٧. و ثُمَّ أنّني لم أكُن، فهل تكُن؟

415 35 47
                                    

خارت قِواي حينما رأيتُ البُستانيَّ مُطرحاً و مُلطخاً بالدِّماء، أشعر بسائرِ جسدي يرتجِفُ هلعاً و ليس برداً و نظراً لهذا القرسِ الذي اشتدَّ، و عن ثباتِ جونغكوك و هو يمتطي الحصان مع القلقِ الذي يغزو ملامحه رُغم السكونِ الذي سُباته دائمٌ عليه لِيُسعِفَ روحاً وَهنةً أوشكت على الهَلاك...

أنا الذي كُنت عاجِزاً تماماً قد حَملَ جسدي يدايَ المُرتجفتانِ من عجزِهما و حاوطا الجَسد الخامِدَ الهامدَ و الصَّرد الدَّائم رُغم كُلّ الذي يحدث، اشتَدَّ الثلجُ و حلَّ الصَّقيع... و باتت الرُّؤيةَ غير واضحةً و بالكادِ نرى بعض الأضواء و بالطَّبع كان الأمرُ خَطِراً و يجب أن لا نُواصِل و لكنَّ البُستانيّ في خطر و علينا أن نُسعفه على عَجل، أسندتُ رأسيَ المُثقل على ظهره الذي لطالما كانَ يصونني أردتُ عيش هذه اللَّحظة طويلاً فتدريجياً شعرتُ بأنّني أهدأ و أنَّ الفزع الذي تمَلكنّي قد بدأ ينتزعُ أصابعه عن روحي الوَجِمة، وددتُ لو أُشعِل الشُّموعَ أو عوداً من الثّقابِ أو حتى الحَطب و لكن جَسدهُ كان كفيلاً بجَعلي أشعُر بذلك الدّفئ...

" تايهيونغ كيف أصبَحت الآن؟"
قالها و هو شَبِمٌ بقَلقٍ و أنفاسه التي بانَ عليها الزفيرُ قبل الشّهيق

أجل لا تقلق أنا على ما يُرام و لكن احذر فالرُّؤيةُ أصبحت ضبابية

"أنا أتبَعُ الأنوار و يبدو بأنّنا اقتَربنا من المَشفى"

صحيح أيُّ مشفاً هذا؟

"المشفى الذي يرقُد به والدك"

ماذا؟

"لماذا أنت مُندَهِش؟"

فقط اعتقدتُ بأنّه يبعُد الكثير عن هُنا..

" لقد أوشكنا على الوُصول، أستطيعُ رؤية أضواءه"

رُبما أنت مُخطئ؟

" أنا أحفظه جيّداً، لقد اعتدت على المَجيء في السابق"

أنا أرَى البوابة!، إذن أنتَ مُعتادٌ حقاً...

أوقَف العربةَ بسرعةٍ فأتوا بعض المُسعفين يساعدون جونغكوك بحَمله، ها هو جسدي يخونني مُجدداً... لا أقوى على الحَراك و بالأخص عندما رأيتُ البُستانيّ مُجدداً و هم يحملونه، ذراعه المُتأرجحة و سيلانُ الدِّماء يبدو لي كـ.. كالجثة... هذا كُل ما أذكره إلى أن سقطتُ مُغشياً عليّ

_ في الصَّباح الباكر_

" أخيراً استيقظت"
قال جونغكوك بابتسامةٍ بعد أن تسللَّ النورُ حدقتي، لأستوعب الأمر و أجلس بسرعةٍ بعد أن كُنت مُستلقِياً في سريرٍ ملاءاتُه بيضاء اللَّون لِأَضع يداي بقوةٍ على كَتِفَيْ جونغكوك

رَسائِل غونزاليس|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن