شاطئٌ تحت سماء

4.5K 413 347
                                    

إحتضنه الرجل ، يقرُّب جسده الهشّ الى صدره . كان نوعًا جديدًا من الدفئ يتولد بينهما . بين قلب الرَّجُل والفتى بأكمله . تحمحمَ الصبيُ في موقفه ثم هدأ . في البداية تبادلا الرسائل وحسِب؛ ليتطور الأمر ويصبح شيءً ونوعًا لذيذًا وجديدًا من الحُب .

"-لأُخبركَ بمعلومةٍ أسقري ، أتعلمُ بأن الحيونات تعيسُ حياةً واحِدة فحسب ؟ حين تموت ، لن تعيسَ حياة ثانية كما نفعلُ نحن . بلْ تتحول الى تُرابٍ لا غير ." قال يحاول أن يأُخذَ مدحًا من الرجل ، وفعل! أخذ يمسُك وجنتيه ويقبلُّ له جبينه ويسعدُ بكامل المعلومات التي يهُديها الصبي له .

"-لأخبركَ بمعلومةٍ أيها الفتى الذائب في مشاعري ، أنت ألطف مخلوقاتِ هذهِ الدُنيا وأكثرها وداعةْ ." قبله من جبينه ، أمسك كتفيه وقربه الى صدرهِ حتى أحس الصغير بالضياع . كان يشعرُ بشعور الحياة ، الطوفان ، العْوّم ، شيءٌ من وحي الخيال الذي خلقه الرجلُ فيه .

"-أستهي سيءً ، لكن لا أعلمُ ماهوَ ." قالها تايهيونق لينظر نحوه الرجلُ بتسائل ، "-ماهو الشيء الذي تشتهيهِ بالضبط ؟ أيُ نوعٍ من الفاكهه هذهِ المرة ، أو حتى أيُ نوعٍ من الحلوى يكون ؟."

"-ليس طعامًا ، أودُ أن أركض داخل الحقول ، لكن أخاف على فراستي من الوقوع أسقري ." كان قلبهُ يتشبع بحبِ الصبي ، يومًا يزيدُ وآخر يتكاثر ، إنه لَيَّشكُ في مقدرته على إعطاء المزيد . جميع أنواع الحب ، جميع القواميِّس والحُروف قد أهداها للصبي . ورغمًا عن نهاية المعاني والأوصاف؛ مصممٌ على أن يخلقَ لغةً خاصه به .

لتكفيه ، لتُعبر عنه ، لتشرح مافي صدره تجاه الصغير .

"-ماهوَ سعورك بالضبط أسقري ؟ تجاه أن تكون أبًا يعني ؟ أخبرني كيف تُفكر تجاه هذا الأمر ؟." كان يتكلم دون أن يلفِت إنتباههُ للرجل ، يحاول أن يُبعدَ نظره حتى لا يضيع في حقول مقلتيه . يبدأ الحُب من كلماتهِ وينتهي بقلب الرجل الذي يرتجف ، وأوصاله التي تتقطع .

"-لم أُجرب هذا الشعور في حياتي يا ضياء الدرِّب وسِعْة السبيل . لا أعلم كيف يكون مذاقه ، لكُنّت شرحتهُ لك . لكن ما أعرفهُ بأن الخيال يتحول الى حقيقةٍ معك يا فتى الأحلام ." همسَ له ، أخذ يشد يداه كالوثاقِ حول الفتى الصغير .

إلتفت إليهِ الصبي ، حرَّك جسده حتى أصبح مقابلًا للرجل وأهداه الدفئ على شكلٍ قُبلةٍ خفيفةٍ على الفمْ ، ثم أبتعد ليعززَّ الرجل رغبته؛ "-لا أُريدُ قبلةً واحدة ، قبلنِي حتى أرتخي ، أو أنتهي يا صاحب الجمالْ الأوحد ."

كان فريدًا بالجَمالْ حين لبى ما طلبه الرجلُ به. أخذ يقبلهُ بشكلٍ هادئ ، يمسكُ وجنتيه ، يفرج فخذيه حول خصرِه ، ويجلس هكذا بالحديقة . كان لإختلافِ أحجامهم لذَّةً بدَت شهية ، حيثُ إن الصبي يظهرُ بشكلٍ صغير بين يدي الرجُل .

توليّـب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن