الفصل الثامن عشر

36.8K 904 20
                                    

ً الفصــل الثامن عشر
فريســة للماضــي
ـــــــــــــــــــــ

جلست علي مقعدها المريح بداخل السنتر الرياضي وعزمت الإتصال بزوجها الذي افتقدت رؤيته في الأونة الأخيرة ، ضغطت سلمي علي أرقام هاتفه منتظره سماع صوته الذي اشتاقت إليه ، أجابها الأخير فهبت قائله بلهفة :
- معتز حبيبي ، وحشتيني .
رد عليها الأخير بحب :
- انتي اللي وحشتيني يا حبيبتي ، عاملة ايه ، ونور عاملة ايه .
سلمي بمغزي وهي تحدثه :
- بدل ما احنا وحشناك كده متيجي .
معتز بابتسامة واسعة :
- يعني آجي ؟!..
سلمي وهي تبتسم بدلال هادئ :
- ايوه ، انت وحشتنا ، ايه بقي يمنع تيجي تقعد معانا شوية حلوين .
معتز بامتعاض وهو يتأفف بضيق :
- اعمل ايه بس ، انا مش عارف هخلص من المهمة دي أمتي .
سلمي متذمرة بقوة :
- فرقت ايه بقي لو احنا بعيد عنك ،كل مرة بتيجي مش بتكمل ساعه وتمشي .
تفهم معتز ضيقها وحدثها بنبرة محببة لتهدئتها قليلاً :
- هانت يا حبيبتي ، احنا جاتلنا معلومات بتأكد وصول الشحنة المقصودة ، وكلها يومين ونقبض ان شاء الله عليهم .
زمت سلمي شفتيها ومازالت علامات الانزعاج راسخة بداخله وردت عليه بهدوء زائف :
- طيب يا معتز ، هستحمل اليومين دول .
طرق باب مكتبها إحدي الموظفات ، ثم ولجت للداخل وعلي وجهها رسمية شديدة وهي تتقدم من سلمي ، نظرت لها سلمي وقد ابعدت الهاتف قليلاً عن أذنها وخاطبتها :
- خير في أيه ؟!..
الموظفة بعملية :
- مدام رودي بعتتني وبتقولي لازم تمضي علي الورق دا حالاً علشان هي محتاجاه في شغل ..
سلمي بملامح مقتطبة وهي تسألها :
- ورق ايه دا ، هي مقلتليش علي حاجة .
الموظفه بجدية :
- ضروري يا فندم إمضت حضرتك ، هي مستنيه علشان تخلص الشغل اللي هي بتعمله .
تأففت سلمي ونظرت لهاتفها وزوجها المنتظر لها ، ثم مدت للموظفة يدها وحدثتها بنفاذ صبر :
- هاتي أما أمضي .
علي الفور بادرت الموظفة باعطاءها الأوراق المطلوبة ، وكما امرتها ربه عملها بأن لا تعطيها فرصة لقراءة ما هو مدون فيها ، وقفت الموظفة لحظات مَشْدُودة وهي تنتظر توقيعها الأخير علي تلك الورقة المتبقية ، تهللت اساريرها ما ان أنتهت ، ثم بحركة سريعه التقطت من امامها الاوراق كمن تخطفها وهي تبتسم ببلاهه لها ، تعجبت سلمي من أمرها وهي تقول خاصة ًبعدما هتفت بنبرة فرحة لا تعرف سببها :
- متشكره قوي يا مدام سلمي ، عن إذنك .
هرعت الموظف،  للخارج وراقبتها سلمي بعدم فهم ، ثم تأففت ونفضت ما حدث من رأسها واكملت حديثها مع زوجها قائله :
- أسفه يا حبيبي ، إحنا كنا بنقول ايه.......
_______________________

وقفت امام المرآه تمشط شعرها بهدوء خارجي بعكس ثورة هياجها بما فعلته تلك الفتاة الأجنبية السمجة اليوم من إقترابها  وتَمَلُّقها الزائد مع زوجها ، لم تفارق علامات العبوس وجه نور المنزعجة مما سار امام عينيها وتأججت نيران الغِيرة المهلكة بداخلها ، وجعلتها تتذكر ما مضي حين كان مع إحداهن ، الأمر الذي عكر صفو يومها في نهايته ، ثم انتبهت لزوجها الذي يحاوط خصرها من الخلف ويدفن وجهه في عنقها ويهمس بحب :
- انتي متضايقة ولا ايه ، محصلش حاجة لكل ده ، هما أجانب وأكيد تفكيرهم غيرنا ، ولما يعملوا كده عادي .
ادارت رأسها قليلاً تجاه وجهه وردت بلا مبالاة زائفة متعمدة إظهار ثقتها في نفسها :
- ومين دي علشان أغِير منها ، انا أحلي منها وهي ولا في دماغي .
أبتسم زين بشدة وهو يتحرك بوجهه علي عنقها وهمس مرة أخري بمعني :
- وأنا عايزك كده علي طول ، وتعرفي انك حبيبتي وبس .
رسمت ابتسامة باهتة علي محياها لتبين عدم تأثير ما حدث عليها ، فهي لا تريد تخريب حياتها التي باتت مستقرة إلي الآن ، ادارها زين إليه وهو يملس علي شعرها الطويل بنظرات حب يلقيها عليها كسهام تتسلل لأعماق قلبها الذي يهتاف لحبه الجارف لها ، ثم مرر يده لتحاوط عنقها وقربها منه ويميل عليها  ليتعمق بقبله تنسيها ضيقها الذي استشعر به رغم عدم اكتراثها الزائف الذي فطنه بقلبه المستهام بها ...
ابتعد زين عنها ببطء معلنًا تمنيه للمزيد في نظراته المتجولة علي هيئتها ومتوقة لارسال حبه العاصف بداخله ليختلج قلبها ويصدر انينا بضرباته المتسارعة التي يكاد يسمعها ، قربها منه مستكملاً لهمساته الوالهة :
- عايز أجرب أوضتنا وأحنا مع بعض.........
______________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Where stories live. Discover now