١٩. و أُبقيك حائرًا بعد أن زُرتَ قَبري.

272 29 34
                                    


إنّني أتذكرُ الآن يا أبي...أتذكرُ هذا و ذاك و ما قَد حصل...
قُلت بنبرةٍ مُرتعشةٍ و جسدي المُرتجف

أحقًا؟!

لقد.. لقد ظلمته يا أبي ظلمته..!

لا بأس يا بُني لا بأس هوِّن عليك..
قال والدي و هُو يُربتّ عليّ

أوقِف العربة.. أوقف العربة!!
صرختُ بأعلى صوتي المُحمّلِ بأطنانٍ من الندمِ المكسوِّ على كاهلي

اهدأ يا تايهيونغ اهدأ! و لا تتحرك هذا خطِر!
صرخ والدي و هُو يُحاول منعي من الحراك

أنت تعلمُ جيّدًا يا أبي أنك لن تستطيع أن توقفني
قلت بنبرةٍ جديةٍ لأنزل من العربةِ عائدًا إلى ذلك المكان الموحش

ركضتُ و بقيتُ أركضُ سريعًا بلا أيّ أدنى تفكير، إلى أن تعثرتُ و لم أترك مجالًا لأستجمع أنفاسي إلا و ها أنا أقِفُ مُجددًا لأُكمل الركض حتى سمِعتُ صوتًا قادمٌ نحوي لأتدارك أنه خيلٌ يمتطيه غارسيا ليتوقف فجأةً و يأمرني بأن أصعد معه

صعدتُ و انطلق بسرعةٍ و ما إن وصلنا قال غارسيا بإصرار:

لا تدخُل

سأدخُل!!

إن كُنتَ تُريد أن يخرج ماتيو من هُنا فلا تدخُل!!

تنهدتُ بعد أن غضب هو الآخرُ و دخل إلى هُناك و بقيتُ مُتأمّلًا عودته مع ماتيو بفارغ الصّبر، رُغم أنَّ الصبر ضئيلٌ ضئيل و قلبي استحوذ عليه الهَلع

بعد انتظارٍ دام لِرُبعِ ساعةٍ _رُبما_ رأيتُ أحدهُم يخرجُ من هناك فتوسعت حدقتي على مصراعيها مما قد شهدته...

وقفتُ ساكنًا قليلًا و بدت أقدامي تحملني شيئًا فشيئًا و لم أشعُر إلّا و ها أنا أركضُ مُجددًا فارتميتُ بجسدي بحضن ذلك المُترنح و إذ به يصرخُ مُتألمًا

ما الخطب! ماذا حدث؟
سألتُ بقلقٍ و أنا أتفحصُ سائر جسده و الحروق التي واضحٌ أنها حدثت للتوّ

"افتقدتك..."
تحدث بلسانه رُغم أنَّ الذخيرتين اللتان تبرُقان هُما من نبست بكلّ تلك العواطف لينعصر فؤادي أكثر فأكثر..

جونغكوك! أنا أعتذر! ، أنا أعتـ __ كلّا... لن أُسامح نفسي على ما فعلته
أخذتُ بقبضتي و أنا أضربُ الجدار بقوةٍ شديدةٍ حتى سال الدّمُ منها، ضربتُ و ضربتُ بدون توقف إلى أن شعرتُ ببرودةِ جلد قبضته و هي تشدّ على معصمي و يده الأُخرى التي أناملها تتخلخلُ بين خُصلاتِ شعري اللامعة

رَسائِل غونزاليس|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن