٤. في اللّا شـيء و أنت كُل شيء.

690 67 65
                                    

وُلدت على أوتارِ الكمانِ الخشبيّ الذي ببعضِ أجزاءه قد حُطَّ عليه الذَّهب، أنا بالوُجود و لكن ليس بداخِلي و لو شيءٌ بسيطٌ من تلك العواطف العُظمى فقد فقدتهـا إثر حوادث مررتُ بها و أحداث و لكن هل أُلام؟

ألستُ بلغتُ نُضجـاً قد يُبهِت الأربعينيَّ حينمـا سيكشفُ نُهايَ الذي عمره ضِعف سنّي الذي لا زالَ ببدايةِ رُشده؟ مهلاً أيا نفسي الوَسِنـةُ فوقَ مخداتِ غُرَفِ القلبِ المُهشَّمِ بأيسري

أنسيتِ الشيء الذي يخلُق عواصِف من العواطفِ و أهوالِ حجمِ ما ينتُج عنها بهذه الأوردةِ التي تدّفقت بعدما كانت بمحطةَ وقفٍ و حرّكت الساكن الذي يستَحيلُ أن يتحرك؟ ،

ما بهـا العواصِفُ هبّت بغتةً بعد أن كانَ كُلُّ شيء مُجمّد و بعد أن قلتُ: أثلَجت بي فمتى تحينُ العاصِفـة؟ أجل قد حلَّ عليَّ جوابٌ يجعلنـي أتأكدُّ الرّضى و أتحسسُ خلاياي قد تراقَصت مُشتعلةً كشمعـةٍ وضّاءةٍ توقِفُ جميعَ أجزائي المُرتعشةِ سابقـاً،

عدا روحي التي ظَلّت ترتَعِشُ حُبًّـا و شَغفـاً بطريقـةٍ رونقيـةٍ و غريبةٍ في آن، إنَّه ذلك الصّوتُ الذي يُداعبُ فؤادي و يوَلدُّ راحـةً و أماناً لم أذكر أنَّني شعرتُ بهما من قبل

هو الفنُّ البديعُ الذي خَلق صوتـاً من مفاتيحٍ أو أوتار هُما الآلتانِ المُفضلتانِ بالنّسبةِ لي، الآلتانِ اللتانِ بسببهمـا عاد لي شيءٌ من العُمقِ و الذي تمكنتُ فيه بعيشِ مُعجزةَ المشاعر و هولهـا مثلُ ما أنا الآن مُتخبطٌّ بشكلٍ لا أودُّ الإنتهاءَ منه

فقط أعزفُ و أعزفُ و لا شيء غيره، صحيحٌ أنَّ اللّحنَ شجِنٌ و حزين حزينٌ للحدِّ الذي يجعلُ القطراتِ المُتطرفـةِ جزء جفنِ عيني الأسفل تسيلُ بمِلحِهـا على الجلدِ الحنطيِّ المكسوَّ وجهي الشّاحب نوعـاً ما

حتى تصِل شفتايَ لأُحسَّ بطعمها رُغم فقدي لِذهني ناتج انغماسي الشّديد باللّحنِ الذي سُكِبَ بعواطفي قبل أناملـي، أعلمُ أنَّ البشر لديهم طاقاتٌ محدودةٌ لفعل أيِّ شيء و لكن لطالما تمنيتُ لو لديّ طاقةٌ أبديةٍ أعزفُ بها بدونِ توقف أمداً مُؤبدا.

هذا ما تمتمتُ به بداخلي أثناءَ عزفي أمـام أُستاذي قبل أن أُصغي لثنائهِ المُعتاد و لكلماته الأخيرة التي وَضعتني بحيرة

عُذراً و لكن ماذا تَقصد؟ لم أفهم..

"هِـمم"

هَمهم مُتجاهِلاً حيرتي ليبدأ بسيرِه بتلك الخطواتِ الهادئةِ نَحوي حتى باتَ قبالتي و يفصلنا القَليلُ جِداً

رَسائِل غونزاليس|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن