Chapter 5

15.7K 1K 196
                                    

ابتسامه صغيره, كلمات قصيره, حركات قليله.

نظرتُ الى هاري الذي كان يعض شفتاه و ينظر الى ارض المصعد.

"هل يمكنني سؤالك؟".تمتمتُ و انا اراقبه يرفع رأسه لينظر الي.

راقبتُ كيف رموشه تتحرك و هو يرمش عدد مرات قبل ان لا يضع يداه في جيب معطفي الذي لا يزال يرتديه.

يبدو سخيفاً مرتدياً معطفي لكنني اجده نوعاً ما لطيف.

"اخذ صمتك على انها موافقه؟".سألته و انا اراقبه يومأ ببطئ.

"لما خرجت و اتيت الى المقهى؟".قلتُ و انا انظر الى عيناه تتسع.

لاحظتُ التوتر به و هو يتحرك قليلاً و ينظر الى سقف المصعد ثم الارض و بعدها نحوي.

فتح فمه ليجيب لكن عندما رأى بأن المصعد توقف, تحرك بسرعه و هو يدخل المفتاح بالباب و يهرب الى الداخل.

"هاري".همستُ و انا احاول ان اتبعه لكنه اغلق الباب على وجهي.

صمت.

الصمت حيث كنتُ اقف يقتلني, لا اعلم لماذا انا لا ازال امام الباب.

ليس و كأنني اريد منه ان يفتح الباب و يعتذر الي.

ليس و كأنني شعرتُ بان مشاعري قد جرحت بسبب تصرفه الطفولي.

ليس و كأنني لا اريد ان اتحدث اليه.

استسلمتُ للأمر الواقع و انا اضغط الطابق الاول.

ربما علي ان استمع الى زين من الآن و صاعداً.

خرجتُ من المصعد لأصطدم بايلينور, فيمكنني ان اشتم رائحه غسولها المفضل.

امسكت ايلينور بكتفي و هي تقول "ها انتي ذا دعينا نعود الى الصبيان اذاً".

لم استطيع الوثوق بصوتي الآن بعدما كانت رده فعل هاري فـأنا اريد الصراخ و البكاء في آن واحد.

لكنني اكتفيتُ بأن اومأ لها و ازيف ابتسامه لأجعلها تدير عينها.

"ان شريكك يجلب المشاكل".قالت و هي تدفعني و تجعلني اعود الى المصعد و تضيف "دعينا نذهب الى شقتي لنرى ماذا فعل اليوم".

"لا اريد التحدث".قلتُ و انا اخرج من المصعد.

"حقاً؟".قالت ايلينور بدهشه و هي تتبعني.

"ليس و كأنني اردتُ منه ان يعود و يفتح الباب لي و يعتذر عن تصرفه الطفولي الغير متوقع انما فقط".قلتُ و انا ادفع باب المبنى بقوه.

لا اعلم لماذا ايلينور بدأت تضحك و هي تقول "كلاي على رسلك".

دخلتُ الى المقهى و لا تزال ايلينور تضحك عندما رأتني ادفع الباب بقوه.

"انه حقاً يثير جنونك".قالت ايلينور عندما بدأنا صعود السلالم.

"فقط لا اريد ان اسمع اسمه او حتى اراه انه معتوه".اخبرتها.

"يا الهي كلاي انني احبه ليس من اجله او لأجل شخصيته انما يجعلكِ تتكلمين بشكل اسرع و اطول".قالت ايلينور و هي تضحك.

امسكتُ بذراع ايلينور قبل ان لا تدخل و انا اهمس "هل تسمعين صوتهم؟".

"اوه هل هاري يجعلك ترين الاشباح الآن؟".قالت ايلينور بـاستهزاء.

وضعتُ اصبعي على شفتها لأجعلها تنصت الى صوت زين العالي.

"يستحيل ان يكون هو ليام يستحيل!!! هل تفهم ماذا تعني يستحيل؟ انه في لوس انجلوس ليس في لندن انت فقط تتخيله لأنك تشعر بالذنب اتجاهه".

تنهدتُ و انا استمع الى صوت ليام العالي.

"ماذا تقصد بأنني اتخيله زين؟ لقد اخبرتك بأنه هن-".

"توقف ليام توقف انت فقط تبحث عن اي شيء لتزعجني به!".صاح زين و كنتُ اسمع صوت خطاه متجه نحونا.

"اللعنه انه قادم".قالت ايلينور و هي تحاول ان تستدير.

لكن بفضل كعبها العالي جعلها تسقط من السلالم, و لسوء حظي بأنها كانت متمسكه بذارعي لهذا سقطنا معاً.

سمعتً صوت ضحكات جيمي من اعلى السلالم.

"من يرتدي الكعب في المقهى انني اجهل حركاتكن".قال جيمي و هو يرفع ايلينور عن الارض.

"لديكِ جرح اعلى جبينك".قال جيمي بعدما ساعدني على الوقوف.

اومأ اليه و انا اقول "هذا يفسر الدوار".

رفع كتفه و قال "لستُ من اخبركم بأن ترتدوا الكعب و تسيروا على السلالم".

"يا الهي كلاي لم اقصد انني لم اقصد اقسم اليك".تمتمت ايلينور و هي تعود بالاسعافات الاوليه.

"لا باس".همستُ و انا احاول ان اخطو.

لكن الدوار لم يساعدني على اخذ خطوه مستقيمه, فـكدتُ ان اقع ان لم يلتقطني جيمي.

"امم كلاي هل تريدين ربما الذهاب الى المشفى؟ لا اعلم ان كنت مصابه بارتجاج ام لا".قال جيمي.

"لا تجعلني اقلق اكثر جيمي اصمت".قالت ايلينور.

"انني بخير".اخبرتهم.

اومأ جيمي بعدما همستْ ايلينور شيئاً في اذنه و جعلته يصعد السلالم بصمت.

اخذتُ نفس عميق عندما شعرتُ بـلعسات المعقم على الجرح.

"هل انتي حقاً بخير".سألت ايلينور بعدما انتهت.

اومأت اليها.

"اذاً ما الذي يشغل بالك".قالت ايلينور و هي تجلس امامي.

نظرتُ من حولي لفتره بعدها جعلتُ نظري يتركز عليها.

اكتفيتُ بان اقول قبل ان انهض "لا شيء حقاً ايل اخبريهم بانني لم اشعر بانني بخير".

نهضتُ و انا ابتسم اليها قبل ان لا اسير الى خارج المقهى.

حديث زين و ليام اشغل بالي كثيراً.

لا اعلم ان كانا يقصدان هاري ام لا, او حتى اصدقائه, فقد كان ظاهراً على وجه زين انه يعرف منهما لهذا ابعدني عنهما.

"اهلاً كلارين لقد تم دفع الايجار في وقته هذا شيء جديد حقاً".قال المؤجر ادوارد عندما دخلتً المبنى.

رفعتُ حاجبي, انا لم ادفع الايجار, او لا اذكر حتى بأنني دفعته.

ابتسم الي ادوارد و وضع يده على كتفي.

"اتمنى بأن يستمر هذا ولا تجعليني انتظرك في شقتك حتى تدفعي".قال و هو يسير الى حيث يعيش.

هذا غريب انني لا اذكر حتى بأنني اخرجتُ النقود.

سأفكر بهذا لاحقاً اما الآن فـأنا اشعر بالنعاس.

صعدتُ المصعد و لحسن حظي بأنه لم يكن هناك غيري.

اغلقتُ عيني عندما تذكرتُ تصرف هاري.

اليوم كان سيء هذا كل ما استطيع قوله. اخبرتُ نفسي و انا افتح الباب.

المكان هادئ الاضاءه في المطبخ لا تزال مغلقه كما انني اعيش وحيده, باب غرفه هاري مغلق كالعاده.

لم اتعب نفسي حتى بأن اسير و اطرق الباب عليه, فـأنا لا ازال نوعاً ما غاضبه من تعامله اليوم.

عندما انتهيتُ من الاستحمام في الحمام المشترك بيني و بينه, سمعتُ صوت خطوات في الخارج, و هذا جعلني اعقد حاجباي بـأنحيار, لا اظن بان هاري سيخرج في هذا الوقت اعلم بانه لا يتوقع وجودي في الشقه بسبب ما حدث اليوم, لكنه دائماً ياخذ احطياطاته.

تنفستُ بعمق و انا اخرج و اسير الى غرفتي من غير توقف للنظر الى مصدر الصوت او حتى التفكير به.

فـأنا لا اشعر بالدوار حقاً و اريد ان انام.

لكنني لا ازال اود التحدث اليه نوعاً ما.

يا الهي ربما الضربه كانت اقوى منما تصورت.

القيت بالثياب على الارض مع البقيه و استلقيت على السرير و اغلقت عيني, فقد كان الصداع و الشعور بالدوران اقوى منما تصورت.

-

كنتُ اشعر بأن هناك شخص يراقبني لكنني لم اتجراء حتى ارى من كان, فـأنا اسيتقظتُ على صوت قطرات المطر العاليه فـأنا مثلما تعلمون لا انام كثيراً هنا و ايضاً الوقت نوعاً ما كان متاخر و يمكنني ان اجزم بأن الصباح حل من صوت العصافير و الاشخاص في الخارج.

تنهدتُ و انا اتحرك الى الجهه الاخرى و عيناي لا تزال مغلقه, لكنني فتحتها عندما سمعتُ صوت قهقه من نهايه السرير.

اغلقتُ عيني مره اخرى بسبب الضوء و فتحتها مره اخرى لأقابل عيناه الخضراء و ابتسامته الواسعه.

ابقيتُ عيناي على عيناه و هذا جعله يتوتر و تختفي الابتسامته من شفتاه و هو ينظر الى الخلف و يرفع علبه و ينظر الي.

"بعض الكعك؟".قال و هو يمد العلبه الحمراء نحوي.

لم انطق حرف ابقيتُ نظري عليه, فـأنا لا ازال غاضبه بسبب حركته تلك.

ابتسم ابتسامه قصيره لكنها اختفت سريعاً و هو يضع العلبه على الارض و ينظر الي مره اخرى.

كنتُ اعلم بأن نظراتي تجعله يتوتر, و ايضاً اعلم بأنه يريد ان يقول شيئاً لكنه لا يعلم كيف يصيغه او حتى يخرجه بسبب نظراتي.

عندما استغرق هاري وقت طويل نهضتُ من السرير و فتحتُ الباب.

"علي التجهز للعمل".قلتُ و انا انظر اليه لأرى الدهشه في عينه.

"م-ماذا؟".همس

"اخرج".قلتُ الكلمه ببساطه.

"ابقى!".قال هاري و هو يصر على اسنانه و ينظر الي.

"اخرج".قلتُ.

"ابقى!".قال.

"هاري".قلتُ.

"كلاي".قال.

"هاري اخرج".قلتُ بجديه.

فنحن نبدوا كالاطفال نتشاجر.

"ابقى".قال و نظر بجديه نحوي ايضاً.

"لما اضيع وقتي".قلتُ و انا اترك يدي تسقط و اسير خارج الغرفه.

وصلتُ الى المطبخ لأرى صديقا هاري, لوي و نايل.

"نايل دعني ارى هاري هل ايقظها ام لا يستحيل ان تجعلنا نطبخ في هذا الصباح الباكر".قال لوي الذي كان فوق الطاوله لـنايل الذي كان امام الثلاجه.

"اخرجا".قلتُ و انا ارى لوي يقفز من الطاوله و يصطدم بنايل ليجعله يقع و يضرب رأسه بالارض.

"اللعنه لو".قال نايل و امسك برأسه.

"س-سنخرج".قال لوي و هو يساعد نايل على النهوض و يدفعه.

"صباح الخير متأسفين حقاً".قال نايل و هو يحاول ان يصافحني لكنني لم اتعب نفسي لأمد يدي اليه.

الصداع لا يزال مستمر.

حاولت ان اعد القهوه حتى اخفف من الصداع لكن انتهى المطاف بكسري للكوب.

تذمرتُ و انا اغطي وجهي بيدي و احاول ان اتنفس, سيكون كل شيء بخير, قلتُ في نفسي و انا اسمع صوت حركه قريبه مني.

ابعدتُ يداي لأنظر اليه يحمل الزجاج.

"لا بأس".همس و هو ينظر في عيناي و جعلني ارددها له "لا بأس".

ابتسم الي و هو يقف امامي, يده اصبحت على يدي و هو يحاول ان يخبرني بـشيء.

"لا بأس".قال.

اغلقتُ عيني و فتحتها بعد مده من الصمت لأجده لا يزال امامي ينظر الي.

حدث شيء لم اكن حتى اعتقد بأنه يحدث, فـأطرافي تجمدت عندما شعرتُ بذراع هاري من حولي و هو يقربني نحوه و يحتضنني بقوه.

"لا بأس, لا بأس, لا بأس".همس و لم اعد اعلم ماذا افعل ادفعه ام ابقى بين ذراعيه.

-

Little Talks - الاحاديث القصيرةWhere stories live. Discover now