١٠. اللَّيلةُ التي نسيتُ بها ظلّك مُجدداً.

342 28 55
                                    

ـ

كانَ الثلجُ و الدَّغشُ قد أرخيا سدولهما على ضواحِي هذه البلدةِ المليئةِ بالأحداث، بينما جونغكوك الراكضُ بأقصى سرعته و هو يحملني بذراعيه الإثنتين المُلتفتانِ حول أقصى ظهري و خَصري، لأقومَ بدوري أن أتشبث به و أُحاوِطَ ذراعَي حول عُنقه الدافئ بعكسِ هذا القرسِ تمامـًا، لأبقى قريبـًا بحضنه الذي تسللت ضَرباتُ قلبه المُتسارعةُ إليّ نتيجة ركضه، و لا ننسى هذه الرائحةَ التي تواسيني و تمنحني لَذةَ الأمانِ رُغم الظَّرفِ الذي نحن به ...

إنهُم هناك، إلحقوا بهم!!!

جونغكوك إنهم يقتَربون!
قُلت بفزعٍ بعدما سمعت أصواتهم التي تقترِب منّا شيئًا فشيئًا

"لا تخف سيّد الموسيقى، فالألحانُ لن تُقيمَ عزاءها و تفقد سيد موسيقاها ما دُمتُ أنا مُتواجدًا معك حتى ذلك الحين"

و كالعادةِ كلماته تتغلبُ عليّ لترسم بسمةً طفيفةً على وجنتيّ

"ما الأمر أراك توردت"

أنت.. و هل الوقت مُناسب لهذا؟!
قلت بعد أن حشرتُ رأسي بعنقه لأتجنب نظراته التي تنظر تارَةً للطُّرقاتِ التي يحطُّ بها أقدامه الراكضةَ بها و تارةً على وجهي الذي قد احمر بسببه و بسبب شدّةِ البرد..

بالمُناسبة ألديك وجهةٌ مُعيّنة؟

"لا"

ماذا؟ هل أنت تسخَر؟!

"سنجدُ طريقـًا لا تخف"
قالها بثقةٍ مع ابتسامةِ خُبثٍ، تلك الإبتسامة التي يصعب علي تفسيرها ليتسلل لي القلق بسبب ثقته هذه

صحيح لماذا لا نَذهب لبيت ذلك العم؟!
قُلتُ مُباشرةً بعد أن تبادرت لذهني الفِكرةُ

"لا أستطيع الآن العَودة للخلف"
قالها و باتت أنفاسه تتصاعد لِسُرعةِ ركضِه و تسارعُ نبضِه

ألا يوجَدُ طريقٌ آخر؟!

"لا أظنّ ذلك، لقد ابتعدنا"

_صوت إطلاق _

حذاري إنهُم يُطلقون!!
قلتُ لجونغكوك بفَزع

"دَع الأمر لي سيّد الموسيقى"

زادَ جونغكوك من سُرعةِ ركضِه فبدت عليه شيءٌ من علامات القلقِ رُغم ثقته الغير مُتزعزعة، رُبما هو...قلقٌ علي؟ ... ها هو يتخذ مساراً كان على يمينِ الطريق الذي كُنّا نسلكه و يالَ سوءِ حَظِنا هذه المرّة، نهايةُ هذا الطَّريقِ مَسدودة و لا يُمكننا أن نعود لأنهم يقتربون منّا...

رَسائِل غونزاليس|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن