٢٧. هل لمحتُ ابتسامةَ المُحيط؟

406 21 5
                                    

ـ

ها نحنُ ندخُل في شوارع مُختلفة، و ما بين مبانٍ مُختلِفة، و أُناسٍ مُختلفين و أزياء مُختلفة أيضًا و كُل شيءٍ مُختلفٍ هُنا عن فرنسا و ما بها و لكن الفرق الذي استشعرته قبل كُل شيء، هُو أنَّ فرنسا بائسة..أما بالنِّسبة لهذه الأرض..

فهي مليئةٌ بالحياة، الطُمأنينة و السكينة
الأطفالُ يمرحون و يركضون بكُلِّ حُريةٍ لا ترى منهم من يجلس بزوايا الشّوارع طالبًا بقايا الطَّعام، لا ترى طفلًا قد قُبِض عليه لأنه اضطر إلى السَّرقة لِمعونة اخوته فقط ..

و كأنهم يعيشون كعائلةٍ واحدة.

قاطع تفكيري بعض الأطفال الذين اجتمعوا حولي و كُلّ واحدٍ منهم يصرخُ بشيء:

إنه النَّبيل الفرنسي ، النبيل!

انظروا إلى لونِ شعره!

عيونه زرقاء، لونها أزرق!

لم أفهم ما يقولون و لكن استلطفتهم كثيرًا و كدتُ أن أمدّ ذراعي لهم إلى أن سمِعتُ قهقة ماتيو فاستغربتُ لأسأله:

ما المُضحك؟ ماذا قالوا؟

" يظنّون أنَّك شيءٌ من الخيال"

ما هذا، أنا كائنٌ بشريٌّ أيضًا..
قلتُ هذا و أنا أحملُ أحد الأطفال، طفلةٌ بالأصح ،فأخذت تلمس خصلات شعري ففهمتُ أنهم مُستغربون من اللون المُختلف بنظرهم و بهذه الأثناء بادلتُ ماتيو الإبتسامة

فجأةً شعرتُ بشيءٍ رطبٍ على ثيابي لأستوعب أنَّ الفتاةَ قد تبولت فوقي لتأتي امرأةٌ نحوي بوجهٍ مُندهش و أخذت تقول شيئًا لم أفهمه و هي تنحني، رُبما هي تعتذر ؟

أنا آسفة، آسفة حقًا أيها النبيل

"إنها تعتذرُ لك"
قال ماتيو و هو يُقهقه فضحكت أنا على حالي لأقول لماتيو أن يقول لها: لا بأس

"لا تقلقي سيدتي حيال هذا الشأن، و لا تقومي بتوبيخها من فضلك فهي طفلة"

أنا حقًا آسفة، منزلي قريبٌ من هنا تفضلوا معي سأغسل البقعة التي أحدثتها طفلتي بثيابه..

رَسائِل غونزاليس|TKWhere stories live. Discover now