Enjoy
***********الماضي
وجهة نظر جيمين
يومٌ اعتيادي في حانة الموت المُفاجئ و الأحاديث ذاتها تطال أُذني
ألا يَمِلُ هذا الشعب من الحديث عن انتصاراتهم
كُنت اتساءل و حسب ، هل سيذكر التاريخ تضحياتنا و جرائمهم التي ارتكبت بحقنا ؟
و لكن من سيذكرها على مر العصور ، فشبابُنا الثائرين قد قُتلوا بينما جميع العالم صامتٌ يراقب
لستُ اتحدث باسم اليهود لا بل اتحدث باسم المظلومين اللذين يُكافحون لتحسين أوضاعهم
اتحدث باسم الديمُقراطية الحقيقة و ليست الشكلية
اللذين ماتوا و حناجرهم تصرخ باسم الحُرية ، هؤلاء من لن يتكلم عنهم أحد أبداً و سيبقون مجهولي الهوية و الانجازات الى الأبد
فأنا كُنتُ على شفير الموت مئات المرات و في كُل مرة كُنتُ احدث ذاتي و أسألها
هل سيتذكرني أحدٌ بعد موتي و هل سيتذكرون كيف كُنتُ أبيع زجاجات الحليب في شوارع بولندا حتى أُعيل عائلتي الفقيرة
هل سيذكرون أنني تخليت عن دراستي حتى لا أموت من الجوع و الفقر
أم هل سأصبح كأوراق الخريف تأخذني الرياح و أضيع بين باقي الموتى بلا اسمٍ أو عُنوان
و لكن ما فائدة العلم و الثقافة في حالتنا؟ لأنك يا سيدي الضابط قد أعدمت الآلاف من الكُتّاب و الأطباء و ذوي العلم
في زمن الحرب لن يسعك التفكير بالمستقبل ، فالمُستقبل لأمثالنا ليس بعد سنواتٍ عديدة بل بعد دقائق
في أي لحظة قد تأتي شظايا المُتفجرات على جسدك مُنهيةً حياتك
حياتك التي أمضيتها تنتظر لحظة موتك .
شيءٌ غريب و مِناخٌ مجهول كان يعصف في أرجاء الحانة و قد شعرت بأن هُنالك ما سيحصل
لم يخب ظني كثيراً و رفعت رأسي نحو مدخل الحانة لأرى رَجُلاً ببذلة عسكرية و نُجُومٍ على أكتافه و أوسمة شرف لا تُعد و لا تُحصى
كان ذو مَظهرٍ مُهيب ، بجسدٍ ممشوق و قوي جعل من نِساء الحانة تقعن في غرامه من النظرة الأولى و ربما الرجال أيضاً من يدري
مظهره كان مُختلفاً عن باقي الجنود اللذين أتوا برفقته
كان أبيضاً شاحباً و عيناه سوداء حادة و ملامحه ليست أوروبية البتة ، وجوده قد بث الرُعب في قلوب الموجودين
YOU ARE READING
آنجِيلوس١٩٤٠ || YM
Fanfictionكُنت على عِلمٍ في البداية بأن خُطاي في هذا الطريق ستقودني لِنهاية مَسدودة و جهودي في صُنعِ حياةٍ خالية من الألم ستذهب هباء الريح لكني حاولت أقلاً و اكتشفت أن الراحة لم تُخلق لأمثالي لذا توقفت عن الكِفاح و قررت الجلوس ساكناً مُنتظراً أجلي آنجيلوس عام...