Chapter 13

14.3K 975 398
                                    

"لقد كنت قلق لماذا لم تجيبي على هاتفك ليام اخبرني با-".قال زين لكنه توقف عندما نظر الي انا و هاري.

تمسك هاري بكتفي و هو ينظر الى زين الذي كان يعض وجنته من الداخل و عيناه تنظر الى هاري, و الأن ربما ستحدث مشكله, لكنني ساندم ان قلت بانني اريد ان ارى ماذا سوف يحدث الآن.

"ماذا يفعل".سأل زين.

حاول هاري مره الاخرى الابتعاد عني لكنني امسكتُ بذارعه بقوه.

"انه يعيش هنا زين".قلتُ.

"اعلم انه يعيش هنا لكن لماذا معه؟".سأل زين.

"لانني اريد ذلك".قلتُ.

نظرتُ الى هاري و وجدته ينظر الى الارض, لكنه نظر الي بعدما سمع جملتي, رأيته يبتسم ابتسامته الخجوله.

"انه حتى لا يعرف العد كلاي".قال زين و رأيت الالم في عين هاري.

"توقف عن قول هذا".همستُ و انا ارى الدموع تملئ عين هاري.

"انه غبي لا يعرف شيئاً انه حتى لا يتحدث كثيراً فقط يقضي وقته بالبكاء".قال زين.

"ل-لماذا".تحدث هاري قبلي و يده تسقط على جانباه و يكمل "لماذا تفعل هذا بعدما دمرت حياتي؟ ان لم تعلم او حتى تذكر من انا انني اتذكر من تكون و كم اتمنى بانني فقدتُ الذاكره الان حتى لا ارى من انت عليه و كم انت كاذب بارع".

"انت لست اخي و لن تكون اخ لي انت فقط قنبله موقوته تنفجر و تؤذني من حولها و لا يستطيع شخص نسيان الالم الذي مر به فأنا اتمنى بانك تعفنت هناك".قال زين.

"ليس لديك الحق بالتحدث اليه بهذي الطريقه!".اخبرتُ زين.

رايت هاري ياخذ خطوه الى الخلف و هو يحرك راسه و الدموع تملئ عينه.

"لا بأس كلاي فهو شخص الجميع يتمنى له الموت فـمجرد خروجه من الشقه الجميع يهرب منه لطالما علمت بانه ليس طبيعياً بأنه يخفي شيئاً خلفه".قال زين و علمتُ بانه سكير.

رايت هاري يصطدم بالحائط خلفه و يؤذي راسه لكنه ابقى عيناه على زين الذي بدا بالضحك الآن.

"ه-هل هذا ما قصده عندما اخبرتني بانك تريد مني ان اسامحك و ان اجعلك تعوض عما فعلته بحياتي؟".همس هاري بضعف.

لكنه زين نظر الى هاري و لا يزال يضحك و هو يقول "لا اريد اي شيء له علاقه بك و اياك ان تقترب من خطيبتي هاري انني احذرك ان رايتك م-".

"اخرج زين"قلتُ و انا اقاطع حديثه.

رايت الدهشه في عينى زين و هو ينظر الي, ربما يظن بانني امزح لانه كان ينظر الي بجديه و غموض.

"ك-كلاي انني احبك ليس هو".همس زين.

"احبك ايضاً زين لكنه انسان ايضاً! لديه مشاعر فهو يعلم كيف ان تشعر بانك مجروح عليك ان تتذكر بانه كان اخيك مره و سيبقى اخيك و انت الان سكير لهذا يجدر عليك الرحيل".قلتُ و انا ارى زين يوما.

و لم استطيع اخفاء دهشتي عندما اقترب زين نحوي و قبلني و استطيع الشعور بمذاق المشروب, لم ينطق بحرف عندما ابتعد عني و خرج من الشقه.

استدرتُ الى حيث كان هاري و لم اجده, ربما قد رحل الى غرفته عندما كنت اقبل زين, طرقتُ باب غرفته و كنت اسمع صوت بكاء من الداخل, لكنه توقف بمجرد طرقي على الباب.

"هاري هل يمكنني الدخول؟".همستُ و انا افتح الباب و ارى راس هاري خلف السرير.

لم اسمع اجابه منه, لهذا دخلتُ الى الغرفه و اغلق الباب خلفي, لماذا عليه ان يختبئ هناك؟, سرت الى حيث كان هاري و شعرت بان قلبي سيتوقف.

"توقف هاري توقف!!!".صحتُ و انا اسحب منه الزجاج.

"اخي لا يريدني كلاي اخي الذي احبه لا يريدني".همس هاري و انا انظر الى الجروح الذي شكلها على فخذاه.

لا يمكنني التصديق بان شخص كـهاري كان يؤذي نفسه بهذي الطريقه, انه ذكي حقاً بان يختار فخذاه المكان المناسب لقطع جلده فلا احد سيلحظ, انا لم الحظ ذلك, رغم ذلك اخذتُ نفس عميق و انا اضع الزجاجه في سله المهملات حيث رايت زجاجه اخرى مليئه بالدم.

"هاري ارجوك".همستُ و عيوني امتلئت بالدموع و انا ارى الدماء على الارض ايضاً.

"انا اسف انا اسف".همس هاري و هو يضع يده على وجهه.

لكنني اوقفته حتى لا يتلطخ وجهه بالدماء, ساعدته بصمت تام بان ارفعه عن الارض و اجعله يجلس على حافه السرير بعد ان وضعت منشفه اسفل فخذاه, تركت باب غرفته مفتوح و انا احضر علبه الاسعافات الاوليه و انظر اليه لا يزال حيث تركته لكنه ينظر الى الارض.

جلستُ على الارض امامه و انا اخرج المعقم بصمت و انظر اليه لاجده يشيح ببصره بمجرد التقائه بعيناي لدقيقه.

"سيؤلمك قليلاً".همستُ و انا اضع المقعم و اشعر بيده فوق يدي.

بعد صمت دام لفتره, هاري يراقبني اعقم جروحه التي شكلها و اضع اللاصق عليها, قررت اخيراً بان اتحدث اليه عما يفعل, فهو لا يتسحق هذا.

"لا تخبري لوي".تمتم هاري قبل ان لا اتحدث.

"لما لا؟".قلتُ و انا اراه يتنهد و ينظر الي.

"لن يتركني لدقيقه مهما حدث".قال.

"ربما هذا افضل".قلتُ.

اشاح بنظره و تنهد و همس "افضل بان تكوني انتي من تراقبيني".

ظننتُ بانني لم اسمع ما قال, او اخطأتُ بالسمع, لكن عندما نظر الي بخجل علمتُ بانني سمعتُ ما قاله بالحرف الواحد, و لا اعلم لماذا ابتسمتُ و شعرتُ بالسعاده بسبب كلماته, لم استطيع ايجاد كلمات فقد بقيتُ انظر الى عيناه كما هو ينظر الى عيناي.

"ه-هل سمعتيني؟".همس هاري و اومأتُ و رايته يبتسم و يهمس "جيد".

"سنتحدث في الصباح حسناً؟".همستُ و انا اراه يومأ الي.

نهضتُ من السرير و شعرت بيد هاري على معصمي لاقابل عيناه المتسائله, ابتسمتُ اليه ابتسامه دافئه و انا اراه يترك معصمي و يراقبني اضع الاسعافات الاوليه على الطاوله بجانب مذكرته.

ابتسمتُ و انا ارى بان هاري قد استلقى على سريره و ترك مكاناً بجانبه, اعلم بانني لا اريد السؤال فانا اعرف ماذا يريد من هذي الحركه, و ايضاً لا اشعر بانه علي الخروج من هنا بعدما رايته يؤذي نفسه بهذي الطريقه, فهو يحتاج الاهتمام و العنايه و القليل من الحب و اعلم بانني استطيع اعطائه جميعها.

و لا اريد التحدث الى زين بعدما حصل فهو سكير و ايضاً عليه ان يستوعب ما قاله و بان افعاله تؤذي اشخاص اخرين.

استلقيتُ بجانب هاري متجاهله ثيابي التي كانت لا تزال مبلله, ابتسمتُ اليه و انا اراه يغطينا باللحاف, راقبته ينظر الي, راقبته يضع يده اسفل وجنته كالاطفال.

"تصبح على خير هاري".همستُ و انا اسمع يقول "تصبحين على خير كلاي".

وضعتُ يدي فوق يده التي كانت في المنتصف, راقبته يبتسم قبل ان لا يغلق عينه, انتظر لدقائق حتى سمعتُ صوت شخير طفيف, استجمعت جرئتي و تركت قبله على وجنته و تمنيتُ له ليله سعيده مره اخرى و انا اغلق عيني و اتمنى بان استيقظ على خير و ارى زين اتى ليعتذر.

-

تفاجاء قليلاً عندما وجدتُ نفسي استيقظ قبل هاري الذي كان راسه على صدري و يداي تحتضن كتفه و هو كان يحتضن خصري و اجهل كيف انتهى بنا الوضع هكذا, لم اشعر بالرغبه لابعاده الآن فهو يبدو مسالم جداً, و ايضاً من الجيد ان ارتب افكاري فـأنا لا ازال اعمل في المقهى حيث زين هناك.

ما فعله كان خاطئ و ربما هو لا يعلم بان هاري يؤذي نفسه حتى لا يتعامل مع مشاكله, لهذا جسده يبدوا متعوداً على ترك الجروح من غير تعقيم, لهذا يبدو بصحه جيده بينما هناك دماء تسيل.

تنهدتُ و احتضنته قليلاً, التفكير بانه يؤذي نفسه يؤلم قلبي, و ايضاً هيليام استطاع رؤيه ما اراه, فـهاري ليس مجرم كما اعتقد الجميع و كم اتمنى بان استطيع اثبات هذا, لكن لا استطيع الى ان يخبرني احدهما بالحقيقه, اعلم بان زين لن يتحدث ان حاولت و هاري لن يتحدث ان ضغطته كما افعل بزين, فـهاري هش للغايه اشعر بان كلمه واحده يمكنها كسره الى نصفان.

ابتسمتُ اليه عندما شعرتُ بحركته و بيداه حول خصري كما انه يتاكد من وجودي, راقبت عيناه تنظر الي بكسل.

"انها الخامسه".قلتُ.

اومأ الي و تثاوب, استلقى على الوساده بجانبي و شعرتُ بالفراغ عندما ابتعد عني, لكن ابتسمتُ اليه مره اخرى و انا اراه ينظر الي.

"ستعملين؟".سأل.

"بالتاكيد".جاوبتُ.

"سيغضب؟".سأل.

"بالطبع".جاوبتُ.

"يمكنني القدوم؟".سأل.

"ان اردت".جاوبتُ.

"هل سارى تلك السيده؟".سأل.

"لا اعتقد".جاوبتُ.

"هل سيجرحني شخص اخر؟".سأل.

"ربما".اجبتُ.

"هل اصدقائك سيعملون؟".سأل.

اومأت اليه قبل ان لا انهض من السرير و اتذكر بانني لست في غرفتي.

"هل سيغضبون؟".سأل.

"لا اعلم حقاً هاري".قلتُ و انا اراه يتنهد و يجعلني اضيف "لكن اردت الذهاب ساكون سعيده جداً لاصطحابك".

راقبت عيناه تنظر الي لدقيقه قبل ان لا يشيح بها و ينهض من السرير هو الاخر, لم استطيع منع عيناي من النظر الى فخذاه لألحظ اثر الجروح.

"لا تنظري ارجوك".همس هاري و هو يسير الى الخزانه.

"لا استطيع".قلتُ و انا اسير الى الباب.

استطعتُ ان استحم و اجفف شعري الذي يحتاج ان اقصه قريباً, و ايضاً ان اتجهز للعمل و اراسل ايلينور التي ارادت ان تاتي الي لنتحدث الى السادسه حيث يجب علينا الذهاب الى المقهى, لكنني لم اخبرها بانني موافقه ربما لرغبتي باخذ هاري معي الى المقهى.

اغلقتُ باب الحمام و انا ارى هاري مستلقي على الارض بـكتاباً بيده.

"هل تعلمين بان هناك اشخاص يقعون في الحب بطريقه مختلفه عن الجميع".قال هاري بمجرد ان نظر الي.

"تتعلم معلومه جديده كل يوم اذاً".قلتُ.

نظرتُ الى هاتفي و بعدها نظرت الى هاري الذي بدأ مشغولاً بالكتاب الذي بيده, و يبدوا سخيفاً على الارض بطوله هذا, فهو يجعل الارض تبدو قصيره.

"هل تريد ان تاتي؟".سالته اخيراً.

اغلق كتابه و نظر الي, تنهد قليلاً و هو يجلس امامي.

"ه-هل تريدين مني القدوم؟".سأل.

"ل-لا اعلم اعني اريد ان اخذك الى المقهى لكن لا اريد ان ارغمك لان ايلينور قادمه".قلتُ و انا ارى الرعب في عينه و هو ينهض من الارض.

"قادمه".تمتم و استطعتُ ان امسك بذراعه قبل ان لا يهرب.

"اعلم بانها كثيره الكلام و تحكم كثيراً لكنها ليست سيئه".اخبرته.

"م-ماذا ان كانت تكرهني ستمنعك من قضاء الوقت معي و انا احب قضاء الوقت معك فانتي تجعليني اشعر بانني طبيعي".قال هاري.

"انت طبيعي هاري".قلتُ لكنه قاطعني قائلاً "لكنني لا اعلم كيف اعد".

امسكتُ به بقوه و انا انظر الى عيناه, و كم احب تاثير عيناي عليه فهو يتوتر سريعاً.

"لا يهم ان كنت تعلم كيف تعد او تقرأ او تتحدث فانا لا اهتم لاي من هذا لانني اختار اصدقائي على ما في داخلهم ليس خارجهم".اخبرته و انا ارى ابتسامته الخجوله تعود الى شفتاه.

ابتعدتُ عنه على صوت طرق الباب, امسكتُ بذراعه مره اخرى و هو يحاول ان يهرب, تجاهلت طلبه بان اتركه و رجاءه لي, لا احب ان اراه يعبس بهذي الطريقه لكن انه الوقت ليقابل ايلينور.

"فقط ابقى هنا ساتي لاخذك".قلتُ و انا اراه يغطي نفسه بغطاء سريره.

بالطبع كان علي سحبه الى غرفته حتى اخبر ايلينور بانه قادم معنا, تنهدتُ و انا اسحب الغطاء و انظر اليه, راقبته بتنهد و يعبس مره اخرى.

"ستكرهني ستكرهني ستكرهني".تمتم و جعني امسكُ بوجنته.

"لا احد يستطيع كرهك هاري ان تعرف اليك و نظر الى ابتسامتك الخجوله و عيناك انها تجعل الشخص يريد التعرف عليك اكثر".قلتُ من غير ان افكر و انا اراه يبتسم بتوسع.

"ه-هل هذا يعني بانكِ تريدين معرفه اشياء اخرى عني؟".سألني.

"بالطبع اريد".قلتُ و انا اترك وجنتاه و اخذ نفس عميق.

علي ان اتذكر بانني مخطوبه لزين.

فتحتُ الباب اخيراً و انا ارى ايلينور تقف امامه.

"ما الذي اخرك بحق الله".قالت و هي تسير الى الداخل.

"ليس لدينا الوقت لاحتساء الشاي و التحدث لهذا افضل بان نذهب الان".اخبرتها و انا ارتدي معطفي.

"انها الخامسه و النصف لدينا النصف الاخر لنتحدث به".قالت و عضيتُ شفتي قليلاً و انا اراها تتنهد و تعلم ما اريد فعله بالتحديد.

"لا اطلب منك التحدث اليه او حتى ان تراقبيه فقط ان تعامليه باحترام من اجلي ارجوك ايلينور ارجوك ارجوك".قلتُ و انا امسك بيدها.

"اللعنه فقط ان لم تكوني اعز صديقاتي".تمتمتْ ايلينور و لا اعلم لماذا صرختُ بحماس وانا احتضنها.

لا استطيع وصف سعادتي و حماسي بأن هاري سيرافقني الى العمل حيث زين هناك, اعلم بانه سيبدوا كـاستغلال لكن على زين ان يعلم بان هاري شخص طبيعي كـأي شخص اخر, ربما سأواجه مشاكل مع الزبائن او مع جيمي و ليام لكن لا بأس فـأنا اثق بهاري.

-

Little Talks - الاحاديث القصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن