ـ
"... و لكنّني عُميتُ عن كُلِّ شيءٍ حينَما التَقيتُ بك.."
حينَما قالها بكُلِّ ذلك الصّدق المُتواجد بعيناه المُتألمة.. و بُرغم من أنّني لا أثق به لأنّني للتوّ عرفته عكس الشّعور المُخالف و المُتواجد بصدري و الذي يُخبرني بأنّني و كأنّني أعرفه مُنذ زمنٍ طويل... ما هذا الشُّعور؟ و من أين لك كُل هذا الصّدق الغريب و المُتوجع؟ و من أكونُ بالنّسبةِ لك؟ هل يُعقل أنَّني مُجرد مُتعلمٍ لديك؟ اكتفيتُ من هذه الأسئلة التي تجوبُ ذهني لأردِف بسؤالٍ أسأله إياه مُباشرةً:
أُستاذ.. هل تعرفني مُنذ زمنٍ طويـل؟
" لقد عَهِدتُ روحك من قبل أن تحُطَّ على الأرضِ يا سيّد الموسيقى"
أوليست هَذه مُبالغة؟...انتظر... سيّد الموسيقى؟
" أجل أنت يا سيّد الموسيقى"
و لكن... أوليس ماتيو هُو الوَحيدُ الذي يَقوم بِمُناداتي هَكذا؟!
"ماتيو؟"
أجل ماتيو الذي أكتُب له رسائِلي
" أتجهلُ شكله و هيأته؟ "
بالحقيقة.. إنّه غيرُ واضحٍ بالنِّسبة إليّ الآن.. و لكنّني أتذكرُ أمراً به..
"و ما هُو؟"
قال جونغكوك و بداخله مُتلهفٌ عكس ملامحه التي توحي بعَدم المُبالاةظِله
"الظِّل الخاص به؟"
أجل
" و كيفَ يبدو؟"
بالحقيقةِ رأيتُ ظلّك عندما خَرجت من هذه الغُرفةِ آخر مرّة و رأيته مألوفـًا و عندما حاولتُ التذكر رأيته مُشابهـًا لظلِّ ماتيو كثيراً...
" أوُه..."
و أيضـًا سمعتُ ذلك المدعوّ غارسيا يُناديك بِـ: 'ماتيو'...
قهقه جونغكوك ليردِف
"اشتقتُ لك، و يبدو بأنّني سأتوقُ إليك مُجدداً..."ها؟، على كُلٍّ لنذهب إلى القصرِ من فَضلك..
"نسيتُ أنَّ شخصيتك تتغيرُ قليلًا أيضـًا عندما تفقِد جزءاً من ذاكرتك... "
همس جونغكوك لِنَفسه بِأَسَفهل تتحَدث إليّ؟
" كلّا.. لا شيء هيا لِنذهب"
YOU ARE READING
رَسائِل غونزاليس|TK
Mystery / Thrillerو إن كانت أَنامِلُ الموتى تعزِفُ بالأبجديةِ بجدّيةٍ، و حتى بحينِ أنّني عشتُ نصفَ عُمري أضعُ الطَّوابع التي جَمعتها أسفل رسائِلي، و عن الأظرفِ التي كُدِّسَت بجانبه، أسأله لهفةً إن كان قد قرأها أو قد اطّلع عليها على الأقَل، فلترقُد بسلامٍ مُـؤبّدٍ بأي...