٢٤. تمزقت الأجنِحةُ فما بالُ السَّماء؟

318 25 9
                                    

-
"هل حلَّ الظّلام؟"
قال جونغكوك و هو يتعرق من الحمى بعد أن تفحصه الطّبيب و انصرف

لا عليك،ارتح الآن فحسب
قلتُ و أنا أمسح على جسده بمنشفةٍ مُبللةٍ داكنةِ اللّون

"أسمع صوت الرّعد، هل تُمطر خارجًا؟"
سأل و هو ينهض

استلقي جونغكوك،لا تنهض
حاولتُ منعه و لكنه لم يستمع و بل وقف و ابتعد عن الأريكةِ و هُو بهذا الحال

"دعنا نرقصُ تحت المطر"
قال و هو يبتسم بتعبٍ و تصدر منه حركاتٌ غريبة بعض الشيء

ماتيو كيف تودّ الرقص تحت المطر الغزير و أنت بهذا الحال؟هيّا اجلس من فضلك

"افتح ستائر هذه النوافذ الضخمةِ على الأقل.."

لك ذلك، لا بأس بهذا
ذهبتُ مُباشرةً نحو النوافذ العملاقةِ لأقوم بفتحِ السَّتائر -المُزركشةِ بنقوشاتِ الزّهور و بلونها الذّهبي اللّامع و بعضِ الألوانِ الأُخرى-لأنبهر من مشهد البرقِ الذي أنار ظلام اللّيل و مياه الغيث التي تنزل بانسيابٍ على زجاج النافذة

التفتُ لأتفقد عينيه و هذا الصّمت الذي عمّ بعد أن فتحتُ السّتائر و لم أرى سوى منظرٍ جعلني أنبهر أضعاف انبهاري بمشهد ضياءِ البرق و بهذا الوميض

رافِعًا رأسه عاليًا نحو النوافذ التي أقفُ أمامها بعينيه التي أجهل ما إن كان بريقهما ناتجًا عن البرق الذي يُضيء هذه العُتمة ،أم أنها تتوهجُ لأجلي

ماذا أُفكر أنا؟ هُو بالتأكيد مُنبهرٌ بالمشهد الذي بالخارج فحسب..

أنّى له كل هذا البهاء؟ حتى البجَعُ الذي يسبحُ برقةٍ في البركةِ لم يصل لهذا الرّونقِ الذي أراه

سرحتُ بوجهه -المُتأملِ ناحيتي- لدرجةِ أنّني بتّ أسمع صوت الرّعد المُخالطِ تناغم القطراتِ كألحانِ موسيقى هادئةٍ و قويةٍ بعض الشيء

كأنَّ الوقت يتوقف للحظاتٍ حينما أكونُ معك و بالأخص بهذه اللَّحظة، كلينا ساكنين وسط الدُّجنةِ عدا أبصارنا التي تبرقُ و هزيمٌ صوته يضرب برقةٍ بصدري كقطراته التي تتدّفق مع صوتِ عقارب الساعةِ التي بدت و كأنها تعطلت للحظاتٍ عديدة بينما هي كانت و لازالت تعمل

أخيرًا قرّر السّكون أن ينزاح عنّي فتقدمتُ نحوه بينما هُو لازال ساكنًا بلا أي حراك إلى أن نطقتُ بقلق:

ماتيو؟

لا إجابة، و لكنه ببُطئ أشاح بنظره من على النوافذ نحوي أخيرًا بعينين يملأهما الشُّحوب بعد أن كانت تبرق، أين ذهب بريقهما؟

رَسائِل غونزاليس|TKWhere stories live. Discover now