الفصل السابع والعشرون

34.4K 878 26
                                    

الفصـل السابع والعشرون
فريسـة للمـاضـي
ـــــــــــــــــــــــ

وصلت مريم إلي فيلة والدها حاملة ابنها علي ذراعها ، تفاجئ فاضل بها وهو يضمها إليه هي وحفيده ، كما فرحت فاطمة بقدومهم ظانه ان ابنها هو الآخر معهم ، نظرت فاطمة خلفهم ولم تجده ، ثم وجهت بصرها لتلك الحقيبة وهتفت مستفهمة :
- ايه الشنطة دي يا مريم ، هو انتوا هتقعدوا هنا ؟ .
ردت مريم بتردد :
- حاجة زي كدة يا ماما ، هنقعد كام يوم كدة .
فاضل بابتسامة واسعة :
- تنوري يا حبيبتي ، دا بيتك .
مريم بابتسامة زائفة :
- متشكرة يا بابا ، ربنا ما يحرمنا منك .
فاطمة متسائلة بحذر :
- هو حسام هيجي معاكوا يا مريم ، تابعت بقلق :
- اوعي تكوني زعلانة وجاية تقعدي هنا .
ابتلعت ريقها وردت بتوتر :
- يعني يا ماما ، احنا اتفقنا نبعد شوية وكدة .
فاطمة مستنكرة ما قالته بعدم رضي :
- هو فيه حاجة اسمها اتفقنا نبعد عن بعض ، فيه حد بيدور علي الزعل ، تابعت بضيق :
- انا حاسة انكوا متخانقين ومش عايزة تقولي .
فاضل متدخلاً وهو يسأل ابنته :
- قولي يا مريم ، انتوا متخانقين يا حبيبتي .
تنهدت مريم بقوة وهتفت بنفاذ صبر :
- يا جماعة صدقوني انتوا مكبرين الموضوع ، انا وحسام بنتكلم عادي ، بس انا حبيت اقعد معاكوا شوية ، مجرد تغيير مش أكتر ، واتفقت معاه اني هاجي هنا وخلاص الموضوع .
فاطمة بعدم اقتناع :
- طيب هو مجاش يوصلك ليه ، ازاي يوافق يسيبك تخرجي كدة وميمنعكيش ، فيه راجل يوافق علي الكلام ده .
فاضل وهو ينظر لفاطمة ، غمز بعينه قائلاً بمعني :
- خلاص يا فاطمة متكبريش الموضوع ، يمكن حاجة بينهم ومش عايزينا ندخل فيها ، سيبيهم براحتهم وهما مش صغيرين .
قبلته مريم من وجنته وقالت بابتسامة محببة :
- عين العقل يا بابا ، هو دا الكلام .
فاطمة لاوية شفتيها :
- طيب اما أسكت واشوف اخرة الكلام دا ايه .
فاضل وهو يشاكسها :
- سيبك منها يا مريم ، تعالي في حضن ابوكي حبيبك ، مش كفاية ابنها خدك مني .
ضحكت مريم علي حديث والدها ، بينما اغتاظت فاطمة وهتفت :
- يعني كدة ، ماشي .
فاضل بضحك وهو يضمها من كتفها برر :
- انا بهزر يا حبيبتي ، انا بس مبسوط ان ولادي بيبقوا حوليا.
فاطمة بابتسامة ودودة :
- ربنا ما يحرمنا منك ولا يحرمك منهم.......
_________________________

جلست علي الفراش وهي تنتظر قدومه إليها ، حدقت فيه عندما دلف من المرحاض ومُسبلاً عينه بابتسامة ماكرة ، لوت ديما شفتيها مُدعية الامبالاة  ، دنا أمير منها وهو مُظلمًا عينيه بخبث ، بينما لعبت ديما في خصلات شعرها ناكسة رأسها بخجل زائف ، جلست أمير بجوارها واضعًا يده علي فخذها والأخري يمررها حول عنقها ، رفعت ديما رأسها ناظرة إليه ، ابتسم لها أمير وغمز بعينه ، همس بمكر :
- الدكتورة الرخمة قالت ان ما فيش مانع نبقي مع بعض .
ابتسمت ديما بخجل واومأت برأسها قائلة :
- أيوة .
ازدرد ريقة ونظر لها بشوق ، هتف امير وهو يتجول ببصره عليها :
- طيب يلا بقي ، احنا هنفضل قاعدين كدة .
ضغطت علي شفتيها السفلية وقالت بدلال :
- بس انت مقولتليش الأول ، نفسك في ولد ولا بنت .
رد سريعًا :
- نفسي في واد طبعًا ، دا انا بستني اللحظة دي من زمان .
ديما بامتعاض وهي تنظر إليه بغيظ :
- ايه التفكير المتخلف ده ، في حد لسه بيفكر كدة ، ضمت ذراعيها حول صدرها واردفت وهي تحدجه بنظرات قوية :
- ولو جات بنت يا أمير ، هتعمل ايه .
رد محتجًا :
- لأ هو ولد ، انا قلبي حاسس ، وكمان عيلتنا كلها بتجيب صبيان ، تابع بمعني :
- عندك ماما ..جايبة ولدين .
فغرت ديما فاها مصدومة من حديثه الأهوج والمَعْتُوه ، هتفت بتهكم شديد :
- انا أول مرة اعرف انك جاهل كدة ، ازاي تفكر بالطريقة دي ، ما أخوك عنده بنت .
لم يعر لحديثها انتباه وانفعل من سبها العلني له بوصفه بالجاهل ، وهتف وهو يصَرّ اسنانه ببعضهما :
- انا هوريكي الجاهل دا هيعمل إيه .
هتفت هي بتبرم وهي تحدجه بشراسة :
- هتعمل إيه يعني ، وريني كدة .
هتف أمير وهو يشلح ملابسه وينظر لها بخبث :
- هوريكي دلوقتي ........
______________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Where stories live. Discover now