الفصل الخامس

42.8K 1K 15
                                    

الفصــل الخامس
فريســة للماضي
ــــــــــــــــ

جلس مع والديه علي طاولة الطعام كالمغيب بعدما تركته زوجته ، ولم يستطع التواري عن نظرات والديه نحوه ،والتي تتسائل عما حدث بينهم لتتركه ، فلابد له من أخذ حل رادع معها حتي لا تنكسر هيبته أمام والديه ، ولن يسمح بتطاولها فيما تفعله لان ميوله الشرقية لاتسمح له ، تأمل الطعام الذي أمامه وبدأ يقلب فيه شاردًا في قدرتها علي التخلي عنه ، رابط افعالها الهوجاء بعلاقتهم التي بُنيت علي الحب منذ رآها .
رمقته والدته متفهمه ضيقه ، فهي بالاحري لم يصدر منها ما يجعل زوجته تمقت العيش معهم ، حركت رأسها بحزن علي حالته ، ولم تستطع الصمود حتي هبت قائلة بتساؤل :
- أمير
نظر لها فتابعت مستفهمة :
- مراتك سابت البيت ليه ، حد فينا زعلها .
أزدرد ريقه ورد بصوت متحشرج :
- لا يا ماما محدش زعلها ، هي بس عايزة تشوف أخوها شويه .
فايزة بعدم اقتناع :
۔ كله ده ، دا بقالها كام يوم هناك ، وانت حتي مفكرتش تروح تشوفها .
زم شفتيه لم يُرِد إخبارها بما حدث ، وأنقذه صوت والده يحدثه :
- لو زعلانين من بعض يا امير ، روح هاتها يا ابني ...دي مراتك ، ومينفعش تغيب كل ده بعيد عنك ، او انها تقعد عند اخوها كده ، دي بنت ناس برضه ، مافيش حاجة يا ابني تستاهل تبعدو عن بعض كده .
هتفت فايزة متدخلة بتمني :
۔ ايوه يا ابني ، دا انا حتي بدعيلك ليل ونهار ان ربنا يرزقكم بالزرية الصالحة زي أخوك .
امير بتردد : ان شاء الله يا ماما .
فايزة بابتسامة محببة :
۔ روح يا حبيبي هاتها ، مش آن الآوان بقي أشوف ولادكم ، تابعت باستغراب :
- بقالكم اكتر من سنه ونص متجوزين ، اخوك مراته حامل في التاني ، مش ملاحظ انكوا أتأخرتوا .
نظر لها أمير بتوتر ولم يعرف بما يجيبها ، وابتسم ساخرًا خاصه بعدما ابرمت معه اتفاق لتأجيل حملها خوفًا من تغير مظهرها العام ، تنهد بعُمق وقرر الذهاب اليها حتي لا يرتاب والديه في امرهما ............
______________________

لم تصمد كثيرًا حينما رأته أمامها ، حتي ارتمت في أحضانه شاعرة بالأمان ، ضمها معتز اليه بشوق مدنف ودفن راسه في عنقها مستنشقًا عبيرًا الذي افتقده في الايام الدابرة .
ابتعدت سلمي عنه قليلاً وتأملت ملامحه التي اشتاقت اليها وحدقت فيه بنظرات لائمة لبعده عنها ، مرر معتز يده حول عنقها وابتسم لها قائلاً :
- سامحيني يا حبيبتي ، كنت متضايق شويه ، وحشتيني قوي
سلمي بحزن :
۔ كده اهون عليك تسيبني الأيام اللي فاتت دي .
معتز بنبرة آسفة :
۔ كنت خايف الموضوع يكبر اكتر ، أسف .
سلمي بحب : وحشتني قوي .
حاوط وجهها بكفيها واقترب منها والْتَقَم شفتيها بقبلة سحيقة شغوفة لمَلَث حبه عليها ، تمنت سلمي المزيد من حبه ولكن ما تمر به يمنعها من الجمع سويًا ، ابعدها معتز قليلاً وابتسم لها ، فتذمرت قائله بتأفف :
- اهو انا بفكر انزل الواد ده علشان مانعنا نقرب من بعض .
ضحك معتز عاليا ورد غامزًا :
- هانت يا روحي ، شوية كده وهنبقي سوا .
سلمی بدلال مصطنع : لسه زعلان مني ؟.
رد معتز بنفي :
۔ عمري ما أزعل منك ابدًا ، تابع ناظرًا حوله :
- نور فين ، وحشيتني قوي .
ردت سلمي بارتياح :
۔ الحمد لله نايمه ، دي كانت تعباني قوي .
معتز بحب : بعد الشر عنك يا حته مني .
هتفت سلمي بجدية :
۔ خلاص يا معتز ، ننسي اللي حصل ده ، ونستني حتي شويه علي ما نشوف هنعمل ايه .
قال معتز بهدوء :
۔ يا ريت يا سلمي تفكري تاني ، وانا لو بإيدي اجبلك الدنيا دي كلها .
سلمي بابتسامة فرحة :
- وهو ده اللي محببني فيك...........
______________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ