ـ
ها نحنُ ندخُل في شوارع مُختلفة، و ما بين مبانٍ مُختلِفة، و أُناسٍ مُختلفين و أزياء مُختلفة أيضًا و كُل شيءٍ مُختلفٍ هُنا عن فرنسا و ما بها و لكن الفرق الذي استشعرته قبل كُل شيء، هُو أنَّ فرنسا بائسة..أما بالنِّسبة لهذه الأرض..
فهي مليئةٌ بالحياة، الطُمأنينة و السكينة
الأطفالُ يمرحون و يركضون بكُلِّ حُريةٍ لا ترى منهم من يجلس بزوايا الشّوارع طالبًا بقايا الطَّعام، لا ترى طفلًا قد قُبِض عليه لأنه اضطر إلى السَّرقة لِمعونة اخوته فقط ..و كأنهم يعيشون كعائلةٍ واحدة.
قاطع تفكيري بعض الأطفال الذين اجتمعوا حولي و كُلّ واحدٍ منهم يصرخُ بشيء:
إنه النَّبيل الفرنسي ، النبيل!
انظروا إلى لونِ شعره!
عيونه زرقاء، لونها أزرق!
لم أفهم ما يقولون و لكن استلطفتهم كثيرًا و كدتُ أن أمدّ ذراعي لهم إلى أن سمِعتُ قهقة ماتيو فاستغربتُ لأسأله:
ما المُضحك؟ ماذا قالوا؟
" يظنّون أنَّك شيءٌ من الخيال"
ما هذا، أنا كائنٌ بشريٌّ أيضًا..
قلتُ هذا و أنا أحملُ أحد الأطفال، طفلةٌ بالأصح ،فأخذت تلمس خصلات شعري ففهمتُ أنهم مُستغربون من اللون المُختلف بنظرهم و بهذه الأثناء بادلتُ ماتيو الإبتسامةفجأةً شعرتُ بشيءٍ رطبٍ على ثيابي لأستوعب أنَّ الفتاةَ قد تبولت فوقي لتأتي امرأةٌ نحوي بوجهٍ مُندهش و أخذت تقول شيئًا لم أفهمه و هي تنحني، رُبما هي تعتذر ؟
أنا آسفة، آسفة حقًا أيها النبيل
"إنها تعتذرُ لك"
قال ماتيو و هو يُقهقه فضحكت أنا على حالي لأقول لماتيو أن يقول لها: لا بأس"لا تقلقي سيدتي حيال هذا الشأن، و لا تقومي بتوبيخها من فضلك فهي طفلة"
أنا حقًا آسفة، منزلي قريبٌ من هنا تفضلوا معي سأغسل البقعة التي أحدثتها طفلتي بثيابه..
YOU ARE READING
رَسائِل غونزاليس|TK
Mystery / Thrillerو إن كانت أَنامِلُ الموتى تعزِفُ بالأبجديةِ بجدّيةٍ، و حتى بحينِ أنّني عشتُ نصفَ عُمري أضعُ الطَّوابع التي جَمعتها أسفل رسائِلي، و عن الأظرفِ التي كُدِّسَت بجانبه، أسأله لهفةً إن كان قد قرأها أو قد اطّلع عليها على الأقَل، فلترقُد بسلامٍ مُـؤبّدٍ بأي...