قوس القزح.

2.8K 191 156
                                    

إذهب اذا شئت، فالحياة ليست بمشيئة أحد. وإن أردت أن تعود، فتعال إلي. قبل أن تتحرك اللجلام، وقبل أن تهرع الأحصنة. قبل أن يأتي المساء وأتحول أنا الى عنقودٍ يائس، أبحث فيه عن ظل شجرة، وليس كأي شجرة الى الدُراق، لتراني.

ولتشاهد حزني، ولتقطف مشاعري من جذعي إلى أطرافي. حتى تكاد ترى إختفائي وتلاشي إسمي مع تدلي شبكة العنكبوت. ولكي أكون أنا كافيا، ولئلا أموت بعينان مقيدتان ..عاجزتان. فها أنا افتح لك نافذتني وأبوابي والآلاف من الأضلاع في صدري وأراك أو انتظرك، كحقيقةٍ لا ترى ولا تلمس.

وكشمهد لا يتبدل وكالفضاء، اللذي أسند إليه أقدام قلبي، ونجوم افکاري وسراب الأيام التي لا تكون فيها أنت هنا . ولئلا أضرب المسامير في الأحداث وانسى من أنا، ولما هنا، ومن أي شيء أكون. ولئلا أكون عائقا خلف حائط الحديقة، ولئلا تشرب الأيام حقيقتي معك، ولئلا اتوقف عن قول أحبُكَ مراتٍ ومرات الى أن تنتهى الحرب وتغلق النافذة، إلى أن تنصت الى عاطفتي وتتحسس تعبي وترى كلماتي كمعطفٍ شتوي. واليك، إلى رجائى ونافذة حريتي، وقوس قزحي الأخير.

أنا وأنت في نهاية المطاف، حقیقتان مختلفتان إلا إنني وحدي من أغير حقيقتي، لتلائمك . لتحدثني عن كيف أحببتك بأعلمتي السوداء، وبذروتي لأحصل على عناق، وبالمسافة اللتي صنعها حاجز الحياة الصغير. وبالطريقة الوحيدة اللتي أحببتك فيها.

أريد أن تألفني مجدداً، حتى لو لمساءٍ واحد ثم غادرني، وتعال إلي في فجري أو أضحيتي، حتى يتخللنا النور مرة ، ويأكلنا الظلام مرة، ولتجمعني من حالتي السائلة، إليك، لأن أكون أنت لأن أصبح شيء لا يوصف ولأن نذهب في نزهة، تقطفني فيها أكثر وتأخذني، وتسألني، وتقول لي؛

أنا حبةُ عنبٍ حلوة؟

ولأن أذوب في الأرض وأصبح ذو فائدة ولئلا تدوسني أقدام السابلة. ولكي يبقى ذكراي هنا، بين الحديقة، وجذوعي في أسفل الأرض موضوعا لا ينتهي او لأسبابٍ لا أعلمها، وبقصدٍ غير مقصود اتحول الى فراشة. تدور في بستانك، تأكل حصادك، وتعطيك أثرا لا يمحيهِ عليل هواء.

ولأقف هناك ولتشرق الشمس مني، ولتراني كنورٍ لا يختفي لئلا تضيع الدرب ولأن تأخذني بيديك الى شراشف الحرية، ولأن تختفي مسارات الحياة الصعبة منك، ولأن تصبح وتبحث عن حقيقتي بين يديك. ولان أكون السرور اللذي يرافقك، والبهجة اللتي تأتي إليك لمرة وإلى الأبد. ولأن تسمع صوتي وصوت عزلتي للمرة الأخيره فى البستان، خلف حائط الحديقة، داخل الحقيقة قرب نافذة الحرية.

أنا حبَّةُ عنبٍ حلوة.
تعال وأمضَغني بأسنانك الرقيقة.
أنا شجرةُ حبٍ رقيقة.
أهربُ الى ظلّي من شمسِ أيلول
أنا زهرةٌ برية
تحت جنزير دبّابة،
ألا تريد أن تقطفني قبل أن أموت؟
أنا حبَّةُ عنبٍ حُلوة
تعال وأمضَغني بأسنانك الخشنة،
أنا الزهرة،
زهرةُ التُوليب البرية.


توليّـب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن