٣. عِند انحناءِ الشَّفقِ القُطبي.

895 83 94
                                    

أَجرمت بِحقِ نفسهـا بينمـا كانت تَبتسِم و حينَمـا تجاهلت كُلَّ وَعدٍ تعهدت به معـي، أَظَنَّت بأنّنـي كنتُ بعُمرِ الزُّهور لدرجـةِ عدمِ إدراكـي بِما سيحصُل و أنّنـي سأُصَدقُ أكاذيبهم المُلفقـةِ بما حصل لكِ بينمـا كنتُ شاهداً على الحدثِ الشَّنيعِ بالخفاء؟

مرةً أخذتِ تضربينَ رأسكِ بالحجارةِ مراراً و تكراراً إلى أن وجهتها لصَدركِ مُباشرةً و لكن نجوتِ، و بحينِ أنكِ خسئتِ من حظكِ الجيّد ذلك فقد أمرتِ الجُنودَ بجَلبِ جَائِبَ العَيْنِ بحُجـةِ أنّكِ تُريدينَ رؤيته،

بينمـا تسللتِ ليلاً بالزنزانةِ و حبستِ نفسكِ مع الأدلمِ عَمداً حتى افتَرسـكِ، صحيحٌ أنني لم أشهد على الحادثـةِ الأُخرى و لكن كنتُ مُتواجداً حينَمـا هرولَ حشدُ الجُنودِ نحو الزنزانـةِ فأطلقوا عليه

_ حتى امتلأ المَكانُ برائحَـةِ البـارود_ من خلفِ الفُتحاتِ قبل أن يفتحوا الباب الحديديّ و وجدوا أشلائكِ مُتبقيّـةً مع بعضِ أجزاءِ ثوبكِ المُتمزق بشدّة،

و دِمـاؤكِ التي كانت ألوانَ اللوحـةِ المُسمـاةِ بالزنزانـة أوليسَ ذلك المنظر الرَّهيب أقسى من أن يراهُ طفلٌ بعُمرِ السّادسـةِ فقط؟ و صوتِ البوقِ و الأجراسِ التي لا زالت ترنُّ بطبلـةِ أُذنـي مع صوتِ بُكائـي المُمتزج.

إن كُنتِ تَعلمينَ مدى مُعاناتكِ و مدى لهفتكِ بالرَّحيل مُنذ البدايـةِ فَلِمـا قطعتِ كلَّ عهدٍ لَعينٍ لطفلكِ الوَحيـدِ الذي كانَ يثقُ بكلِّ ما يخصكِ؟

أشكركِ لأنّكِ جعلتِ منّي ما أنا عليه الآن، ' غـونـزَاليِـس' الذّي لم يعُد كطفلكِ تايهيونغ ذاك، و مع كُلِّ ذلك أفتقدكِ لدرجـةِ أنّني غاضبٌ من نفسي و لطالمـا تمَنيتُ وجودكِ و حتى رؤيتكِ و لم أتخَيل يومـاً بأنّنـي سألتقي بكِ هنـا البتـة و بالتَّحديد حينمـا كُنتِ تردفينَ بذلك العهدِ الباطلِ بابتسامةٍ مُزيّفـةٍ لِطفلٍ تشَبّع بهجـةً بِمـا سَمِع..

"ما بالك ترصُ على قبضَتك هكذا سيّد تايهيونغ؟"

غيرتُ وِجهتي سريعـاً بعد أن سمِعتُ ذلك الصـوت المألوف، و الذي أنقذنـي من تلك المشاهد المُختلطةِ بذهني و التي كدتُ أن أنتزِعهـا حدَّ الجُنونِ نَظراً لبشاعتِهـا،

و كأنَّ صوتهُ حررنـي من تِلك القُيودِ التي تخنقنـي بقَسوة ما بالُه يبتسِمُ هكذا و كأنَّه خاضَ معركـةً و انتَصرَ بهـا؟ و أنَّى لهُ هذا القرسَ الجالِسَ عرش بُؤبؤيه اللّامِعَيْن؟

و عن وقوفِه المُحتدم أمامَ بوابـةِ قصرِ أجيالِ أجدادي و أضواءُ الشَّفقِ القُطبيِّ المُعتليَةَ أعلامَ القصر، إنّـهُ هو أخيراً التَقيتُ به و أشبعتُ الفُضولَ الرَّائدَ بي

رَسائِل غونزاليس|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن