إما هذه المرة، أو أبدًا.

2.7K 213 133
                                    

وحين كنّا نتحدث، قاطعنا خروج تيهيونق من الحجرة مع الطبيب، يودّان تغيير الحجرة. قطب حاجبيه، ينتظر ان أتسلل من بينهم ناحيته، لكنني ارتعبت اقف مكاني أفكر بكيف يجب عليَّ أن أستلَ قدماي لأتحرك.

-هل ستتوقف هناك ؟
سألني ليبتعد ويليام من أمامي ولأُقابله مباشرةً دون قيود.

-كلا
أخبرته الفّ جسدي الى الخلف، أحاول استجماع ما هدمه الخوف مسبقا. بصر ويليام الى حالتي، وابتسم. لربما كنت سخيفا، أو غبيا حتى في تلك اللحظة لأشعر بالخوف اكثر من تايهيونق نفسه.. لكنه حقًا يرعبني. يرعبني أن أرى بقائي في هذه الدنيا يتألم لأي سبب.

رجت عيناه قلبي لأتحرك "-هل يجب أن أعدكَ بأنني سأكون هنا حين تستيقظ؟ أم إنك تعلم دون وعود؟" أذوب في حميمية افعاله. فقد قبلني، وأستوقفني، وسحب مني خوفي ليهمس بينما يشدّ بأصابعه الحنينة معطفي.

-أحتارُ فيك، لم يكن ظاهرًا لي بأنك رجلٌ يخاف الى هذا الحد جونقكوك. سأكون بخير، أنا من سأعدُكَ هذه المرة. أريد أن نلتقي مجددًا، لن تكون هذه النقطة نهاية المطاف لأي سيء. لذا لا تقلق، ساعة، وربما ساعتين، ولربما ثلاث ساعات وسأكون هنا. لكن أريدُ أن أطلب منك سيءً صغيرًا
رمشت مرتين، مؤيدا لما يقول.

-أخبريني إن كان بإمكاني أن أفعل شيءً يا زهرتي.
فجأة تواردت على عقلي هذهِ الكلمات وأجبته، بعينان مبصرتان.

-أريد أن أجد رسالةً مع سبع زهور توليب فوق رأسي حين أكون بخير، لأسعر ربما، بأنّك خلقت لي سبع عوالمٍ لأعيس فيهم معك.
عالمٌ حيث كنا نتسارك الرسائل،
وعالمٌ حين وقعت في حبّك لأول مرة،
وعالمٌ حين عست اسبوعي الأول معك،
وعالمٌ حين قبلّنا بعضنا، أسفل السجرة.
وعالمٌ حين وضعتني بين يديك، وإحتضنتني،
وعالمٌ حين تزوجنا،
وسنعيسُ في عالم .. حيث يكونُ لدينا طفل صغير.
هذا ما أريدهُ أنا، هذا ما حلمت فيه.
هذا ما توقعته وتخيلته وأردته طوال تلك الليالي والأيام.

أنا أحبُك، ولكن كيف يمكن أن أحبُكَ أكثر؟





كنت أتناقل بين الأزمان في تلك الساعات، أذهب الى الماضي، أعود الى الحاضر، أبحث في الحدائق والأزقّة والحجرات عمّا أريد، ولا أجد. لا أجد شيءً أرى فيه روحي لأهديه الى روحي حين يكون هنا.

الى أن وصلت الى بستانٍ في أقصى الشمال من المملكة، أجد فيه ما أريد، قوالبٌ من الزهور، كلماتٌ منثورة، رذاذٌ من الفراشات اللتي تهمسُ في أُذني، وعالمٌ ثامن لأحبَّهُ فيه.

كان الجو ضبابيا هنا، أقتنيتُ بعضها، وركبتها مع الأُخريات، وجلست في البستان لدقيقة. أنظر ناحية الورقة، وأجد عليها رذاذاً خفيفاً من الماء لأنظرَّ الى السماء. إنها ضبابية، لكنّ شعاع الشمسِ يُغطيها. من أين هذا الماء؟

الى من أُحبُ في هذهِ الليلة المميزة.
الى من أُريد، والى من أهوى، والى من يميل اليه قلبي.
لا أستطيع إخبارك كيف يبدأ هذا الشعور تحديدا حين أُمسكُ ورقةً وأكتب إليك، إليك تحديدا.. لكنّه يبدأ من قلبي. يسري مع دمائي، وينتهي هنا. بين ورقةٍ جوانبها حادة، تجرحُني أنا، لترمّمك أنت. ولتبني حياتنا مع بعضنا بتلقائية.
أنا أوقنُ بأن أثر الفراشة لا يزول، ولكن هل فكرت بأثر الحب؟
الإمتنان.
أثر الشعور، أثر التفاصيل الصغيرة، أثر الندبة، وأثر القبلةُ الأولى والأخيرة. أنا أحبُكَ بكل هذهِ الآثار، أحبُكَ بكل ما أملكُ من إمتنان. وأستطيع أن أكتب إليك أحبُكَ مراتٍ ومراتْ لكنّي أريد أن أتوقف هذه المرّة عن قول أحبُكَ كالمتعاد ..

توقفت عن الكتابة هنا، رفعت رأسي حيث أرى غصناً يتدلى ناحيتي وتنمو عليه زهرة.

لأدوّن مباشرةً

لأدوّن مباشرةً

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
توليّـب Where stories live. Discover now