١٥. حتى ادْلَهم الفَجرُ مع مَطلَعِك.

280 23 30
                                    

ـ

"تايهيونغ!!!"

هل أحلُم؟ أم... أنّني نجحتُ فعلًا و انتقلتُ لعالمك؟ إنه يومُ سَعدي بلا شَك....

"تايهيونغ!، عُد إلى وعيك هل جُنِنت؟!"

نعم لقد جُننت بسببك أنت...

"انظُر لكُلِّ هذه الجُروح... و لهذه الدِّماء المُتدّفقة... "

_صوت صفعة_

جونغكوك لماذا قُمت بصفعه و هو بهذا الحال؟!!
صرخ غارسيا بعد أن دَخل

"يستَحق ذلك..."

وَقفتُ بجسدي الخالِ من القوةِ مُترنحًا نحوه لأشدّ على ياقته بوهنٍ شديد و لم أشعُر بيدي إلا و هي تتحركُ من تلقاءِ نفسها لأرُدَّ له صفعته بلكمةٍ مني على وجنته و بالقُرب من شفته حتى تلطخَّ هو بدمائي فلم ينزف من مُجرد ضربةٍ ضعيفةٍ كهذا

من كان يتوقعُ أنَّ لقاءنا سيكونُ بهذه الطريقةِ من بعدِ فراقٍ دام لسنينَ طويلة، من كان يظنُّ أنَّ كُلّ تلك المشاعر و الرَّسائل المُكدَّسةِ ستُمحى مع ذلك العالمِ البائسِ يا ماتيو

كدتُ أن أسقُط و لكن ها هي أذرعُ جونغكوك تتشبثُ بجسدي المُثقل بسُرعةٍ بديهية، خاب أملي بأقدامي التي لم تعُد قادرةً على حملي ليرفعني حتى بتُّ قريبًا من تقاسيمِ حُسنِ وجهه الذي يعلوه الغَضب، و القلق، و اللَّهفة بآنٍ واحد، و ذلك البُنُّ الأدهمُ الذي يقبعُ بعيونه المُرتعشةِ و المصقولة

أخذتُ أمسحُ تِلك الدِّماء من على وجنته و شفته و لم تمرّ أربعُ ثواني إلّا و وجهه يصدُّ عني بذلك الجانبِ فعقدتُ حاجباي فرفعتُ ذراعي الأُخرى لأُحطّ بكفي برفقٍ على وجهه و أرجعه حيث كان لِيُقابل وجهي من جَديد

كُلُّ واحد منّا اكتفى بالصَّمت، و ها هي المُقَلُ خاصتنا تبدأ بتسريبِ اللَّهفةِ التي كانت مكبوحةً منذ أمد بعيد _كما في السَّابق _ إنّني أشعُر بذلك و أنا أُوَجّه نظري مُباشرةً لعيناه اللَّتان لا أُصدّق بعد أنهما أمامي الآن، أشعُر بقلبي المُحاصَر و تلك النَّغَزات التي لم تهدأ روحي مَعها، لا أعلمُ هل يخفق خوفًا أم قَهرًا أم لأنّني أتوقُ له

لم أعُد أشعُر بألمِ تلك الجروح العميقةِ منها و البسيطة، رُغم أنَّ الدَّم لازالَ يتدفقُ منّي، لم أعُد أحس بشيء، عدا صوت قلبي الذي يضجُّ شوارع مدينة صدري...

بقينا هكذا لدقائق حتى قرَّرتُ أنا أن أكسر هذا الصَّمت و الوضع الغريب بيننا:

رَسائِل غونزاليس|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن