لقد مضى اسبوع منذ خروج هاري للمشفى, لم اسال زين اين ذهب ذلك اليوم, فهو لا يهم طالما يبدو سعيداً نوعاً ما, و كذلك هاري يبدو سعيداً, فذلك الدب القطني لا يغادره مهما حدث.
هناك شيئاً يخبرني بانه ربما زين قد زار هاري في المشفى لهذا كل منهما يبدو سعيداً اكثر من قبل, و ايضاً علاقتي بزين لا تزال قويه كما عهدتها ولا تزال ايلينور تكتب تلك الروايه الوهميه, ربما الجميع لا يزال كما هو انما انا ابحث عن الدراما.
جلست ايلينور امامي و وجهها الصغير يخبرني بانها ستطلب مني شيئاً سأكره حياتي بسببه.
"اذاً".قالت و هي تنظر الى يدها و تكمل "هل فكرتي ربما علينا الذهاب الى التسوق؟".
"كنت اعلم بان هذا قادم".قلتُ و انا اضع اكواب الشاي حتى يقدمها ليام.
"ما خطب الجميع اليوم؟ هل كلمه التسوق لعنه؟".قالت ايلينور.
"انه فقط التسوق معك ايلينور".تدخل ليام و هو ياخذ الاكواب.
"ما خطب التسوق معي؟".قالت ايلينور و هي ترفع يدها في الهواء.
"هذي المشكله اننا لا نعلم ما الخطب".قال ليام.
"انت تختلق اعذار اغرب عن وجهي!".قالت ايلينور و هي تدفع ليام.
"انه يقصد بانك لا تتوقفين عن الشراء".دافعت عن ليام و انا ارى ايلينور تدير عينها.
"نسيت بانكما الحكيمان في المجموعه".قالت و هي تعود و تجلس.
"ما الخطب في هذا!".قلنا انا و ليام في آن واحد.
"كم اتمنى بان الرب ارزقني صبراً حتى استطيع تحملكما".قالت ايلينور و هي تنهض من الطاوله.
"ماذا قلنا لها؟".سألت ليام و انا اراه يرفع كتفه.
"انها حساسه لا تقلقي ستعود".قال ليام و هو يسير ليقدم الشاي.
تنهدتُ و انا امسح الطاوله و انظر الى الساعه, ساعتان على الاغلاق و لا يزال المقهى مزدحم بشده, ربما بسبب عطله نهايه الاسبوع, انني لا اعلم لكن ربما سيمدد زين الافتتاح لساعه اخرى.
مضت ساعه و نصف مليئه بالطلبات و الجهد, لاول مره اشعر بانني مرهقه تماماً.
"ربما على زين ان يخفف الدفع".قالت ايلينور.
نظرت اليها و لم اساعد نفسي عندما انفجر جيمي ضاحكاً على ما قالته ايلينور.
"ربما كانت ليله ساخنه".اضاف جيمي.
و هذي المره ادرت عيني لهما و انا استمع الى ضحكاتهما.
"لا اعلم كيف اتحملكم".تمتمتُ و انا اغسل الاكواب.
"اوه عزيزتي صدقينا نحن افضل ما ستحصلين عليه".قال جيمي و هو يحتضن كتفي.
"لا تلمسها لا تعلم ما قد مزق زين من اماكن".قالت ايلينور و هي تحاول ان لا تضحك.
"حسناً سنرى من يضحك عندما اخصم نصف راتبه".قال زين من خلفي.
"انت صديقي حقير!".قال جيمي و هو يسير الى طاوله ليخدمها.
"انتما لا يمزح معكما ابداً".قالت ايلينور و هي تساعدني في الغسيل.
"لقد كنت امزح ايضاً".همس زين و هو يحتضن خصري و اشعر بشفتاه تقبل رقبتي.
"هل يمكنكما ان تظهروا بعض الرحمه لصديقتكم العازبه هنا؟".قالت ايلينور عندما ارتفع صوت قبلات زين.
"هل يمكننا".سأل زين و هو ينظر الي.
"لا تكن غبياً و اذهب و اخدم الزبائن".قلتُ و انا اجعله يستدير.
"قبله واحده لا تضر احداً".همس زين و هو يمسكني من خصري.
"يمكنني سماع صوت لسانكما يلعق بعضكما البعض".قالت ايلينور و لم استطيع كتم صوت ضحكاتي.
"لا اعلم كيف تتحملينها على اي حال".قال زين و هو يضرب انفي.
"فقط اذهب".قلتُ و انا اترك قبله سريعه على شفته و ادفعه.
نظرت الى ايلينور التي كانت تمسك هاتفها, ادرتُ عيني و انا اسير اليها و اعلم ماذا التقطت للتو.
"ستكون خلفيتك الجديده".قالت ايلينور و هي تريني الصوره التي التقطتها.
"هل اخبرتك بانك مزعجه من قبل؟".سالتها و انا اراها توما و تجيب "دائماً و ابداً".قالت و هي تضحك.
ربما ابدو انا و ايلينور غريبين من نواحي لا استطيع احصائها, لكن ما يهم في الصداقه هو الصراحه و الثقه, اما العلاقه كل ما يهم بها هو الصدق و الثقه و الحب, فلا يمكنك ان تظن بانك ستنجوا ان كذبت ام لا, فـحبل الكذب قصير.
لستُ و كما اشك بـعلاقه زين و هاري انما فقط اعلم بان هناك ماضي و بانهما متصلان ببعضهما البعض بطريقه ما, و يبدو بانه مضى وقت طويل جدا على اخر مره التقوا بهما, فـزين يتصرف كما انه لا يعرفه, اما هاري فيتصرف كما انه يعرفه بالتحديد.
"اكره العمل في ايام عطله الاسبوع".قال جيمي و هو يساعدني على ترتيب الطاولات.
"و من منا يحب العمل في ايام العطله؟".سال ليام من خلفنا.
"توقفوا عن التذمر لدقيقه هل يمكنكم؟".قلتُ و انا انظر بينهما.
"لقد ازعجنا الاميره رائع".قال جيمي و جعلني اضرب كتفه.
"توقف عن مضايقتي".قلت و انا اضرب مؤخرته.
"توقفي عن التحرش بي".قال جيمي و هو يضع يده على فمه متفاجاءً.
"لن اتعجب ان انتهى بك و بـايلينور ان تحبا بعضكما البعض".قلتُ و انا اخذ المنشفه من يده.
"بحق الله تركتُ كل فتيات العالم و انتهي بها؟".قال جيمي.
"لا تصيبني بصداع ارجوك اذهب و تحدث الى ليام".قلتُ.
"لا! لا تتحدث الي انني املك صداع من الان".قال ليام.
"انتما لئيمان حقاً!".قال جيمي و هو يسير الى السلالم.
"هل قسونا عليه؟".سألت ليام.
"يستحق نوعاً ما".قال ليام و جعلني اقهقه و اجيب "تبقى ايلينور".توسعت ابتسامه ليام و هو يوما الي.
لكن لم نجد ايلينور يبدوا بانها غادرت مبكراً, و هذا كان سيء و جيد, لانني تعودتُ على المشي معها ليلاً الى الشقه, لكن لا باس يمكنني المرور بالشوارع و ارى ما يمكنني شراءه فانا اشعر بالضجر.
"اراك في الاعلى؟".سألني ليام.
"لا ساذهب ربما لشراء بعض الاغراض".اخبرته و نا ارتدي معطفي.
"هل تريدين مني القدوم معك؟ او يمكنني ان انادي زين من الاعلى".قال ليام و هو يتوقف عن اعداد الشاي للمشردين الذين سيأتون قريباً.
"لا! لا بأس تصبح على خير اخبر زين بانني احبه".قلتُ و انا الوح له.
خرجتُ من المقهى و انا انظر من حولي, لا ازال استطيع رؤيه اضواء الشوارع و اشعر بالراحه النفسيه, فانا اعرف الطرق جيداً, فعندما كنت مشرده لم استطيع الخروج على الشارع العام لانني ساتلقى الى الضرب او حتى الى الانصات الى كلمات تجرح القلب.
سرت بالقرب من احد المحلات المشهوره لبيع الكتب و الروايات, لكنني توقف في مكاني ليس بسبب حبي للكتب انما لرؤيتي لهاري الذي كان يلمس الزجاج الامامي و وجهه ملتصق به, كيف وجد طريقه الى هنا؟.
"هاري؟".سألتُ و انا اسير الى القرب منه.
استدار الي و نظر الي بعيناه الخضراء و شعرت بان قلبي يؤلمني عندما رايت دموعه, اشار الى المحل و هو يمسح دموعه بكفه يده.
"لقد كان لوالدي قبل ان لا ي-يرحل".قال هاري و هو يعود و ينظر اليه مره اخرى.
"ستايلز". هذا كان اسم المحل, اعدت نظري الى هاري الذي ما زال يبكي.
"الا تريد الدخول؟".سألت رغم صوتي المتقطع.
نظر الي هاري و حرك رأسه قليلاً.
"صدقيني لقد حاولت لكن بمجرد دخولي الى هناك طردوني رغماً عني".همس هاري.
لم اعلم ماذا اقول بعد هذا, ليس عادلاً بان يطرد هاري لانه اعتقل, الجميع يرتكب الاخطاء.
"كلاي اخبريني بالحقيقيه هل ابدو كالمسخ؟".سالني هاري.
اخذتُ خطوه اليه و امسكتُ بيداه.
"لا تدع كلماتهم تصل اليك هاري انت بيعد عن كل ما هو قبيح في هذا العالم".اخبرته بالحقيقه التي اراها.
"ل-لم اتي لهنا منذ ثلاثه عشر سنه و عندما اتيت الى هنا رأيت طفل مع ابيه و هذا جعلني افكر بـأبي و كيف الان انا لم افكر به او حتى بما حدث من وقت طويل حقاً".قال هاري و راقبت كيف لعيناه ان تذرف تلك الدموع.
لكنه رغم ذلك اكمل حديثه قائلاً "و لقد اعجبني انني لم افكر بالامر بتاتاً لانه كان امراً مريحاً بالنسبه لي فهل ذلك يجعلني انساناً فظيعاً؟ لانني لم اعد اعلم كيف يجب ان اشعر".همس بالكلمات الاخيره و هو ينظر الى الارض.
تركت يداه تسقط على جانباه و انا ارى عيناه تلتقي بـعيناي, هاري لا يتسحق هذا. قلت في نفسي قبل ان لا ارمي بيداي من حول كتفاه العريضان و اقف على اطراف اصابعي بسبب فرق الطول بيننا حتى استطيع احتضانه بقوه.
"لا بأس".همستُ و انا اسمع اليه يردد الكلمات "لا بأس".
"انه يجعل منك انساناً ذو مشاعر".همستُ و انا اجيب على حديثه لي.
"اريد حقاً".همس هاري.
"اريد حقاً بأن اعود شخص طبيعي يمكنني السير و دخول اي مكان من غير ان اطرد او اضرب حتى".قال هاري و لم استطيع حبس دموعي اكثر.
"يوما ما هاري يوما ما".قلتُ اول ما خطر في بالي.
لا اعلم كيف انتهى المطاف بنا في المنتزه, نستلقي تحت الشجره ننظر الى تساقط قطرات المطر التي كانت تعبر عن حزن هاري و ايضاً عن حزني عليه, اردت التخفيف عنه, لكنه اخبرني بكل وضوح بانه يتعامل مع المشاعر بطريقته الخاصه, لكن بعد صمت دام لوقت طويل قرر التحدث.
"هناك اوقات تجعلني اريد الرحيل و ترك العالم حتى استطيع ان اعيش بسعاده لدقيقه".همس هاري و هو يحرك راسه و ينظر نحوي.
"لماذا تقول هذا الآن؟".سألته و انا اراقب عيناه تغلق و اسمع صوت انفاسه.
"لانني لا اظن بانني قادر على التحمل".همس هاري و ترك عيناه تذرف الدموع.
"انني اعلم ما تقصد".همستُ له.
انني تماماً اعلم ماذا يقصد هاري فقد مررت بهذا, تحرك الى حيث كان يستلقي و وضعت راسي على كتفه و انا انظر الى السماء, هل ساندم على هذي الحركات غداً؟, ان كانت ستساعده لا اعتقد.
"هل تريد الذهاب الى البحيره؟".سالته و لم اجرء ان انظر اليه.
"ال-الآن؟".همس.
"نعم الآن".همستُ.
"هل يوجد سمك قرش هناك؟".سال هاري و جعلني ادير عيني.
"لا, لا يوجد هناك اي سمك".همستُ.
"اذاً انا موافق".قال هاري.-
دعمكم لي و تعليقاتكم هي اهم شيء في حياتي عشان كذا اذا كان ببالك اي تعليق سواء ايجابي او سلبي اكتبه\اكتبيه لي, اتمنى الشابتر عجكبم و بس احبكم.
أنت تقرأ
Little Talks - الاحاديث القصيرة
Fanfiction"ليس هناك شيئاً يجمعنا غير احاديثنا القصيره التي نخوضها في ذلك المقعد امام النافذه حيث كنتُ اخذ قطعه تلو الاخرى منه الى ان علمتُ بأنه لم يكن المجرم الذي اخبرني به الجميع فـليس هناك ادنى شك خلف تلك الابتسامه الخجوله و العينان الخضراء و البراءه التي ي...