هَمَساتٌ خافِتة

348 20 4
                                    







يقول :

"‏بلا رخصة قيادة....

بلا مرايا جانبية

أدفع عربة عمري

نحو عينيك!"

........................










رَفع يدهُ اليسرى مُمرراً اياها على خُصلات شعره المُبعثرة ليطلق أنفاساً مُرتَجفة وَجعاً

تقدم أمامها بًخطواتٍ ثابِتة ونظراته الهادئة إستطاعَ المحافظة عليها
سحب إحدى بدلات المُستَشفى الخاصة بِالمَرضى ذات اللون ألأخضر الفاتح....



توقف أمامها ليقول لها " إخلعي ثيابك" رَفعت أنضارها اليه بصدمة فهذهِ أولُ جملة نَطق بها وهو يُحاورها منذُ دخوله

نفت برأسها بُعُنف لِتبتسم بهدوء تجاههُ ودموعها مستمرة بِهطولها
تَقدم اليها أكثر ليشرع بِنزعها ثيابها بيديه القاسيتين تحت دفاعتها الضعيفة


" سَنُجري فحصاً لِنُحدد مَوعِداً للعملية" نطق بجملته الهادئة وهو يجردها من كل ملابسها لتبقى عارية تماماً تحت أنظاره!!


ولو كانت في وقت اخر وضرف ثاني كانت ستموت بِخجلها الا أن نضراته التي لم تنظر أبداً لما بين يداه من تحفة جعلها تتنهد بأرتياح

سحب رِداء المشفى ملبساً اياها تحت نضراتها الخائفة ليس منه أنما عليه
كلماته الجامِدة وهو يحادثها متخذاً صفه الطبيب الغريب الذي لا يعلم ولا يهتم بشيء عنها أنذرها بعاصفة قوية

لم تكن سوى إنهيارُ حائطها الصامد وامام عينيها ايضاً؟!!

سحبها بقرب جِهاز الأشعة المَقطعية والذي كان بالنسبة لها أشبهُ بِتابوتٍ تابوتٍ مُريع

أستمرت بهز رأسها غير آبهة بدموعها لِتُمسك يدهُ التي تجرها عِنوة بينما أبتسامتها المُرتَجِفة مازالت تحتلُ ثَغرها بأريحية

" كالڤدوس" تمتمت بأسمه محاولة منها ليستطيع سماعها بعيداً عن تلكَ الافكار التي تدوي بعقله للقاع

" أُصمُتي!!!" واخيراً تخلى عن قناعه الهادئ ليصيح بها بصوت زلزل كيانه المتعب قبل ان تكون روحها المُرهقة

أجلسها على السرير أو كما اسمتهُ تابوتها... إبتعد عنها بعد أن جعلها تستلقي عليه بغية التحكم بالجهاز لِتُمسِكَ يده بخوف ورعب ظاهران


La miseria dell'amore/بؤس العشقWhere stories live. Discover now