Chapter 6

16.2K 1K 288
                                    

"ماذا تفعل؟".همستُ.

"لا بأس".كرر.

"هاري, ماذا تفعل".همستُ.

"لا بأس".قال مره اخرى.

"توقف ابتعد".قلتُ.

"لا بأس".همس مره اخرى.

"توقف هذا ليس بخير!!".قلتُ و انا ادفعه الى الخلف لكنني تأكدت بان امسك ذراعه حتى لا يقع.

نظرتُ اليه و انا اردد "ما تفعله ليس بخير".

نظر الي و الحزن يملئ وجهه, بالطبع شعرتُ بالذنب و انا ارى شفتاه تنحني لتشكل تلك الابتسامه الحزينه, و عيناه البريئه تحمل تلك النظره الحزينه.

نظر الى الارض و اخذ خطوه الى الخلف.

"لم اقصد اسف".همس بها قبل ان لا يغادر المطبخ.

اغلقتُ عيني و اخذتُ نفس عميق, لا بأس سأذهب الى العمل و سأحاول ان اتجنب زين الى ان ينتهي العمل حتى يتسنى لي ان اسئله عن ماذا كانا يتحدثان به هو و ليام.

اعددتُ الافطار لنفسي و انا اراقب الشارع من النافذه, رفعتُ عيني الى الباب عندما سمعتُ صوت جرس الشقه, ربما يكون زين انني اجهل لماذا لم يزورني الى الآن.

نهضتُ من مكاني و انا اضع الطبق و الكوب حتى اغسلهما لاحقاً و اسير الى الباب الامامي.

"اهلاُ اخبرني زين بان لا ازورك لكني فعلت".قالت ايلينور و هي تقف تحمل الاكياس بيدها امام باب الشقه.

ابتسمتُ و انا افتح لها الباب كاملاً.

"اهلاً بك".قلتُ.

احتضنتني ايلينور و هي تعتذر على الجرح بجبيني و تخبرني بأن زين قد اتى بمنتصف الليل و وجدني نائمه و قد اخبرهم بأن يجعلوني انام بهدوء و ايضاً بانه غاضب لفعلت ايلينور.

"هل تشعرين بانك تستطيع العمل؟".سألتني.

نظرتُ من حولي قليلاً حتى اقيس نسبه الصداع, و قد كان عالي حقاً.

"لا ازال اشعر بالصداع".اخبرتها.

عبستْ ايلينور قليلاً و هي تحتضن كتفي.

"اذاً لا تذهبي الى العمل فـزين نوعا ما شغول بالتنظيف الآن لهذا اتيت بداله حتى اخبرك بان تبقي و ترتاحي هنا و اتصلي علينا فور ما تشعرين بان الصداع قد زاد".اخبرتني و هي تضغط على كتفي و تحتضنني لوقت اطول.

وضعتُ يدي فوق يدها و انا اغلق عيني.

جزء مني يريد رؤيه زين كثيراً.

"ابقي".همستُ لها و انا افتح عيناي لأنظر الى صديقتي العزيزه.

"اللعنه كلاي لا تضعي الوجه اللطيف هذا ستجعليني انطرد من العمل تعلمين بان زين لم يدعني ارهقك لكنني سأتي لزيارتك مع البقيه ان استطعنا في وقت الاستراحه".اخبرتني ايلينور.

عبستُ و انا انظر الى الارض.

"اراك لاحقاً".قالت ايلينور و هي تقبل وجنتي و تجعلني امسح حمره الشفاه الباقي على وجنتي.

راقبتها تسير و هي تضحك لتملئ سكون الشقه بـصوت ضحكاتها.

"انتبهي لنفسك".صحتُ و انا اسمع اليها تردد شيئاً.

لكنه لم يكن واضح, طريقه حديث ايلينور المعتاده.

تنهدتُ و انا لا اعلم ماذا افعل الآن, النوم يبدو شيئاً علي ان افعله.

استلقيتُ على الاريكه في غرفه الجلوس المفتوحه, لا اعتقد بانني استخدمت التلفاز حتى, اعني زين اصر علي ان اشتريه فقط ان اطريت البقاء هنا لوقت طويل.

سحبتُ هاتفي من المنضده القريبه من الاريكه و انا اتفقد الرسائل.

رسالتان من ليام.

اربعه عشر رساله من جيمي.

ثلاثه و سبعون رساله من ايلينور.

سبعه و تسعون رساله من زين.

حسناً انني اشعر بانني اريد رؤيه زين بشده.

"نايل ايها الاحمق".

تأففت و انا انهض من الاريكه و اسير الى المطبخ حيث كان لوي و نايل, و بالطبع لوي فوق الطاوله اما نايل على الارض.

"كيف دخلتما؟".سألتهما و انا ارى لوي يقفز من الطاوله و يقع فوق نايل.

"لوي ايها الاحمق!".صاح نايل و هو يدفع لوي.

"لدينا مفتاح احطياطي".قال لوي و هو ينهض و ينظر الي.

"ماذا تفعلان؟".سألتهما.

نظروا الى بعضهما البعض قبل ان يتحدث نايل.

"حسناً اليوم يكون ميلاد هاري لهذا نحن نحاول ان نرمي له حفله لانه اعتقل بسن صغير و لا يتذكر حتى كيف يكون الاحتفال حتى".قال نايل.

سن صغير؟ اوه.

"سن صغير؟".تمتمتُ و انا ارى لوي يومأ.

"لقد اعتقل بالحاديه عشر و خرج من السجن و عمره اثنان و عشرون لهذا نعم".قال لوي و انتهى و هو يحك رقبته.

"لنفعلها".تكلمتُ قبل ان اعي ماذا قلتُ للتو.

قفز لوي بالهواء و صعد فوق الطاوله مره الاخرى و هو يخبر نايل بان هذا رائع اخيرا سيكون هناك حفلا لهاري.

"اوه حسناً لوي اخفض صوتك حتى لا توقظ هاري فقد كان يبكي بشده".قال نايل.

اختفت الابتسامه من وجهي و حل مكانها شعوري بالذنب, لم اكن اعلم بأن هاري حساس.

نظرتُ الى الارض قبل ان لا اعود الى غرفه الجلوس, تنهدتُ و انا احمل هاتفي لأرى رساله من زين, و هذا كان كافي لجعلني ابتسم مره اخرى و اشعر بالفراشات تحاول الخروج من معدتي.

زين مغازل مالك:"هل انتي بخير حبيبتي؟ اتصلي بي فور ما ترين الرساله احبك".

تنهدتُ و انا انظر الى اسم زين المسجل, يبدوا بأن ايلينور تستمتع بتغير اسماء جهات الاتصال لدي.

"انني بخير افتقدك اتمنى ان اراك قريباً".

ارسلتُ له و انا ارفع رأسي على صوت خطوات اقدام.

رأيتُ لوي يسير خلف نايل و كانا يتهامسان, لكنهم نظروا الي و تنهدوا في وقت واحد, و ذلك لا يبشر بالخير.

"كلاي نحن سنخرج الآن حتى نجهز الحفله في شقتي التي تقع في نهايه الشارع لهذا هل يمكنني ان اطلبك منك ايقاظ هاري و ابقائه مستيقظ الى ان اتصل بك؟".سألني نايل و هو يسير الي.

انني حقاً بدأت اعجب بـنايل فهو طيب القلب و محترم.

"لا باس".قلتُ.

"ان لم تمانعي اريد رقمك حتى يمكنني الاتصال بك حتى تأتي مع هاري".قال نايل و جعلني ارفع حاجبي.

"آتي؟ مع هاري؟".سألته و انا اراه يقهقه.

"بالتأكيد انتي مدعوه و يمكنك احضار اصدقائك فـأنه ميلاد هاري و هو لم يحتفل به منذ سنين لهذا اريده ان يكون مثالي من اجله".اخبرني و انا اراه يسجل رقمي في هاتفه و ايضاً يسجل رقمه في هاتفي.

اكتفيتُ بان اومأ و انا اخذ هاتفي منه و ارى لوي يلوح الي و يتبع نايل الى الخارج.

سرتُ الى المطبخ اولاً لأحضر كوب من الشاي له, اخذتُ نفس عميق و انا انهض ولا اعلم لماذا نظرتُ الى المرآه و رتبت شعري قليلاً قبل ان لا اسير حيث غرفه هاري.

يا الهي انني اجهل تأثيره علي.

طرقتُ الباب و انتظر قليلاً الى ان سمعتُ صوت تمتمه متبوعه بصوت هاري.

"دعني و شأني نايل".قال هاري.

حركتُ رأسي و انا اقهقه قبل ان لا افتح الباب.

لقد كان لطيف حقاً مظهره, شعره مبعثر على تلك الوساده البيضاء, احدى قدماه كانت خارج حدود السرير, احدى يداه كانت تغطي عينه, ظهره العاري الذي كان يحمل انعكاس اشعه الشمس.

لا اعتقد بأنني سأظن يوماً بانه مثير قط!, لكنني غيرتُ رأيي الآن انه مثير جداً.

يا الهي ماذا افكر به؟, فـأنا مخطوبه الى حب حياتي زين علي التوقف عن التفكير بـهاري بهذي الطريقه.

"انه الصباح".قلتُ كالغبيه و جعلتُ هاري يرفع نفسه قليلاً لينظر الي.

عيناه كانت حمراء بسبب البكاء, و ايضاً كان النعاس منعكس على وجهه الصافي.

"صباح الخير".قال.

سرتُ اليه و رأيته يتأكد بأن يغطي جسمه قبل ان لا ياخذ الكوب من يدي.

"هل انت مريض او ما شابه؟".سألته.

القلق كان يملئ صوتي انني فقط اتمنى بأنه لاحظ ذلك.

"متعب فقط".اخبرني.

لا اعلم لما لمستُ جبينه فقط لأتاكد بانه لم يمرض بسبب خروج في البرد, مثلما ظننت لقد اصيب بالبرد.

ابعدتُ يدي عن جبينه و رأيته يعبس, لكنني لاحظت اثر جرح على كتفه.

"ماذا حدث؟".سألته و انا المس مكان الجرح.

نظر هاري الى حيث كانت يدي التي كانت تلمس بشرته.

"انه ما تبقى من حياتي في السجن".اخبرني.

اصابعي اتجهت الى عده اوشم على صدره و كتفه و ذراعه.

"من السجن ايضاً؟".سألته.

"كلاي ذهبت هناك بـسن صغير جداً و قد كبرتُ ايضاً هناك و عشتُ مراهقتي هناك".قال.

"هل كانت سيئه؟".سألته.

لا اعلم لماذا ابتسم هاري و نظر الى مكتبته.

"انني لا ارتدي شيئاً هل يمكنك اغلاق عينك لدقيقه؟".سأل هاري.

لا اعلم لماذا شعرت بحراره وجهي و انا ابعد يدي عن صدره و استدير, سمعتُ صوت نهوضه من السرير و سيره الى خزانه الملابس.

"ربما ستقولين بانني غبي لكنني احببت حياتي هناك تعلمين الجميع اقترف ذنب لكن لا احد يهتم ان كنتِ قاتله او سارقه او حتى تاجره مخدرات ربما تأذيت هناك كثيراً لكنني اتمنى العوده لأراهم".اخبرني.

شعرتُ بيده على كتفي و هو يجعلني استدير لارى بانه يرتدي سروال داخلي لا غير.

كانت هناك صور بيده.

"هذا بيري انه كـوالدي".قال.

اراني هاري صوره لرجل شعره اشقر و لديه لحيه خفيفه, الغريب بان عيناه خضراء كـعين هاري و لقد كان يحمل هاري على كتفه و استطيع رؤيه السعاده في عيناهما.

"هذا لينكث".قال هاري بـأبتسامه.

كان الشخص اسمر البشره بشعر اسود كثيف و طويل و لقد كان يحتضن هاري بقوه و هذا كان يجعل هاري يضحك لان غمازاته ظاهرتان و عيناه كانت مغلقه و التجاعيد من حولها.

"أليس الكاميرات ممنوعه؟".سألته.

"لقد التقطتُ الصور هذي قبل خروجي".اخبرني.

الصوره اخرى كانت لـفتاه و فتى, الفتاه كانت ملتصقه بـصدر هاري اما الفتى فكان خلف هاري و يده كانت على عين هاري.

"انهما بروس و برونتس لقد كانا كـاخوان لي".اخبرني هاري.

الصوره الاخيره كان لشرطي يحتضن هاري بقوه.

"هذا كان اول صديق لي ميلكن".قال بابتسامه.

"لماذا لا تعلقها؟".سألته.

رفع كتفه و قال "لا اعرف كيف".

اخذتُ الصور من يد هاري و سرتُ الى اللوحه الخشبي الذي كان فوق المكتبه.

"لوي من اشترى الاثاث ارى".قلتُ.

"لوي من يشتري كل شيء ان ظهرت فـسيغلقون المحل".قال هاري من خلفي.

"هل حاولت؟".قلتُ.

"يكفي بأن لا تاكسي اراد التوقف لي عندما تعرفوا علي".قال.

"هاري".قلت.

نظر الي بـعيناه المليئه بالدموع.

"لا بأس".همستُ و انا اسير نحوه.

اومأ و هو يقول "لا بأس".

اومأت اليه مره اخرى و همست "لا بأس".

امسكتُ بيده و سحبته معي الى اللوحه الخشبي و انا افتح علبه الدبابيس.

"حسناً بهذي الدبابيس تثبت اي صوره تريدها".اخبرته و انا ارفع الدبوس الازرق الصغير.

وضعتُ صورته هو و بيري الذي كان بـمثابته والده و علقتها بالدبوس الازرق و انا اراه يراقب كل حركه.

ابتسم هاري و هو ياخذ الصوره مع بروس و برونتس.

"كانت ا-امي تفعل هذا".همس و الابتسامه لا تزال بوجهه و هو يعلق صوره تلوى الاخرى.

رأيتُ صوره له و لـصديقاه لوي و نايل, راقبت هاري و هو يعلق باقي الصوره و يخبرني بانه اشتاق الى فعل هذا.

رايت ظهر هاري مليء بالخدوش و اثار جروح ايضاً.

لمستُ ظهره و انا اشعر به يتجمد بسبب يدي البارده على بشرته الدافئه.

"هل تألمت؟".همستُ و انا لا اعلم لماذا اشعر بالألم.

نظر لي هاري من كتفه.

"انني فقط كنت فتى هادئ يقرا تلك الكتب ذاتها عده مرات و لم اكن كثير التحدث".اخبرني.

كيف احد يستطيع ان يأذي شخص مثله؟, هاري لا يكره احد انه طيب القلب حقاً, استطيع رؤيه الخير في عيناه, ربما ماضيه قد يكون مليء بالشر لكنني استطيع ان اقول بانه تغير نوعاً ما.

لكنني نسيتُ تماماً بانني لا عرفه حقاً.

"لا بأس كلاي".همس هاري و هذا جعلني اوما اليه و اكررها "لا بأس هاري".

ابتسم هاري لي و هو يستدير و يجعلني ابعد يدي عنه.

"شكراً".همس هاري.

ابتسامته كانت تلهيني حقاً, فقد كان ينظر الى اللوح المليئ بالصور و تلك الابتسامه العريضه التي تجعل غمازاته في كلتا وجنتاه تظهر و هذا كان كل ما اريد ان اراه, فـانا اجهل لماذا الجميع حقاً يظن بأنه مجرم, ربما قد يكون ارتكب اخطاءً لكنني نوعاً ما اظن بانه لم يكن بيده.

"ربما سأريك اشياء اخرى يمكنك فعلها لاحقاً".اخبرته.

"تبدين كثيراً مثل لوي فقد كان يحاول ان يجعلني ارى ما فاتني في الاثنى عشر سنه التي كنت محتجز فيها".اخبرني و هو يعلق اخر صوره.

لقد كانت لشخصاً كبير في السن و هو عندما كان صغيراً.

"من يكون؟".سألته بـدافع الفضول.

"كان شخصاً ما".همس هاري و علمتُ من تغير ابتسامته بأنه لا يريد ان يتحدث بالأمر.

ما امامي الا خيار واحد فـأنا اظن بان هاري لا يتسحق ان يصبح حزيناً مهما حدث.

"هل تود الخروج هاري؟ فـطعام المقهى سيكون رائعاً".قلتُ و انا ارى عيناه تنظر الي.

لقد كان هناك في عيناه, اندهاش, تفائل, سعاده.

و هذا كان كافياً ليجعلني ابتسمت بتوسع و انا اراه يومأ الي.

-


Little Talks - الاحاديث القصيرةWhere stories live. Discover now