خجلٌ جدًا من الزهرةِ التي في داخِله!

5K 430 344
                                    

-نوعًا ما يا فتاي الصغير.. أجل!
قالها الرجُل عقب إحتضانهِ للصبي . ولم يلبث تايهيونق إلا ثوانٍ حتى إرتعش بخفه. بدايات الصدّمة كانت قد ظهرت عليهِ بشكلٍ خفيف. "-لحظة.. أسقري توًا فهمت، هذا مُخجل !" إبتعد عنه قليلًا الى الوراء ثم بدأ يناظر الأرض .

"-لما هو "مُخجل؟" أنا بأتمِ سعادتي يا سعادتي ! أود أن أصرخ وأن أهرول وأركض من هُنا الى منزِلك هُناك ! ثم أعود ركضًا بدون تعب . على شرطِ أن أُقبل سريرك الذي نُمت عليه ، وأرضك التي سريت عليها ، حتى جُدران منزِلك سأقبلها بلا كللٍ ولا ملل ! سأصرخُ بالحي كاملًا "فتاي جلبَ أكبر أحلامي لي" . وتراهُ مخجل ؟ تعال هُنا عزيز القلب."

إستقام كوك، يقفُ قرابةً مِنه، يطبطب على رأسِه، يقبلُ جبينه ، ثم يعاود الإنحناء ليرى الصغير وهو يقفُ بكل نهجْ . فيقول ؛
-زرعتُ بُستانًا من الزهور وأسميتهُ بإسمِك
"قلبُ الزهور توليتاي".

وضعتُ فيهِ زوجٌ من كل زهرةٍ على هذهِ الأرض .
وأصريتُ على أن تكون بشكل أزواجٍ لتعبرَ عنك .

فلزوجِ عينيكَ زوجٌ من اللآفِندر.
ولزوجِ مُقلتيكَ زوجٌ من التوليّـب.
ولزوجِ يديكَ زوجٌ من النرجْس.
ولزوجِ أذنيّكَ زوجٌ من السوسنْ.
ولزوجِ قدميكَ زوجٌ من العنبر.

وأتعلم؟ قسمتُ روحي لزوجيّن من أجل شفتيك.
هذهِ العظيمة، الفاتِنة، الطاهره، وضعت مني أثنين لأجلها.

أحبُك مثلما أنت يا ولهي ، يا أنيسي وروحي وكياني ، وحتى وجودي في هذهِ الدُنيا . وأيضًا لا تخف ! فما زادني هذا الموقِف إلا حبا بك ، وإشتياقا إليك أكثر ، أشتقتُ لك وأنت تقف قُبالتي ! وللمسةِ يديك ، متى ستصدقُ هذا الشعورُ يا بهي ؟.

يحتاج المرء سنتين لتعلم الكلام منذ الولاده، أتعلم كم أحتجتُ للحديثِ عنك ؟ سبعًا وثلاثين سنةً وستُ شهور . حتى تكونت حروفي ، حتى هدأ بحري ، حتى أصبحتُ اصِلُ رونقك ، وجمال وجودك . حتى أرى عيناك وأتكلم عنها ، وعن عُمقها ، وعن أجلالتِها لدي ، عيناك.. ياقُوتتا ظلامي . بريقُ عتمتي ، شمسُ نهاري . لذا رجوتك أن لا تحزن ! ولا تخفْ ، أنا هُنا ، أنا هُنا يا تايهيونق وسأبقى هُنا لأجلك ، ولأجل وليدنا القادم !

كل شيء كان غريبًا كالحُلم على الرجل . يقفُ على عتبة الأمل يحرس صغار أحلامهِ التي تتحق ! يجعلُ خياله يحتضنه ويسكنه ويقبّله ويدللّـهُ ويطويه ويرخيه ويدنيه ويُقْصيه ويرفعه وينزله ، ويخضعه ويخضع لك، ويفعل ما لا يفعل !

 يقفُ على عتبة الأمل يحرس صغار أحلامهِ التي تتحق ! يجعلُ خياله يحتضنه ويسكنه ويقبّله ويدللّـهُ ويطويه ويرخيه ويدنيه ويُقْصيه ويرفعه وينزله ، ويخضعه ويخضع لك، ويفعل ما لا يفعل !

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
توليّـب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن