الشوقُ وسكينة الفجرْ

8.7K 659 782
                                    

.

- قليلاً عمِتي وسنأتِ .
إلتفقَ تايهيونق بحديثهِ ، يمنع إصرار العمة فِي الحديثِ ويقتطعه ليسحب جونقكوك مِن كفتهِ بدون إنذار .

الرَجل يخضع مليًا لما يريد الفَتى الصَغير مِنه ( يبتسم ملئ عينيهِ المشعتينِ بالظُلمة لمحاولات الفَتى الصَغير بالهِروب مِن توترِ الجمعِ الذِي فيه ).

ملاعبًا لإصابعهِ -يغادر الى رواقٍ صغير محاطٍ بجدرانٍ ضَخمه يقبع خلف المَنزل . يبتعد شيئًا فشيئًا عَن مجلسِهم وتحت إطلالة الأشعِة يهُرب .

- نجمتيّ الغاليـة ، ما بِك ؟
أَّصر جونقكوك على إمساكهِ ليدفعهُ بِخفه ناحِية إحدى الحوائِط التِي يتواجدون بينها .

- حبيبيّ الضَخم ، أنتَ ما بِك !!
أبصر بمقلتيهِ عينا الأدعجّ السَوية ، إختلطَت روح الرَجل بالراحّه ، وإنفتقَ فمه ببسمةٍ طاهِرة ،
- حبيبُكَ يَخشى على قلبهِ مِن الهلاكِ حُباً بِك .

إستنجدَ حينئِذ بغزلٍ ناعِم ليُعجلَ مجيئَ بُستان زهورهِ الذِي تاقَ إليهِ - وجنتيّ الفَتى العـذِّبه -

كانَ الغيم فوقَهم واضِح ، وكأنه يتناقَش عَلى موعِد هِطول الحُب كقطراتٍ المَطر ، هابَّ الرَجل للفَتى خجلًا ، يجعله يبتعد بنظرهِ الى الأرضِ مجددًا ، على ما يبدوا بإن زَهرتِي لا تستمع إلى حَديثي ، إرفَع نَظرك يا طُمأنينَتِي ، هيّا . يسدل أطراف أصابعهِ الناعمه أسفل فكِ الصَغير ليرفع له رأسه .

- أرجوك كُف عنما تقُول ، أنتَ تجلبُ المَوت لقلبِي !
كاد أن ينتقصَ مِن كلامهِ أكثر إلا إن الرَجل أوقفه واضِعًا أصابعه على فمهِ الصَغير والناعِم ،

- إياكَ يا سالبًا فؤادِيَ مِني أن تَذكر الموتَ على لسانِك ، خفقَ قلبّي ورَقت جوانِحي خوفًا ورُعبًا مِن كلمةٍ لآذِعه ، إياكَ أن تَفعل ولو بموجزهِ سيرة الوصفِ ، مالكِ قلبي .

اخاف عليكَ مِن هواءٍ هابٍ يلمسُ وجنتيك .

فِي مُقدمةِ كلامه أشار الى نداءٍ عَّذب - الريبـة والحقيقة فِي كلامهِ تجعل الفَتى يتنفس بثقِل ، موجّة مشاعِريه تضرب ساحِل صدرهِ أثرُ كلام الرَجل الناعِم .

- كالنُورِ على قلبيّ أنت ، وطفلٌ أخاف الظُلمة أنا ! تقرب تايهيونق إليهِ بحركةٍ ناعِمة ،

- آهٍ عليك ، ما رأيُكَ أسقَري أن أدعيكَ لقُبله؟ .
توقفَ على أطرافِ أصابعهِ كيّ يصلَ الى فمِّ الرَجل ، لكنها محاوله غيرُ مُجابه .

الرَجل لا يزال يقف بإعتدال ، يأبى أن ينحني - يجد إن النَظر لمحاولات الفَتى بالوصولِ إليه منظرٌ جميّلٌ وجَذاب . آه ، رجُلي قليلاً !

توليّـب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن