أريدُ عُصفُورًا زهريًا!

4.5K 422 455
                                    

-مساء الخير . لي عندك شوقٌ وحنانٌ ودفئ كدين ، ألن تردهُ لي فتاي الصغير ؟ ألن تضع يدك الحُلوتين على وجنتي لأحس بأن العالم يتدفق ؟ لتنقِذ العالم  ، لأحقق أُمنياتك جميعها ! . أربت على رأسِك ، ويربت حنانك على كتِفي .

هذا المساء كان إستثنائيًا للرجل ، أخذ الصبي معه الى قاعةِ صُنع السيوف ، صمّد أمام الفُرن اللذي يذيب فيه الفولاذ أربع ساعاتٍ مدهشه ، أربع ساعاتٍ نبيلة قضاها مع الصبي . كان يبايعه شمسًا ، وسماءً ، ونجومًا ، وبحرٌ من السكون .

-أتعلم.. أسعر بأنني بحلمٍ رائع . هذهِ ليست حياتي ، وأسعر بأنها لن تكون أبدًا . فكرة أن أتحول من مزارعٍ كانت أهم أهتماماتهِ أن يجعل زهرة اللآفندر تنمو بغير فصلها المعتاد - الى فتىً ، أو لربما أمير ؟ مرةً واحِده ؟ هذا مخيف . واللذي يُخيفني أكثر ، حتى الأمور التي لم أستطِع أن أحلم بها لصعوبتها تحققت . كانت أصعب الأمور التي تقع في عقبتي - هي كيف أصنع خبزًا بالحلوى يسبه ذاك الذي يوزعونه في فناء القصر ؟ كيف تحول الأمر .. بأنني أملك خبزًا بالحلوى الى درجةِ أن أتوقف عن أكله لأنني سبعت منه؟ ياللخسارة!

كان الرجل يصلّ السيف بالمعدن ، يضع على طارف الهيكل الخارجي ، ويستبد بالإنفعال المباغت لحديث الفتى الصغير . دوّت في إذنه قرع الكلمات كإنها صهلُ خيولٍ كثيرة !

-لا تُفكر ، أبدًا بأننا نعيش في حلمٍ يا إبتسامتي . هذهِ هي حياتنا ، بهذا الشكل الخيالي . لذا علينا أن نعيشها بكامل سعادة يا كل حُمم قلبي ، وشغفي ، ونسياني . 

كان الرجل يقف على عتبةِ الهيكل ، يرتدي المأزر وينظر نحو الصبي المفتون . تحرك تايهيونق من مكانه ، يزرع قدميه على شاكلية الأرض ، كعادتهِ ! زهرةٌ متمايلة . يتجه نحو الرجل ، يمسُك خصره بخفه ، يتحسس باطن العضلات من فوق ملابسِه . يرى كمية العرق المُتناثرة على عُنقه ويهمس بخفّة ؛ "-كم ويلٌ أحتاج لأُعبر عن هيئتك الرجولية أسقر ؟"

سيطر على وجه الرجل شعور الطمأنينة بوجود الصغير . ما إن أتم عمله نهج يلتفت الى الصبي الذي يستر نفسه بوقفته . ويتكتف باحثًا عن وجهٍ وتقاسيمٍ حُلوة ليظهرها ناحية الأخر .

-حرفٌ واحدٌ منك ، سيكفيني لأعيش دهرًا سالمًا من الراحة والإقتناع يا فتى !
همسَ بها وحمل الدلو الحاوي على الفولاذ وتحرك .

-
-جونقكوك

عدتُ الى عرشي سريعًا ، في عقلي تبحرُ عيناه ، وحديثه . أكتشفت ان الحب يجعلنا نحلق ، ونتعمق بسعادتنا كل لحظّة . ننميّ على أفواهنا بهجةٌ لذيذة ، لذيذةٌ كالسُكر . دائمًا ما أتحرك وانا في عقلي هذيانٌ من السعادة . لا أشعر بيدي ، ولا كتِفي ، ولا حتى أشعر بعيناي ، جميعها تنمو فيه . تتعلق على مِتنه ، تفرح لفرحهِ وتحزنُ لحزنِه .

توليّـب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن