٢٠. حتّى اكتسى الثَّلجُ حرائِق الجَشعِ.

316 31 20
                                    

_قبل أربعة عشر عامًا_

ظهرت على جونغكوك علاماتُ الألمِ في وجهه و لم يكُن كُل هذا إلّا بسببي أنا بالتأكيد

كلّ هذا بسببي.. أنا من أوقعتهُم بكُلّ هذا..

أخبرني يا جونغكوك ماذا حصَل لكُما أرجوك تحدّث..
قُلت و أنا أهزُّ كتفه فلا توجد ياقةٌ لكي أشدّها نظرًا لجسده الشبه عاري

"لقد اشترط القائدُ على غارسيا أن يأتي بالحديدِ و يضعه بالنّار لكي يقوموا بسلخِ جلده و من ثُمّ طرده من السُّلطات و قبل كُل هذا أمره بأن يقوم هُو بحرقِ أحد أعضاء جسمي كذلك، و من ثُمّ يقومون بإطلاقِ سراحي و هذا ما قد حصَل..."
ردّ جونغكوك بأسفٍ شديد

سُحقًا! سُحقًا لا أستطيعُ الإحتمال أكثر من هذا!
صرختُ بأعلى صوتي مُندفعًا باتجاه المدخل قاصدًا ذلك القائد المُتعجرف و لكن كما هُو مُتوقعٌ من جونغكوك، فقد منعني من التقدّم باحتضاني من الخلف بقوة لأسمعه يهمس و وجهه قريبٌ جدًا من عُنقي مما جعلني أقشعرُ من أنفاسه

" اهدأ، و لا تلُم نفسك.."
انتشح الهدوءُ مُتسللًا أعماق روحي و تنهدتُ بألمٍ لأقول و أنا أُبعد جسدي ببطئ عنه:

جونغكوك يجب أن تتلقيا العِلاج فورًا أنت و غارسيا

تايهيونغ!
صرخ والدي من بعيد و يبدو أنّه تبعني بالعربةِ إلى هُنا

هل كُل شيء على ما يُرام؟ ماتيو أنت خرجت ماذا حصل بالضّبط؟!
أخذ والدي يتفقد جونغكوك تارةً و يتفقدني تارةً ثم توجه إلى غارسيا

ليس هذا الوقتَ المناسب يا والدي، لنصعد للعربةِ فورًا لنتوجه للمشفى
قلتُ مُقاطعًا والدي

أنت مُحق هيا اصعدوا و أنا سأحمِلُ غارسيا، ساعدني من فضلك
قال و هُو يطلبُ المساعدة من سائق العربة لأتشبث أنا بذراعِ جونغكوك لنصعد معًا فأنا أعلم أنّه يتوجع بشدّةٍ و لكن لا يُظهرُ ذلك

صعد الجميع، و تحركت العربةُ و سردنا لوالدي كُل الذي حَصل و كما هُو مُتوقعٌ غضب جدًا و لا ألومه فهذا أمرٌ طبيعيٌّ جدًا، حتى أنا الهادئُ الآن لازالت تضطرِمُ نيرانٌ بصدري كُلما تذكرت، عليه اللّعنة ذلك القائد و الذي لا يستحقُ حتى هذه الرُّتبة أو هذا اللّقب

كم تبعُد مسافة المشفى عن هُنا يا أبي؟
سألت وسط هذا الصّمت الذي حلّ فجأة

حواليّ عشرون دقيقةٍ تقريبًا للأسف، و كما ترى فإنّ السائق يُحاول أن يَجعل الخيل تُسرع قدر ما يستطيع

رَسائِل غونزاليس|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن