيبتي هجبلك اللي انتي عوزاه ، تابع بضيق :
- ويا تري هلاقي فراولة ولا لأ ، دا مش وقتها أصلاً .
ابتسمت له بترجي فتنهد بقوة ونهض ليرتدي ملابسه وهو يلعن من بين شفتيه ببعض الكلمات المُنزعجة ، تتبعته نور بلا مبالاة وهو يصفق الباب خلفه بعنف دليل علي انزعاجه ، اشارت بيدها بمعني أنها لم تكترث له ، ابتلعت ريقها فهي تشعر بالجوع ، تنهدت بقوة وقررت النهوض بتقاعس لتتناول شيئًا ما يسد جوعها إلام يعود ....
__________________________
في الصباح....

استيقظ معتز ليتفاجىء بابنته التي اكملت عامًا ونصف العام واقفة امام التلفاز تمارس بعض التمارين كما يُعرض عبر الشاشة ، تحرك ليقترب منها وهو مُسلطًا بصره عليها بتعجب وصدمة علية وكأنه يري زوجته فيها بوجهها الجميل فهي ليست سوي نسخة مُصغرة منها ، ابتسم معتز عفويًا وهو يطالعها بحب فقد كبرت عن ذي قبل ، دنا معتز منها وجثا علي ركبتيه ليصل لمستواها وهو يردد بنبرة محبوبة لطفة :
- حبيبة بابا بتعمل ايه ؟.
نظرت له الطفلة وابتسمت له ببراءة وهي ترد بعفوية :
- بعمي تماييم يا بابي (بعمل تمارين يا بابي ) .
ضحك لها معتز وهو يتابع بتساؤل :
- وأنتي بتحبي تعملي تمارين ؟ .
اومأت رأسها وهي تقول بجدية اضحكته بشدة :
- بحبها قوي يا بابي ، لما اكبي هبقي زي مامي .
ضحك معتز علي حديثها فاقتربت سلمي منهم وهي تبتسم لحديثهم وضحك معتز علي الطفلة ، دنت منهم وجلست علي الأرضية ، ونظرت له بعبوس لتدعي ضيقها وهي تحدثه بحنق زائف :
- وايه بقي اللي بيضحك في أنها عاوزة تبقي زيي .
رد مبررًا ليتحاشي ضيقها :
- يا حبيبتي مش قصدي ، انا بس بضحك علي انها لسه صغيرة في انها تتكلم وكمان عاوزة تبقي زيك .
ابتسمت سلمي لها وهي تضمها إليها وأردفت وهي تقبلها :
- حبيبة مامي شاطرة وبتفهم بسرعة ، وان شاء الله لما تكبر هتبقي احسن مني .
هتفت نور بابتسامة بريئة :
- بجد يا مامي ، يعني هيبقي عندي مكان كبي اعمي فيه يياضة
كتم معتز ضحكته وهتف بصعوبة وهو يسحبها ليقربها منه :
- بابي بقي هو اللي هيعملك المكان دا بنفسه ، شيدي حيلك انتي واكبري ، قبلها من وجنتها فهتفت بسعادة :
- بابي حبيبي ، ثم ركضت تجاه العابها وعرائسها ، راقبها معتز وهو يبتسم بحبور فكم كبرت وبدأت تتحدث رغم صغر سنها ، التفت لزوجته وجدها تحدق فيه بحب فابتسم لها وقالت سلمي :
- بحبك قوي يا معتز ، نهض من علي الأرضية وهو يسحبها معه وقربها منه وهو يقول بجدية :
- وانا بحبك أكتر ، وبحب بنتي علشان حتة منك .
احتضنته سلمي وهي تردد بتمني :
- ربنا ما يحرمنا منك يا حبيبي .
تنهد معتز بعمق وهو يضمها إليه ، تسائل بعدها بعدما تذكر :
- فين ريان ؟ ، انا مشفتوش من ساعة ما جيت امبارح .
ردت بتذمر خفيف :
- سيبوا يا معتز ، دا نايم وباين عليه هيطلع شقي قوي .
رد غامزًا بعينه :
- هيجيبوا من برة ، هذا الشبل من ذاك الأسد.......
___________________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora