Chapter 19

14.9K 961 532
                                    

"ا-انني فقط لا اريد ان تتأذي فـيكفي نايل".همس هاري و هو يقربني اكثر اليه.

قربي له كان شيئاً مريح, استطيع ان استنشق رائحته, تلك الرائحه الهادئه التي تشبه البحيره او المحيط.

"اريدك ان تبقي بامان لا اريد ان يصيبك مكروه ا-ان اصابك لا اعلم ما الذي سيحدث لي".همس هاري في اذني و لا اعلم لماذا تمسكتُ به اكثر من قبل.

"لا اعلم ماذا سيحصل لي".تمتم هاري مره اخرى.

اغلقتُ عيني و انا اتمسك بـكتفه بشكل اقوى و انا اهمس "لا اعلم ماذا سيحدث لي ان فعلت هذا مره اخرى".

لم نتحدث بعدما حدث عندما كنت اقود السياره الى الشقه, ليس لانني غاضبه منما قال هاري او شيئاً من هذا القبيل, انما اجهل ماذا اخبره, انني اجهل معنى كلامه حقاً, هل هو مهتم بي حقاً ام معجب؟.

اختلست النظر الى هاري و وجدته ينظر الي, اشحتُ نظري بسرعه و انا انظر الى الطريق.

"غ-غاضبه؟".تمتم.

"لا".تمتمتُ.

"اسف".تمتم.

"اسفه".تمتمتُ.

اوقفتُ السياره في المواقف و انا ارى هاري تنهد قبل ان لا ينزل منها, تبعته بصمت و انا اراه يفتح الباب لي, بصمت تام ننظر الى بعضنا البعض ننتظر ان يتوقف المصعد, جزءً مني يريد ان لا يتوقف المصعد.

راقبته يفتح الباب و يجعله مفتوح من اجلي, سرت خلفه و انا اسمع خطى لوي من المطبخ, راقبت هاري يعقد حاجبه و هو يسير الى حيث لوي, ابتسمتُ عندما رايت هاري ينظر الى قوالب الكعك و الهديه التي جلبتها له.

راقبته يبتسم بتوسع نحوي و هو ينظر الى الهديه المغلفه, ابتسمتُ له بالمقابل و انا اراه يمزق التغليف بعنف و هو ينظر الى الكاميرا, شعرتُ بالقلق عندما رايت الدموع في عينه.

"ك-كل ما حلمت به في ح-حياتي كلها".همس هاري و هو يسير الي و يحتضنني.

"لوهله ظننت بانها سيئه".قلتُ و انا احتضنه.

ابتعد عني هاري و هو يضع الكاميرا على الطاوله و ينظر الى قوالب الكعك.

"انها بالشكولاته!".قال هاري بحماس و هو يضعها كامله في فمه.

"هاري سوف تختنق ايها الغبي!".صاح لوي عندما بدأ هاري بالسعال.

و لوهله حقاً ظننت بانني في الحضانه حيث اشاهد لوي و هاري يفتعلان شجار صغير بينهم و يضحكان, ابتسمتُ لنفسي على الغالب و انا اخذ الكاميرا من الطاوله و التقط صوره لهاري و هو لا يزال يرتدي المعطف الاسود.

"ان شعري مبعث لماذا!!".صاح لوي و هو يضع يداه على شعره.

"اريني اريني!".قال هاري كالاطفال و هو يقف بجانبي يرى الصوره تخرج من الاعلى.

"واو لوي انك تشبه الاسود بينما انا اشبه الضفادع".قال هاري.

ادار لوي عينه و هو يسحب الكاميرا من يدي و يقول "هيا ضع يداك من حولها و دعوني التقط لكما صوره بينما نحن في مزاج هادئ".

ابتسمتُ عندما وضع هاري يداه من حولي و يبتسم بتوسع, و لم اعتقد قط بانني سابتسم بهذا التوسع مع شخص اخر غير زين.

نظرتُ الى الصوره مع هاري و لا اعلم لماذا ابتسمتُ بتوسع اكثر.

"تبدين جميله".همس هاري و هو يبقي عيناه على الصوره و يجعلني اهمس في المقابل "ليس كما تبدو".نظر الي هاري بابتسامه صغيره و لم استطيع ابعاد عيناي عنه.

"بحق الله انكِ مخطوبه و تغازلينه".قال لوي.

ادرتُ عيني و انا اقول "ليست مغازله".

"اذاً تلك ليس صوره".قال لوي و هو يشير الى الصوره بيد هاري.

تنهدتُ و انا اسير الى خارج المطبخ و اسمع تمتمت كل من هاري و لوي خلفي.

انتهى المطاف بـقراري للذهاب الى المقهى, انني فقط افتقد الجميع ولا اعلم مكان اخر اريد الذهاب اليه, سرتُ الى المطبخ لأطمئن على هاري, لكنني رأيته جالساً على مقعدته و ينظر الى النافذه و المفكره السوداء امامه.

"اين لوي؟".سألتُ و انا اراه يرفع كتفه.

"ذهب ليرى نايل و يخبرني ان كان بخير".قال هاري و هو يتنهد.

"و هل انت بخير؟".سألته و لم استطيع مساعده نفسي عندما جلستُ امامه.

انها كما الليله الاولى التي قضيناها نتحدث احاديث قصيره.

"ل-لا اعلم هل علي ان اكون بخير؟".همس هاري.

"لا بأس بان تشعر بانك مجروح او حزين هاري".قلتُ و انا اضع يدي البارده على يده الدافئه.

"ل-لستُ مجروح انني فقط لا اريد ان اضيف شخصاً الى القائمه".قال هاري.

"ما الذي تعنيه".سألته.

"نايل يتلقى الضرب بسببي لوي ايضاً يتلقى للضرب لكنه قوي يستطيع الدفاع عن نفسه و ها انتي ستنضمين اليهم و كم يؤلمني الامر".قال هاري و هو يسحب يده من اسفل يدي ليخفي الدموع.

"هل يعلمان ماذا حدث؟".قلتُ و انا اراقبه يحرك راسه بـلا.

"لا احد يعلم و اريد ان ابقيه على هذا الحال".همس هاري.

"هذا ما يقتلك هاري كل ما تفعله هو حبس مشاعرك صدقني ان اخبرت شخصاً بما حدث ستشعر بتحسن".اخبرته و انا اراه يغلق فمه و يعض شفايفه ليمنع نفسه من البكاء.

لكنه رغم ذلك همس "و من سيفهم و يصدق ما سوف اقول؟".

"انني هنا".قلتُ.

"لكنك لا تعرفيني".قال هاري.

"و انت لا تعرفني".قلتُ و انا اراه ينظر الي بعيناه المليئه بالدموع.

"ماذا سأستفيد غير تركك لي عندما تعلمين ماذا حدث؟".قال هاري هامساً و هو يركز عيناه علي.

اجتمعتُ قواي و انا انهض من مكاني و ارى عيناه تتبع حركاتي الى ان اصبحت واقفه امامه, وضعتُ يدي على وجنته الرطبه.

"رؤيتك متألم و خائف من كل ما يحيطك تؤلمني حقاً و ان كنت تشعر بالاهتمام نحوي فـأنا اعلم بانك ستحاول ان تخبرني حتى تستطيع نسيان ما حدث".قلتُ و انا امسح ابهامي على وجنته.

"اشخاص مثلك لا يفهمون كيف ان تضيع حياتك خلف القطبان و تصبح جحيم في لمح البصر و تفتقد كل ما حولك و عندما تخرج تشعر بانك غريب عن هذا العالم تشعر بانك لم تعيش به قط ف-فكيف لكِ ان تفهمي ما مررتُ به؟".اخبرني هاري و لم استطيع اخفاء الالم في وجهي.

"اشخاص مثلي لا يهتمون بما مررتْ به اشخاص مثلي هنا من اجلك ليس من اجل ما حصل ان كنت حقاً لا تزال تظن بانني استغلك لكنتُ ابتعدتُ عنك منذ اليوم الذي اخبرتني به ان ابتعد لانك لم تخبرني".اخبرته.

نظر هاري من حوله قبل يعود و ينظر الي و يهمس "ك-كيف ابدأ؟".

"ما هو الامر الذي يؤلمك و يجعلك تخاف الجميع ولا ترغب بالاختلاط؟".سألته و انا اراه ياخذ انفاس متقطعه.

فتح فمه هاري ليتحدث لكن الطرق الذي كان على الباب جعله يغلق فمه بتنهد, راقبته ينهض من مكانه و يلمس كتفي قبل ان لا يخرج من لمطبخ و الى غرفته.

فتحتُ الباب و اندهشتُ عندما رايت ليام حاملاً بعض الطعام بيده و ثلاث اكواب من القهوه.

"اهلاً لقد افتقدتُ حضورك في المقهى معنا و قررتُ الاطمئنان عليك لان الجميع منشغل".قال ليام بأبتسامه تجعلني اشعري بالامان.

"تفضل".قلتُ و انا اخذ الاكواب منه و احتضنه.

"هل تشعرين بانك بخير؟".سأل ليام و هو ينظر الى غرفه هاري.

"انني بخير لا تقلق اذهب و اعطه قهوته".قلتُ و انا ارى ليام يومأ و هو ياخذ احد الاكواب و يسير الى غرفه هاري.

وضعتُ الطعام على الطاوله و انظر الى الصوره التي التقطها لوي لنا, راقبت ابتسامتنا.

"هل هذي جديده؟".سأل ليام و لم الحظ بانه بجانبي.

"قبل ان تصل اعددنا حفله صغيره لهاري".اخبرته و انا اعلق الصوره بمغناطيس على الثلاجه.

"يبدوا في مزاج سيء هل تعلمين لما؟".سأل ليام و هو يجلس امامي و بالطبع لا يمكنني مغادره مقعد هاري.

نظرتُ الى الطاوله و رايت بان هناك كلمات اضيفتْ.

"ليس هناك شيئاً لاخشاه". "حساء؟". "فطائر محلاه x".

نظرتُ الى ليام و انا اقهقه و اجبته "لقد كان سيخبرني بما حدث اخيراً".

"و انتي سعيده؟".قال ليام و هو يرفع حاجبه.

ضحكتُ و انا اشير الى الكلمات على الطاوله و اقول "لا بالطبع لا لكن تعبيره لطيف".

"الا تظنين بان ما تطلبينه صعب عليه؟".قال ليام.

"ماذا تعني".تمتمتُ.

"الا يمكنك ان تري كيف هو يخاف من اي صوت من حوله و يرغب بان يبقى قريباً لشخصاً ما او في غرفه مغلقه وحيداً؟ اعني انك ترغميه على التحدث بشأن ما حصل و هو لا يرغب بان يتذكره".قال ليام.

"ان كان هذا سيجعلني اعلم ما مر به و يمكنني مساعدته اذاً فهو امر يستحق الانتظار".اخبرتُ ليام.

"كلاي لا تؤذيه اكثر منما هو متأذي لا ترغميه على اخراج ما حدث من فمه فهو ليس سهلاً كما تظنين فهو لم ينطرد مثلك انما ما مر به صعباً جداً و اجهل كيف له ان يكون واقفاً امامي الى الآن".قال ليام هماساً في اخر جملته.

"اعلم ما حدث مع والدته و والده الحقيقي فقط الجزء الاخر و بعدها يمكنني مساعدته فهو يستحق السعاده حقاً".اخبرتُ ليام.

"انه الجزء الاسهل كلاي فهل تظنين بانه مستعد حقاً بان يخبرك ما حدث له؟ هل تظنين بانه مستعد ليخبرك بأنه كان يغتصب مره تلو الاخرى و يعيش الالم و الرعب في كل مره يسمع صوته؟".قال ليام و شعرتُ بنقص الاكسجين من حولي.

ه-هاري كان يُغتصب؟.

"اشعر بانني قذر في كل مره اتذكر صوت بكائه او حتى صراخه اعني لقد كنا صغار و لا نستطيع فعل اي شيء لك-لكنني كنت صديقه كما كان زين اخيه لقد كنا قريبين من بعضنا البعض و لم استطيع مساعدته او حتى ان اخبر احداً خوفاً على حياتي الا يبدوا هذا انانياً للغايه؟ اعني لقد كان في العاشره فقط ف-في العاشره فقط".همس ليام.

"كم انت قذر".قلتُ و انا انظر اليه بعينان مليئه بالدموع.

"انه ليس الامر الوحيد الذي فعلته فـكيف ستنظرين الي عندما اخبرك باننا ساعدنا اخ زين الاكبر في تثبيت هاري؟".همس ليام و لا اعلم ماذا سأخبره.

اغلقتُ عيني و انا اشعر بدموعي تنهمر.

"لا تقولي شيئاً كلاي دعيني اعترف بالذنب الفظيع الذي لا استطيع استحماله ليس عندما رأيتُ قربك لـهاري لانني و بصدق لا اريد خسارتك فما سوف اقوله سيغير نظرتك لي و لزين و ربما له".قال ليام و هو يحاول ان يضع يده على يدي.

لكنني لا استطيع النظر اليه مثلما كنت افعل.

"لقد دمرت حياته تماماً لا استطيع تصديق هذا".همستُ و انا اراه يمسح دموعه.

"ما يؤلمني هو تصرف هاري معي كلاي انه يؤلم و بشده كيف له ان يتحدث الي كما و انني لم ادمر حياته و افسدها له؟ ل-لقد اراد ان ي-يصبح طبيب ليساعد الاخرين لانه لم يتمكن من مساعده والده ل-لكنني اخذتُ ذلك الحلم منه و يستحيل ان يستعيده".قال ليام و هو يخفض راسه.

"لماذا؟ اعني ما كان السبب؟".سألته و انا لم اتعب نفسي لامسح دموعي لانني اعتقد بانها لن تتوقف.

"لقد كان هو ام نحن و لم استطيع ان ابعد الانانيه عني لقد نسيتُ صداقتي به و اجبرتُ نفسي على كرهه حتى انجو بنفسي فقد كنت في منزل زين للعطله الصيفيه و لم ارد ان اعيش حياتي مع ت-".قال ليام لكنني قاطعته "كيف لك ان تنسى بانه سوف يعيش معها الى ان يموت".همستُ و انا ارى الالم في عيناه.

"لانني كنتُ غبياً لاصدق بانه يستطيع فهو كان ضعيف للغايه او هذا ما ظننته الى ان اتى اليوم الذي صعق الجميع".قال ليام و هو ينظر الى النافذه.

"لقد كان اخ زين الوحيد الذي يستطيع دخول غرفه هاري لانه كان يقفلها و بالطبع والد زين كان يعمل و يسافر كثيراً لهذا لم يكن هناك شخص يستطيع حمايتنا لان الاخر لم يكن في المنزل قط ولا احد يعلم الى اين يذهب".همس ليام و تنهد.

لم اعد استطيع الشعور بالاكسجين من حولي, وضعتُ يداي على وجهي لاخفي دموعي و ألمي.

"انني اتألم في كل لحظه اتذكر بان هاري لم يوشي باحدنا لقد اخبرهم بانه كان وحيداً في ذلك الامر لم يكن هناك شخصاً استطاع مساعده و الحقيقه كانت باننا كنا هناك نثبته الى ان ينتهي ننظر اليه يتألم و يبكي و يطلب من المساعده لكن الانانيه التي كنا نكنها كانت اقوى من توسل طفل فقد عائلته و اراد ان يعيش حياته".قال ليام و لم استطيع البقاء هادئه.

"لا يمكنني ايجاد كلمات توصفك انت و زين".قلتُ و انا انهض من مكاني.

"هناك تفاصيل اخرى كلاي دعيني اخبرك".قال ليام و هو ينهض.

"ل-لا يمكنني النظر اليك من غير ان افكر بانك كنت تعيش حياتك هذي بينما هناك طفل تدمرت حياته بسببكما! كيف امكنك العيش؟ كيف لك ان تنظر اليه يسير من غير ان تفكر بما فعلت هل انت متوحش الى هذي الدرجه ليام؟".قلتُ ربما بصوت عالي لانني سمعتُ صوت باب يُفتح.

"لا يمكنني النوم من غير ان اسمع صوت صرخاه في احلامي و صوت توسله الي بان اساعده!".صاح ليام و هو ياخذ نفس متقطع.

"لقد كان ذكي كلاي كنت اؤمن بانه سيجد طريقه ما لكنه كان ضعيف! لقد كان ضعيف للغايه و لم استطيع تحمل صوت بكائه اكثر لقد كانت الطريقه الوحيده للخلاص لقد كانت الطريقه الوحيده التي اعود بها الى عائلتي و حياتي".قال ليام.

ضحكتُ بغير تصديق و انا انظر الى الشخص الذي ظننت بانه من اطيب الاشخاص على وجه الارض, و لم يستغرق الوقت طويلاً لاعلم بان هاري لم يقتل اخ زين لقد كان ليام, صديقي العزيز ليام.

"لا اعلم ماذا اخبرك انني اجهل ماذا علي القول".همستُ و انا ارى ليام يحرك راسه و ينظر الي.

"لقد كنت خائف بان تغيري رايك فيني كـشخص".قال ليام و قاطعت حديثه.

"اوه و لقد تغير انني لا اصدق بانني ظننت بانك لا تستطيع ايذاء شخصاً لكنك تخبرني بانك اذيت و دمرت حياه طفلاً لم يسحق ما يحدث له و تعيش حياتك امامي سعيداً بينما ذلك الطفل الذي اخذ التهمه عنك يتعفن في السجن".اخبرته و انا اراه يغلق عينه.

"لم استطيع لم ارد ان اصدق بانني قتلتُ شخصاً بيداي لكن ما فعلته كان من اجل هاري لا غير".قال ليام.

"لكنك دمرت حياته ليام كيف امكنك ان تعيش من غير زيارته او الاطمئنان عليه لماذا لم تخبرهم بالحقيقه؟".همستُ.

"لقد كانت لديه حياه بينما انا لم تكن لدي".همس هاري من باب المطبخ و دموعه تسير على وجنته.

-

Little Talks - الاحاديث القصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن