روبنسن العجُوز

3.9K 389 340
                                    

لا تقلق جلالتك إنه مجرّد ألمٌ في المَعدة .
قالها الطبيب فورَ أن إبتعد عن الصبي ، لاحظ الرجل شدّة إرتباكهِ ، وملامحه التي يُبان عليها القلق ، إستقام فورًا سائلًا إياه؛ -مابهِ روبنسن ؟ شدّ على حروفه ، يجعل من الطبيب يحكُ رأسه بقلّة حِيله .

-لا- لاشيء سموك ! سأجلبُ له بعض الأعشاب ويتحسن . لا تـ- تقلق لا تفعل ذلك أبدًا .
إنحنى من أمامه سريعًا مهرولًا الى أقصى الباب ، تصرفاته تجعل من ريّبة الرجل تزداد !

-إنه ليسَ ألمًا في المعده ، أنا أخبرتك أيها الطبيب.. مم لا أعلم ماذا يحصُل لكنه مؤلم . وأظن كذلك إنها ليست معدتي أساسًا بلْ ما أسفل بطني .

تحدث الفتى الصغير فور إن أخفض قميصه ، يعول بحديثهِ للطبيب قُبيل مغادرتهِ للحجره .

-لا تقلق ، لا تفعل . أنت بخير !
صرخ بها الطبيبُ بخفّة وتوتر ، ثم فتح باب الحجرة مسرعًا بالخروج . -ماذا به ؟" سأل تايهيونق الملك الذي كان يقف بصمْت ، يتابع حركات الطبيب حتى خروجه . لم يكن متأكدًا من السبب ، لكنه كان متأكدًا بأن مكروهًا حلّ بالصبي ! وإزاء هذا المكروه أعطى الطبيبُ ردةَ الفعلِ المتوترة هذِه .

-لا تقلق زهرتي من أفعاله ، أحبُك لا تخف أبدًا .

-

-أنا بالطبعْ مخطأ ! مستحيل !! مستحيل أن يُصبح هذا الأمر حقيقة . لابُد من وجودِ خطأٌ ما في فحصي .

روبنسن كان يرتجف بينما يسري في داخلِ الأروقة ، يحادث نفسّه بطريقةٍ مُخيفه . يسحب الحقيبة معه ويتوجه الى كوخهِ في المدينة .

-لن أفكر بها حتى ، يُستحال أن أفعل .
ينظر الى الأرض ، فيفُكر عن مقدار الخطأ الذي حصلَ في فحصِه ! -أوه أيها الطبيب روبنسن ! مالذي تفعله هنا ؟

كان صوت ويليام الذي دخل قرابة الطبيب يرُن في الرواق ، لكِن لشدةِ قلق الطبيب لم يلاحِظ حديث الأمير . بلْ أكمل سيره الى الأمام ناظرًا الى خطواته ، متحدثًا الى نفسهِ بطريقةٍ غريبة .

-أيها الطبيب ؟
أعاد عليهِ الأمير حديثه ، ولم يلحظهُ الطبيب مجددًا . شعر ويليام بأن قلقًا إكتساه لهيئة الطبيب المتوتِرة ، لذا تحرك صوبه ، يمسُك كتِفه بخفه ، يُفزعه ثم يقول؛

-آه مولاي الأمير ! أعتذر عن عدمِ ردي كنتُ شاردًا في شيءٍ ما ‏.
تولّ الطبيب الحديث أولًا بعد إن شعرَ بأنه قد غاب عقله وتمنّعت خطواته أمام الأمير ويليام .

-لا تعتذر ، مالذي يفعله طبيب العائلة الملكية هُنا ؟ هل جئت لأجلِ أبي ؟
هذهِ الأرضُ تضيق على الطبيبِ بشدة ، يحاول جاهدًا أن يتمالك نفسه ! ويقطع المسافة بسلام الى كوخهِ البعيد ليتأكد مجددًا من كافةِ تقاريره .

توليّـب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن