الفصل الثلاثون

32.9K 839 25
                                    

الفصــل الثـلاثــون
فريســة للماضـــي
ــــــــــــــــــــ

ربطت ذلك الشعور بذاك الذي كانت تشعر به في المرة التي لم تكن تعلم بحملها ، نفس تلك الأعراض تعاود إليها من جديد وخاصةً نومها في الفترة الماضية وتكاسلها الظاهر ورغبتها في التقيؤ ، اومأت نور رأسها وهي تبتسم بسعادة وكادت ان تضحك من الفرحة ، ولم تتراخي في إحضار ذلك الجهاز الخاص بإختبار الحمل ووضعته امامها لتبدأ في التأكد من ذلك الشعور ، وقفت بعدها للحظات تبدو للبعض قليلة ولكنها كانت تمر عليها كساعات طويلة ، راقبت نور خلالها تلك المؤشرات التي باتت ظاهرة امامها والتي أكدت علي الفور حملها ، شعرت حينها بأن العالم من حولها اصبح لها ، لم تسع فرحتها ذلك الكون بأكمله وهي تمسك بذلك الإختبار لتضعه أمام عينيها والفرحة بداخلهما ، انفاسها كانت تخرج بصعوبة من شدة فرحتها وهي تضم شفتيها لتكتم ضحكتها ، سارت نور للخارج وهي تنظر امامها بسعادة تريد إخباره بأمر حملها ، هدأت قليلاً وتأنت في ذلك وقررت إعلامه في وقت مناسب يجمعهما معًا ، نهضت نور عازمة علي الذهاب إليه بمقر المشروع الذي انشغل به في الفترة الماضية ولكنها تذكرت دعوة ابنة عمها للذهاب إليها ، تنهدت نور بقوة وهتفت بمعني وهي تلوي ثغرها للجانب :
- خلاص اروح لسلمي الاول وبعدين اروح أشوفه ، اخرجت زفرة قوية وفتحت خزانة الملابس لتنتقي فستان ما رائع وقعت عيناها عليه ، سحبته نور وهمت بإرتداؤه.......
__________________________

رغبت في النهوض بعدما أفاقت من نومها ولكن يديه التي حاصرت خصرها منعتها من ذلك ، حاولت مريم الإفلات منه ولكن ذراعه اللعين كاد ان يعتصرها ليجذبها لأحضانه ولم تستطيع ان تدير نفسها تجاهه فكان محاوطها من الخلف ، زفرت بقوة وهتفت بانزعاج وهي تدير رأسها للجانب لتحدثه :
- حسام سيبني بقي احنا كدة هنتأخر علي الشغل .
لم يكترث لها فهو مستيقظ منذ فترة وأدعي النوم ليمنح نفسه وقت أكثر وهي في أحضانه ليعلن شوقه لها ، وظل يستنشق رائحتها التي افتقدها وهي بجانبه ، وتعمد ان يتجاهل حديثها المنزعج وهي تعاود محادثته بتبرم :
- حسام مش هينفع كدة ، الوقت اتأخر وعندنا شغل كتير .
تأفف حسام من كثرة تذمرها فقد أخرجته من لحظاته الهائمة ، هتف بامتعاض وهو يسخر من الخادمة :
- أعملي بقي زي حنفي وقوليلي هيخصموا عليك .
ضحكت مريم بأعلي صوتها ثم هتفت بتشفي مستطير :
- انت أصلاً مينفعش حد معاك غير حنفي ، مفكر هسمحلك تبص لوحدة تانية غيري .
اعتدل حسام وأدارها لتلتفت له ، هتف بغيظ :
- وانتي بقي مفكرة يا عبيطة أنتي اني ممكن أبص لحد غيرك ، تابع وهو يجوب ببصره وجهها الهادىء :
- انتي كل حتة فيكي بموت فيها ، من اول مرة شوفتك فيها وأنا بتمني تبقي في حضني زي دلوقتي .
بدا علي مريم انها تتنفس بصعوبة لا تعرف من اقترابه الذي يسحب الهواء او من كلماته التي جعلتها تهيم فيها ، دنا حسام بوجهه ليلامس بشفتيه بشرتها البيضاء وهو يتعمد ألا يقترب من شفتيها ليدفعها لأخذ تلك الخطوة نيابةً عنه ، وبالفعل لم تتحمل مريم وقبلته هي بعمق بشغف كبير جعله يبادلها قبلتها ويديه تتمرر علي سائر جسدها بحُرِّيَّة متمنيًا ان تظل بأحضانه إلي الأبد ، ابتعد حسام ليهمس في أذنها بحب :
- ما فيش شغل النهاردة ، انا مش هقوم من علي السرير ده...
__________________________
أنتقت سارة إسوارة بسيطة من الألماس انبهرت بها عندما جملت رسغها ، ابتسمت لها وهي تري روعتها في يديها ، ثم وجهت بصرها لمالك الجالس بجانبها وتأملته بحب قبل ان تسأله بابتسامة هادئة :
- ايه رأيك يا مالك ؟ ، حلوة مش كدة .
رد بابتسامة خفيفة :
- حلوة يا سارة ، المهم تكون عجباكي .
اومأت برأسها وهتفت بابتسامة فرحة :
- انا اسعد واحدة النهاردة ، وميهمنيش اي شبكة ، كفاية اني هبقي معاك علي طول وهعيش حياتي وانت جمبي .
مسح مالك علي كف يدها ورد بنبرة ذات مغزي :
- وأنا كمان يا سارة ، من وقت مابقيت قريب منك وأنا بفكر فيكي كتير ، ومشغول بحياتنا مع بعض .
نكست سارة رأسها وهي تبتسم بخجل بعدما أحمرت وجنتيها ، اتسعت ابتسامة مالك حينما رأي الخجل عليها ، هتف بمكر :
- بصي من اولها ، انا مش بحب البنت اللي بتنكسف ، انا احبك وانتي قليلة الأدب معايا .
شهقت سارة بخفة ولكزته في ذراعه بقوة وهي تهتف بحنق ونظرات منزعجة :
- قليل الأدب انت ، انا معرفش حاجة من اللي بتقولها دي .
ضحك مالك عليها وتأسف وهو يبرر :
- آسف يا حبيبتي انا بهزر معاكي مقصدش حاجة .
ضمت سارة شفتيها وعبست بوجهها التي ادارته للناحية الأخري ، استأنف مالك وهو يرمقها بتعجب :
- ايه يا سارة انتي زعلتي ولا إيه ! .
تأففت بقوة ووجهت بصرها ناحيته ، هتفت سارة بجدية ونظرات حادة :
- مالك انا مش عوزاك تقارني بالبنات اللي كنت تعرفهم ، انا متربية ، ولو مفكر اني هعاملك زيهم تبقي غلطان و....
قاطعها وهو يهتف بعدم تصديق :
- ازاي تفكري كدة يا سارة ، انا عمري ما قارنتك بأي واحدة ، تابع بمعني وهو يتذكر ما حدث بينهم :
- لو قصدك وقت ما بوستك انا آسف ، انا مكنتش لاقي كلام أقوله علشان ابررلك اللي عملته .
تنهدت سارة بقوة وقالت بنبرة قوية :
- أوعدني يا مالك انك هتنسي كل اللي كنت بتعمله قبل كدة ، تابعت بتردد :
- علشان مش عاوزة ابقي زي نور ، وأرجع أشك فيك انك بتعرف بنات غيري ، ووقتها حياتنا هتبقي مش حلوة و.....
قاطعها مالك حين تذكر ما كان يفتعله من مؤامرات لتكدير حياة أبناء خاله بأنه كان يبث الشك بداخل نور ونجح في ذلك وحدث ما حدث ، أماء رأسه بتفهم ورد بهدوء ظاهري :
- حاضر يا سارة ، انا بعتذر عن كل حاجة عملتها ، وصدقيني أنا أتغيرت ومبقتش أفكر بالطريقة دي .
تجرأت سارة ووضعت يدها لتمسح علي شعره بعدما أحست بضيقه ، هتفت بابتسامة رقيقة وهي تحدق فيه بحب :
- اوعي تزعل يا مالك ، انا مكنتش اقصد حاجة ، انا بس عايزة حياتنا تبقي ما فيهاش مشاكل ونبقي سعداء طول عمرنا .
رد بتفهم :
- عارف يا سارة ، وبكرة هثبتلك اني مش وحش واني اتغيرت خالص ......
___________________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Where stories live. Discover now