٢٢. البردُ قارسٌ رُغم أنّه الرَّبيع.

417 31 18
                                    

ـ
"ما هُو الذي يُعجبك؟"

لقد قلتُ أنّه الواقع

"أي جُزء من هذا الواقع؟"

ما الذي تُريد التوصل إليه؟

"تايهيونغ، هل أحببت شخصًا ما من قبل؟"

ماذا تقصِد؟

"هل سبق و أن جُنّ قلبك بقُربِ أحدهم؟"

اتضح التغير الذي حصَل بنبرته و هُو يسأل و قبل أن أردّ عليه أخذ يُقرّب وجهه نحو وجهي و أنظارُنا تتواصلُ مُباشرةً و لا أنسى رائحته التي تكادُ تلتصقُ بي

ماذا تفعل؟..
سألتُ بتوترٍ إذ أنّ إنشًا واحدًا يفصل بيننا فقط

لم أسمع جوابًا منه و بل أخذ يُمرر أنامله على خُصلاتِ شعري وصولًا لوجنتي اليُسرى بكُلّ رقةٍ و دفئ لدرجةِ أنّني شعرتُ بخدرٍ غريب و مُقلتيه اللتانِ تحويانِ بساتين من السُّدم، تسقطُ بها نيازك و نجوم

و أنفاسه التي أشعُر بها تضرب عُنقي الآن، شيء ما قد بدأ يُسبب ضجيجًا في أيسرِ صدري..

يُؤلم و لكن ليس بطريقةٍ سيئةٍ أو جيدة.. هُو يخفق و يخفق فحسب

بغتةً راودني شعورٌ سيء و ها هي ذراعي تحمل كفي ليتسلل لجيبي وصولًا لذلك السلاحِ المطليّ بالذهب و الذي يحوي الذخائر به..

وضعته بجانب رأسه طالبًا إياه أن يبتعدَ رُغم أنّ الضجيج لازالت تُحاصره عظامُ صدري، لم يتحرك هُو البتّة و بدلًا من ذلك تقوست شفتاه _اللتان تعلوا تلك الشامةِ_ باسِمًا بكل ثقة ليقول:

"لا بأس إن كُنت سأموت على يديك، و لكن أنا أثِقُ بأنّ قلب سيّد الموسيقى لن يجرؤ على الإطلاقِ صوب من سبب له هذا الضّجيج"

قال جُملته الأخيرة بعد أن وضع كفه على أيسرِ صدري؛ فَجُنّ هذا الخفقُ أضعافِ الضجيجِ السابق و لا أعلم ما هو خَطبي، و ماذا أفعل أنا الآن بحق؟ أنت تُصوّب نحو من رافقك طوال عُمرك يا تايهيونغ

لابدّ من أنّني تأثرتُ لدرجةِ أنّ عدم الثقةِ بأحدٍ قد أعمتني تمامًا..
قلتُ بصوتٍ خائبٍ بلا شعورٍ منّي لأحس بيديه تُمسك بكلتا يديّ و السلاحُ لازال بحوزتي و ها هُو يصوبه نحو جبهته لأصرخ بـ:

ماذا تفعل؟! ماتيو هل جُنِنت؟! أفلِت يديّ!!

"ما أجمل 'ماتيو' و هي تخرجُ من لسانك"
قالها و هُو مُبتسمٌ لتغفو غشاءُ عيناه و ها هو يضغط على اصبعي الذي أضعه على الزناد، حاولت المُقاومة و لازلت أصرخ و لكنه أقوى مني و سُحقًا..

رَسائِل غونزاليس|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن