جونغكـوك: أودّ رؤيته..
والد تايهيونغ و هو مُمسكٌ بيده: تعالَ معي..
جونغكوك و هو فَزِع بعد أن دخلا للقاعةِ التي بها والده المُتوفى و أُناسٌ آخرون و بعض الجُنود: إنّه.. تابوت..
صغيري انظُر كيف هو مُستريح، خذ هذه الزّهرة و ضعها بين يديه المُسدلتانِ على صدره
إن هو كما تقول: "مُستريح" فلما وجهك شاحب؟، و لماذا عيناكَ مُتشبعة بتلك الدموع؟ قد تظنّ أننّي لا أفهم سيادتك و لكنّني بعمر أستطيع به أن أُفرق بين الميّت و الحيّ، لذلك لا داعِ بأن يُذاع كلامٌ قد يُخالف الأمر الواقع..
و لكننّي لم أكذب عليك، فهو قد استراح من هذه الحَياة ربما قد لا تفهم و لكنك ستعي الأمر عندما تكبر حتماً عزيزي، و الآن خذ هذه الزَّهرة و ضعها بمكانها هيا
قال جونغكوك باكِياً بعد أن تقَدم لجُثةِ والده و وضع الزهرة: و إن كانَت روحك فارقَت الأرض فهي لن تُفارقني كمِثل هذه الترنيمات الموسيقية الشَّجنةِ التّي تملأ المكان بُؤسـاً لرحيلك و التي لا تُفارق مسمعي، حتى و إن توقَفت و توّقف عَزفُها _بعد أن تُدفَن_ فلا تزالُ تترنن بروحي مُؤبداً... والدي.. سأعتزُ بالموسيقى بمثلك ما حييت و سأتوقُ لعزفها و سماعها كُلَّ لحظةٍ بمثل ما أشتاقُ لك، ارقد بسلامٍ يا من أدخلتني بعالمٍ أجِدُ به نفسي و كُلِّ عاطفةٍ أتلذذُ بها
والد تايهيونغ بصوتٍ خافت: لا أُصدق أنَّ هذه الكلمات تنبُع من طِفلٍ لم يُقبِل على الثانية عشر بعد.. سلاماً لروحك صديقي العزيز استَرِح فقد تربى ابنك على يديك جيّداً حتماً..
البُستاني: عذراً للمقاطعة سيادتك و لكن غارسيـا أتى لاصطحاب سمّوه غونزَاليِس لِعدم احتماله لهذه الأصوات، سيأخذه للبلدةِ إلى أن تنتهي مراسمُ العزاء..
والد تايهيونغ : حسناً هذا أفضَل..
جونغكوك و هو يَقترب من والد تايهيونغ : سيّدي يُمكنكم أن تُكملوا و أنا سأُصاحب تايهيونغ مع السيّد غارسيـا
هل أنت مُتأكد؟ ألن تبقى إلى أن ننتهي؟
أنا مُتأكد، و الآن عن إذنك سيّدي..
خُذا حذركما، و اعتني بتايهيونغ من أجلي من فَضلك
قالها مع ابتسامةٍ بوجهه الشاحب و هو يربت على رأس جونغكوكلك ذلك سيّدي، لا تقلق
غارسيـا و هو ينحني : أتَـأسَّـفُ للجَرحـى و القَتلـى بَدلاً عن إجـرامِ زِئبقـك الحـائِـر، أنحنـي مُعتَـذِراً قُبـالَـةَ الشَّهـدِ الذي يجـري مُتدَّفقـاً بشقـوقِ فِردوسـك، أستأذنـك سِيـادتـي المُحتـدم جنـودك القَتلـى قد تـمَّ نقـلهُـم بالمَـرامـسِ بالفعـل...
YOU ARE READING
رَسائِل غونزاليس|TK
Mystery / Thrillerو إن كانت أَنامِلُ الموتى تعزِفُ بالأبجديةِ بجدّيةٍ، و حتى بحينِ أنّني عشتُ نصفَ عُمري أضعُ الطَّوابع التي جَمعتها أسفل رسائِلي، و عن الأظرفِ التي كُدِّسَت بجانبه، أسأله لهفةً إن كان قد قرأها أو قد اطّلع عليها على الأقَل، فلترقُد بسلامٍ مُـؤبّدٍ بأي...